حرارة مرتفعة وأزمة مياه.. تقرير يرصد معاناة فقراء "نيودلهى"
سلط تقرير لـ"الجارديان"، اليوم الخميس، الضوء على درجات الحرارة القاسية التي تشهدها الهند، خاصة في العاصمة دلهي، مشيرة إلى أن الحرارة تجاوزت الـ45 درجة مئوية، وأرهقت السكان البالغ عددهم 29 مليون نسمة، لكن الأكثر فقرًا هم الأكثر معاناة.
وأشارت إلى الضجة التي شهدها أحد شوارع العاصمة الهندية المزدحمة، مع دخول صهريج المياه، حيث ركض العشرات من السكان بشكل محموم خلفه، ملوحين بالدلاء والزجاجات والخراطيم، وقفزوا فوقه للحصول على قطرة واحدة مما تم تخزينه بداخله.
الأكثر سخونة على الإطلاق
وارتفعت درجات الحرارة في ذلك اليوم إلى 49 درجة مئوية، وهو اليوم الأكثر سخونة على الإطلاق وفي العديد من الأماكن في جميع أنحاء عاصمة الهند الشاسعة، التي يسكنها أكثر من 29 مليون شخص، نفدت المياه.
في كل صباح، يكون تريبتي، وهو عامل في مجال الصحة الاجتماعية يعيش في منطقة مخيم فيفيكاناند الفقيرة، من بين أولئك الذين يضطرون للوقوف تحت أشعة الشمس الحارقة مع الدلاء والأواني، في انتظار وصول صهريج المياه.
وقال: "يتعين على الناس الانتظار لمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات في الطابور للحصول على دلوين من الماء فقط.. ارتفاع درجة الحرارة جعل الأمر أسوأ، مع ارتفاع درجات الحرارة، نحتاج إلى المزيد من المياه، ولكن العرض يتناقص في الواقع، نحن نعاني بشدة والحرارة تجعل الحياة مستحيلة".
وبحسب الصحيفة فإن دلهي ليست غريبة على الحرارة، ويجلب صيفها دائمًا درجات حرارة خانقة، ويحبس الأغنياء أنفسهم في منازلهم المكيفة، بينما تتجمع الأسر الفقيرة تحت المراوح وتغطي نفسها بالخرق المبللة.
الإجماع بين الخبراء والمقيمين هو أن درجات الحرارة في الصيف ترتفع الآن بشكل منتظم أعلى بكثير من المعتاد، حيث تتحمل الهند وطأة أزمة المناخ.
و اجتاحت موجة حارة معظم شمال الهند في شهر مايو- حيث ارتفعت درجات الحرارة هذا الأسبوع على التوالي فوق 45 درجة مئوية- مما جعل الظروف لا تطاق، بل وتهدد حياة الملايين، الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف تبريد أنفسهم، أو يضطرون إلى العمل في الخارج في وظائف البناء أو العمل. وسجل بعض أجزاء المدينة درجات حرارة وصلت إلى 52 درجة مئوية يوم الأربعاء، رغم أن المسئولين قالوا، في وقت لاحق، إن هذه ربما كانت قراءة خاطئة.
كما عانت المدينة من نقص مزمن في المياه، خلال الأيام القليلة الماضية، حيث عجزت السلطات عن تلبية الطلب المتزايد، مما تسبب في معاناة جماعية بين الفقراء، الذين لا يجدون في كثير من الأحيان وسيلة للتبريد سوى غمر أنفسهم بالمياه أو استخدامها في مبردات الهواء.
وقالت حكومة دلهي إنها أنشأت "غرفة حرب" خاصة بالموجات الحارة لإرسال صهاريج المياه إلى أي مكان تحتاج إليه.
وتفاقمت الأوضاع بسبب انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة في جميع أنحاء العاصمة بعد أن بدأ الملايين في تشغيل مكيفات الهواء، مما أدى إلى ارتفاع الطلب على الكهرباء إلى أعلى مستوياته على الإطلاق. ووصف نيتين سينغ، 45 عاماً، وهو محامٍ يقيم في حي لاجبات ناجار، الأثر المدمر لانقطاع التيار الكهربائي اليومي في منزل يتقاسمه مع أطفاله الصغار وأب مريض يبلغ من العمر 81 عاماً. وقال إنه منذ أن بدأت موجة الحر، أصبحت دلهي "غير صالحة للعيش".