اقتصاديون لـ"الدستور": زيارة الرئيس للصين ناجحة وستجذب مزيدًا من الاستثمارات

أكد خبراء الاقتصاد أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الصين جاءت في توقيت غاية الأهمية وتؤسس لفصل جديد في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، ومن المتوقع أن تؤدي الزيارة إلى دخول استثمارات جديدة تقدر بنحو 5 مليارات دولار خلال الفترة المقبلة.

وأكد الخبراء أن عقد الرئيس السيسي لقاءات مع بعض المستثمرين والشركات الصينية سيكون له تأثير قوي على الاقتصاد المصري، وسيؤدي إلى جذب المزيد من الاستثمارات الصينية إلى مصر، كما أشاروا إلى أن الزيارة في مجملها ناجحة وحققت الغرض المطلوب منها.

وتوقع الخبراء أن تؤدي الزيارة إلى زيادة حجم الاستثمارات الصينية في مصر، التي بلغت نحو 8 مليارات دولار حتى الآن، من خلال 2066 شركة، كما أكدوا أن الزيارة ستسهم في توفير آلاف فرص العمل للشباب المصري، وتوطين التصنيع المحلي بشراكة صينية.

وقال الخبير الاقتصادي الدكتور علي الإدريسي إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للصين ولقاءه بالرئيس الصيني شي جين بينج يؤكد على ثقل المكانة الإقليمية لمصر في عهد السيسي، مشيرًا إلى أن الزيارة تأتي في توقيتها المناسب والهام للغاية، وحققت نتائج جيدة في ظل التوترات الجيوسياسية التي تضرب المنطقة.

وأكد الإدريسي في تصريحات لصحيفة "الدستور" أن الملف الاقتصادي ضمن جدول أعمال الرئيس السيسي خلال الزيارة التي شهدت عقد القمة المصرية الصينية في بكين، ولقاءات متعددة مع كبار رؤساء الشركات الصينية وعدد من المستثمرين، بالإضافة إلى مشاركة الرئيس السيسي في أعمال الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون العربي الصيني، ومن بين النتائج الإيجابية للزيارة توقيع عدد من اتفاقيات التعاون المشترك بين البلدين.

وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن الصين شريك تجاري مهم لمصر، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 18 مليار دولار، مشيرًا إلى أن الصين لديها منطقة صناعية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس باستثمارات تصل إلى 3.3 مليار دولار ويعمل فيها 13 ألف عامل مصري.

ولفت إلى أن الزيارة ستؤدي إلى جذب مزيد من الاستثمارات الصينية في مصر بعد إعلان عدد من المستثمرين والشركات الصينية عن رغبتهم في التوسع والاستثمار في مصر. 

كما أشار إلى أن الزيارة فتحت الباب أمام الشركات الصينية للوصول إلى إفريقيا من خلال مصر، بوابة العبور للقارة السمراء، وهذا سيؤدي إلى عودة نشاط اقتصاد مصر.

وقال الخبير الاقتصادي، الدكتور عبدالمنعم السيد، إن زيارة الرئيس السيسي للصين حققت مكاسب متعددة ستجني ثمارها في ظل التقارب المصري الصيني وانضمام مصر إلى تجمع بريكس. وأوضح أن الاستثمارات الصينية مرشحة للمضاعفة خلال الفترة المقبلة بعد أن بلغت 8 مليارات دولار.

وأكد "السيد" في تصريحات لـ"الدستور" أن الزيارة شهدت توقيع العديد من الاتفاقيات التجارية والاقتصادية بين مصر والصين، وهذا سيؤدي إلى ضخ استثمارات جديدة تصل إلى 5 مليارات دولار خلال الفترة المقبلة. 

وأوضح أن منطقة "تيدا" الصناعية في مصر تضم 141 شركة في قطاعات صناعية وخدمية وإدارية وتجارية بأكثر من 3.3 مليار دولار رءوس أموال مصدرة، وتوفر أكثر من 13 ألف فرصة عمل حتى نهاية يونيو 2024.

وبالنسبة للمجالات التي تستهدفها الاستثمارات الصينية، أشار الخبير الاقتصادي إلى أنها تشمل مجموعة من المجالات الواعدة مثل الهيدروجين الأخضر والصناعات الثقيلة والبتروكيماوية وخدمات السفر والضيافة الفندقية واللوجستيات والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

وأوضح الدكتور شريف طاهر محمد فريد، أستاذ الإدارة والاقتصاد بكلية التجارة بأكاديمية السادات، أن زيارة الرئيس السيسي للصين مهمة للغاية وتأتي في توقيت مناسب في ظل توتر الأوضاع التي تمر بها المنطقة. 

وأشار إلى أهمية استفادة مصر من الثقل الاقتصادي والتجاري والسياسي للصين في دعم جهود مصر الدولية لحل القضية الفلسطينية.

وأكد فريد في تصريحات خاصة لـ"الدستور" أن الصين لديها علاقات اقتصادية وتجارية وسياسية قوية مع مصر، وأنها تسعى إلى زيادة حجم التعاون المشترك بما يحقق التنمية للبلدين. كما أشار إلى أن لقاء الرئيس السيسي لعدد من المستثمرين الصينيين والشركات العملاقة سيحقق مردودًا إيجابيًا على الاقتصاد المصري، وسيؤدي إلى جذب مزيد من الاستثمارات الصينية في مصر.

وأشار إلى أن الزيارة في مجملها ناجحة وحققت المطلوب منها على جميع المستويات، ونأمل أن تلعب الصين دورًا كبيرًا في النشاط الاقتصادي المصري من خلال زيادة عدد الشركات الصينية في مصر، وجذب الاستثمارات، وتوفير فرص العمل، وتوطين التكنولوجيا والتصنيع المحلي، والاستفادة من الكوادر البشرية.