الخيانة وموت الغفلة| أسوأ محطتين في حياة الفنانة مديحة يسري

في مثل هذا اليوم منذ ٦ سنوات، رحلت عن عالمنا رمز من رموز الزمن الجميل وواحدة من أعلام السينما المصرية، الفنانة مديحة يسري التي غادرت عالمنا يوم ٣٠ مايو ٢٠١٨ عن عمر ناهز ٩٩ عاما بعد رحلة طويلة من أمراض الشيخوخة.

الفتاة المصرية غنيمة حبيب خليلي علي، وعرفت باسم مديحة يسري، لقبت بسمراء النيل نظرا لملامحها المصرية الأصيلة وبشرتها السمراء المميزة، وصنفت كواحدة من أجمل ١٠ نساء أربعينات القرن الماضي.

بداية عملاقة

على غير المعتاد مع الفنانات الصغار الذين بدأتن حياتهن الفنية من أول سلم ليتدرجوا في الفن حتى الوصول إلى القمة، بدأت الفنانة مديحة يسري حياتها الفنية مع العمالقة، حيث كان أول ظهور لها سينمائيا مع المطرب محمد عبدالوهاب في فيلم “ممنوع الحب” عام ١٩٤٠، وكانت تبلغ حينها من العمر ٢٢ عاما.

تعاونت مع يوسف بك وهبي في تمثيل ٣ أفلام لتبدأ انطلاقتها الفنية من بوابة النجوم، حيث وقفت أمام الكاميرا مع الفنان فريد الأطرش والمطرب محمد فوزي والفنان عبدالحليم حافظ وغيرهم من كبار الفن الأصيل.

خيانة مدوية

رغم تميزها الفني وذيع صيتها حول العالم في وقت قصير، إلا أن سمراء النيل تعرضت لحادثتين يعدان أسوء ما مرت به مديحة يسري في حياتها. 

تعد الحادثة الأولى هي خيانة زوجها الفنان محمد فوزي لها بعد علاقة حب وصداقة دامت طويلا تكللت بالزواج لمدة ١٠ أعوام أثمرت عن ابنها الوحيد عمرو. 

يعتبر الفنان محمد فوزي هو الزوج الثالث لمديحة يسري، حيث تزوجت أولا من المطرب والملحن محمد أمين، ثم الفنان أحمد سالم. 

عاشت يسري مع محمد فوزي قصة حب طويلة ثم تزوجا لمدة ١٠ سنوات من النجاح الأسري والفني سويا، حيث مثلا سويا العديد من الأفلام، فضلا عن مساندتها له في تأسيس شركة الأسطوانات الخاصة به إلى أن انفصلت عنه بعد اكتشافها خيانتها له.

تأثرت الفنانة مديحة يسري بهذا الموقف كثيرا إلى الحد الذي جعلها تعتزل الفن والعالم لفترة بسبب تعرضها لأزمة نفسية شديدة.

موت الغفلة 

تعتبر الحادثة الثانية الأسوأ في حياة الفنانة مديحة يسري هي وفاة ابنها الوحيد عمرو محمد فوزي فجأة عن عمر ناهز ٢٦ عاما بعد تعرضه لحادث سير.

قالت (يسري) عن هذه الحادثة، إنها اعتزلت العالم بسببها وكرست حياتها للصلاة والدعاء وقراءة القرآن لنجلها ولم تتمكن من اجتياز هذه المحنة إلا بمساندة الأصدقاء لها، مؤكدة أنها لم تنسى هذه الحادثة يوما، كما أنها تحتفظ بالكثير من صور نجلها وتشعر أنه ينتظرها على باب الجنة ليكونوا سويا في الآخرة.