هشام زغلول: ترجمة كتاب "النقد الثقافى" استغرق منى عاما (حوار)
فاز بـ جائزة الدولة التشجيعية لعام 2024 فرع الترجمة من العربية وإليها (جائزتان)؛ الأولى للدكتور هشام زغلول عبد الفتاح على، عن العمل الفائز ترجمة كتاب "النقد الثقافي: النظرية الأدبية وما بعد البنيوية" الصادر عن المركز القومي للترجمة عام 2022 وهو من أعمال "فنسنت ب.ليتش"، أما الجائزة الثانية ذهبت للمترجم مارك مجدي توفيق بشاى عن العمل الفائز ترجمة كتاب "لويس ألتوسير".
عن الترجمة، والنقد الثقافي، وكتابه الفائز الذى تصدر الأكثر مبيعًا بعد صدوره عن المركز القومي للترجمة، وأمور أخرى كان لنا هذا الحديثه مع الدكتور هشام زغلول الفائز بجائزة الدولة التشجيعية لهذا العام عن ترجمته للعربية لكتاب"النقد الثقافي".
وإلى نص الحوار..
بداية عرف نفسك للقراء؟
مدرس النظرية والنقد الأدبي بكلية الآداب جامعة القاهرة، وخبير بمجمع اللغة العربية، وخبير بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار.
ماذا دفعك لترجمة كتاب "النقد الثقافي: النظرية الأدبية وما بعد البنيوية" لـ"فنسنت ب.ليتش" الفائز بجائزة الدولة التشجيعية؟
بادئ الأمر، حين طالعت كتاب "النقد الثقافي: النظرية الأدبية وما بعد البنيوية" لفنسنت ليتش، كنت بهذا الصنيع ألبي حاجة بحثية لي إبان إعداد أطروحتي للدكتوراه عن نقد النقد الثقافي؛ بوصفه أحد أهم الأصول العمد التي يتعيَّن عليّ مراجعتها للإلمام بالمرجعية الغربية للنقد الثقافي. ولما وقفت على البون الشاسع بين ما يقوله ليتش وما ينسبه إليه كثيرون، تعجَّبت آنذاك كيف أن كتابًا بهذه القيمة لم يترجَم بعد؟! وعلى الفور تقدَّمت بمقترح ترجمته للمركز القومي للترجمة عام 2016، ثم عكفت على ترجمته وتنقيحه زهاء عام، شملني فيه أستاذي العزيز جابر عصفور (رحمه الله) بكثير من الدعم والتشجيع، وكم وددت لو شاركني فرحة صدوره، لكن شاءت الأقدار ألا يصدر إلا بعد وفاته ببضعة أشهر.
فى عام 2022 تصدر كتابك "النقد الثقافي" قائمة الأكثر مبيعًا في المركز القومي للترجمة.. ما دلالة ذلك ؟
حين صدر الكتاب عن المركز في سبتمبر 2022 أسعدني -بقدر ما استوقفني أيضًا- أن يتصدَّر كتاب متخصص في صلب النظرية النقدية المعاصرة قائمة الأكثر مبيعًا لعام 2022، وأن ينفد في غضون تلك الأشهر القليلة؛ فالمألوف أن الروايات المترجمة وكتب التنمية البشرية هي الأوفر حظًّا في هذا الشأن. حينها تعمقت في نفسي مسألة مهمة ومؤشر دالّ جدًّا؛ مؤداهما أن فعل الترجمة ليس ترفًا معرفيًّا؛ بل هو مسؤولية كبيرة، كما أن مقياس التلقي مرتهن بقيمة العمل الذي نتوفر على ترجمته، وما يلبيه من حاجة معرفية حقيقية وماسة لمترجمه ابتداءً، وما يضيفه لتخصصه الدقيق وللمكتبة العربية بالتبعية.
أقول هذا لأشير إلى أنني -منذ أمد- قطعت على نفسي عهدًا ألا أتوفر على ترجمة كتاب إلا من منطلق هذه المسؤولية، وإشباعًا لتلك الحاجة المعرفية الماسّة، التي إن لبَّاها لديّ قطعًا سيلبيها لدى كثيرين غيري من الباحثين الذين يشاركونني الأرق المعرفي نفسه. ولذا فإنني حين يستهويني كتاب لا أنشغل بإجراءات نشره قبل أن أشبع نهمي المعرفي منه ابتداء. وربما تسبَّبت عادتي تلك في تراكم كتبي المترجمة التي تنتظر دورها في النشر منذ ما قبل الدكتوراه وحتى الآن. ولا يزعجني هذا إطلاقًا؛ لأنني لم أترجم أيًّا منها ابتداء إلا لإشباع فضول بحثي ونهم معرفي بالمقام الأول، أما النشر فتلك مرحلة تالية، المهم أن يتاح للقارئ العربي ما هو بحاجة إليه، وأن يخرج للنور ما هو حقيق بذلك، وإلا فلا.
وأعترف أن رغبة ملحّة وشعورًا عارمًا بالمسؤولية يتملكانني الآن حيال كتاب بديع أزعم أنه عظيم الأهمية، كنت قد اقتنيته فور صدوره في يناير 2019 وترجمته حينها بشغف بالغ وإعجاب شديد بموضوعه، فهو الكتاب الوحيد -فيما طالعت- الذي يُفرد بكامله لمعالجته، كما أنه ضارب بجذوره في عمق النظرية النقدية. ولعله أكثر ما أنا مشغول به الآن من بين ما أصطفيه من ترجمات أنجزها منذ عدة سنوات، على أمل أن أنشرها تباعًا، ثم سرعان ما أنشغل عنها بغيرها. وينتابني قدر من تأنيب الضمير على تأخري كثيرًا في نشرها، فقد أفدت منها جميعًا -في عملي الأكاديمي وانشغالي البحثي- أيما إفادة، لكنها لم تر النور بعد، وتأخُّرها أكثر من هذا ضرب من الأنانية؛ فكأني بها أهمس قائلًا: "يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق"!
ماذا تمثل لك جائزة الدولة التشجيعية ؟
لجائزة الدولة التشجيعية قيمة أدبية ومعنوية كبرى تعنى لى الكثير، كما تعنى لكل أبناء جيلي، وممتن بشكل كبير للقائمين على الجائزة، وأتقدم بخالص التهنئة لكل الزملاء الذين شاركوا الفوز بها في مجالات مختلفة، ولكل الفائزين بكل جوائز الدولة.
_ ما ترجماتك الجديدة ؟
أشتغل على كتاب في صلب النظرية النقدية أيضًا؛ وهو حديث الصدور حيث صدر منذ 3 أو 4 سنوات ويكاد يكون الكتاب الأوحد الذى أؤلف في موضوعه؛ وقيمة هذا الكتاب على خلاف الكتاب السابق هو حديث الصدور نعم لكنه لم يسبق أن أفرد هذا الموضوع بالتأليف من قبل باللغة الإنجليزية، وبالفعل ترجمته وبصدد طباعته وآمل أن يخرج قريبًا للنور، وأن يلبي حاجة معرفية ونقدية فى المكتبة العربية.