رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحمد صلاح الدين يتساءل: لماذا يتعاطف العالم مع "آن فرانك" ولا يتعاطف مع أبناء فلسطين؟

المترجم أحمد صلاح
المترجم أحمد صلاح الدين

تحتفي هذه الأيام دور النشر الألمانية بالذكرى السنوية الخامسة والتسعين لميلاد آن فرانك من خلال إطلاق طبعات خاصة مصورة من قصص الكاتبة الهولندية اليهودية ومذكراتها حول السنتين اللتين قضتهما مع عائلتها مختبئة في ملحق سري لإحدى الشركات من 1942 حتى 1944 أثناء الاحتلال الألماني لهولندا في الحرب العالمية الثانية.

وكشفت هذه المذكرات عن وحشية الاحتلال والمخاوف التي كانت تواجه الطفلة الصغيرة، وتم نشر مذكراتها في كتاب لأول مرة في 1947 بعد عامين من وفاة آن فرانك في معسكر اعتقال بيرجن، لتصبح يومياتها أحد أشهر كلاسيكيات أدب الحرب وتم ترجمتها للكثير من لغات العالم.

 كتاب "آن فرانك.. يوميات فتاة تحت الاحتلال" 

كتاب "آن فرانك.. يوميات فتاة تحت الاحتلال" 

ومن أشهر تلك الترجمات للغة العربية ليوميات آن فرانك، قدمها الكاتب والمترجم أحمد صلاح الدين تحت عنوان "آن فرانك.. يوميات فتاة تحت الاحتلال عن دار الفراشة الكويتية، "الدستور" تواصلت مع أحمد صلاح الدين، الحاصل على درجة الماجستير في علم اللسانيات من جامعة ليف تالستوي بروسيا ويستعد في الوقت الحالي للحصول عن أطروحة الدكتوراه في الأدب من معهد جوركي للأدب  الذي كشف تفاصيل ترجمته لهذا العمل، قائلًا: "الناشر هو مَن اقترح علىّ وقد قبلته بعد دراسة متأنية للفكرة".

يضيف صلاح الدين: "آن فرانك طفلة تحكي عن أحداث حياتها التي مرت بها أثناء اختبائها في مستودع بمدينة أمستردام الهولندية من بطش الألمان، ووجدت فيها رمزًا لأي طفلة في العالم تُدهس حياتها بأكملها وتُدمر لمجرد انتمائها لعرق معين.

“آن فرانك” وأطفال فلسطين

“آن فرانك” وأطفال فلسطين

يلفت صلاح الدين إلى أنه من خلال يوميات "آن فرانك" يمكن طرح سؤال عن أطفال فلسطين ولماذا يتعرضون لكل هذا العذاب على مدار عقود دون ذنب اقترفوه؟ ألم يكن من الإنساني ألا يكرر بني عرقها ما حدث مع آن فرانك؟ لماذا يتعاطف العالم مع آن فرانك كما تعاطفنا معها ولا يتعاطف مع أبناء فلسطين ويحاول إنقاذهم من الهلاك؟

وعن طفولة "آن فرانك" التي دمرتها الحرب، يقول صلاح الدين: "هى طفلة بريئة كانت تعيش في سعادة وهدوء مع عائلتها في ألمانيا وذات يوم جاء إليهم خبر أن السلطات الألمانية تعتزم القبض عليهم وترحيلهم إلى معسكرات الاعتقال، كما فعلت مع آخرين هنا قررت الأسرة الرحيل إلى هولندا والاختباء في مستودع شركة لوالدها. 

ويصف صلاح الدين عمله المُترجم قائلاً: "تفاصيل اليوميات بسيطة وإنسانية تروي كيف تصير حياة الناس قيد الاعتقال لمجرد أن بعض الأشخاص قرروا ذلك ودون ذنب اقترفوه سوى أنهم أبناء عرق معين، لتتحول هذه التفاصيل إلى خيوط مشحونة بالشجن والرعب والضعف وقلة الحيلة والصراعات وصوت الصمت وانتظار ممتد بأنفاس تحتبس في لحظات تترقب الهلاك أن ينقض عليهم فجأة حتى الوصول في النهاية إلى إدراك أمرهم من قبل الجستابو والقبض عليهم وترحيلهم إلى معسكرات الاعتقال، حيث ماتت آن فرانك، لكن القدر كتب الحياة لأبيها الذي جمع هذه اليوميات ونشرها في وقت لاحق.

أحمد صلاح الدين يهدي عمله المُترجم إلى المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد

ويختتم المترجم أحمد صلاح الدين حديثه لـ"الدستور" بأنه يهدي العمل للراحل العالم والمفكر الفلسطيني إدوارد سعيد، وقد ذكر ذلك في مقدمة الكتاب لأنه وافق على ترجمة يوميات آن فرانك لأن الكتاب يرسم علامة الاستفهام ذاتها التي رسمها إدوارد سعيد حين تعجب يومًا من أن اليهود الذين يقولون إنهم عانوا الأمرّين من الهولوكوست قد خلقوا أوشفيتس جديد في فلسطين، أي أنهم كرروا ما حدث لهم مع آخرين ليس لهم ذنب فيما جرى لهم.