رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وليد الخشاب لـ"الدستور": اهتمامات خميس خياطى امتدت بين سينمات عالمية مختلفة

خميس خياطي
خميس خياطي

تحدث الشاعر الكاتب الدكتور وليد الخشاب، أستاذ الدراسات العربية بجامعة يورك بكندا، عن الناقد السينمائي التونسي خميس خياطي، والذي غادر عالمنا ظهر أمس الثلاثاء عن عمر ناهز السابعة والسبعين عاما، بعد رحلة ثرية بالإبداع الفني والنقدي.

 

اهتمامات خميس خياطي امتدت بين سينمات عالمية مختلفة

 

وقال "الخشاب" في تصريحات خاصة لــ"الدستور": "خميس خياطي كان ناقدًا سينمائيًا عربيًا تونسيًا من جيل ندر أن يوجد مثله اليوم، فهو مثقف واسع الاطلاع، متعدد الاهتمامات الفنية والاجتماعية وليس مجرد متخصص في السينما، ولا ناقدًا يحصر اهتمامه بالسينما التونسية. 

 

وتابع الخشاب: "كان خميس خياطي ناقدًا يكتب بالفرنسية والعربية وتمتد اهتماماته بين سينمات عالمية مختلفة ومختلف سينمات العالم العربي. تعرفت إليه عن قرب منذ اشتركنا في مهرجان أيام السينما العربية بمارسيليا منذ ما يزيد عن عشر سنوات. كان اهتمام خياطي بمختلف السينمات الناطقة بالعربية يميزه عن كثير من النقاد العرب اليوم الذين يركزون على السينما الوطنية في بلادهم". 

 

وواصل: "أول ما اشتهر به خميس خياطي على الساحة الدولية كان الكتاب الذي أدار تحريره بالاشتراك مع الناقد الفرنسي الكبير جي هانبال وظهر بالفرنسية بعنوان (فلسطين والسينما) عام 1977، وظل منذ تلك اللحظة يحمل في أعماق نقده هاجسًا اجتماعيا سياسيًا وانفتاحًا على الآخر العربي، لهذا فهو يتسم بين النقاد المغاربيين العاملين بالفرنسية باهتمام عاشق للسينما المصرية، لا يتوقف عند نقدها وإزاحتها بوصفها سينما تجارية تتمثل النمط الهوليوودي، ولا يكتفي بالاحتفاء بيوسف شاهين المخرج العربي الكبير الذي كثيرًا ما يحتفي به النقاد العرب بوصفه منفتحًا على الغرب وعلى العالم الفرانكوفوني تحديدًا". 

 

واختتم حديثه قائلا: يتجلى عشق خميس خياطي للسينما المصرية في رسالته للدكتوراه التي حصل عليها من باريس في علم اجتماع السينما، والتي خصصها لتحليل فن صلاح أبو سيف، ثم في كتابه الصادر بالفرنسية بعنوان "صلاح أبو سيف: سينمائي مصري". اختيار خياطي للاحتفاء بالواقعية وبفن صلاح أبو سيف، الذي توفاه الله قبل أن يغير الإنترنت شكل تداول المعرفة وتنشيط الذاكرة السينمائية، دليل على ارتباط الناقد الراحل بالقيمة الاجتماعية للفن، وعلى تحية المنجز الوطني المستقل عن النماذج السائدة، حتى لو لم يكن الأكثر جماهيرية.