"شينخوا: العلاقات الصينية- العربية تشهد أزهى فتراتها على مر التاريخ
أكدت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" أن الرئيس الصيني شي جين بينج يولي أهمية بالغة لتنمية العلاقات الصينية-العربية، حيث إنه وضع مخططا لتنمية العلاقات بين الجانبين.
وذكرت "شينخوا"، في مقالة خاصة بمناسبة انعقاد المؤتمر الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني- العربي غدًا الخميس، أنه في الوقت الحاضر، تشهد العلاقات الصينية-العربية أزهى فتراتها على مر التاريخ، وأن الصين والدول العربية تلتزمان بتحقيق حلم الرخاء الوطني ونهضة الأمة، وتعمل معًا لبناء مجتمع المستقبل المشترك بين الصين والدول العربية نحو العصر الجديد، من أجل منفعة الشعبين الصيني والعربي وتعزيز التضامن والتعاون بين الدول النامية والحماية المشتركة لقضية السلام والتنمية العالميين.
وفي تصريح لوكالة أنباء شينخوا، قال سفير شئون منتدى التعاون الصيني- العربي بوزارة الخارجية الصينية لي تشن، إن المبادرات التي طرحها الرئيس شي جين بينج تتوافق مع الرغبات والاحتياجات المشتركة للصين والدول العربية، حيث تربط بشكل وثيق بين مستقبل ومصير كل من الصين والدول العربية من خلال الأفكار المشتركة والمصالح المشتركة والمسئوليات المشتركة، ومن ثم تلقى ترحيبًا حارًا وتفاعلًا إيجابيًا من جانب الدول العربية.
وأعرب عن اعتقاده بأنه في ظل الاهتمام المشترك والتوجيه الاستراتيجي من جانب قادة الصين والدول العربية، سيتم تعزيز الثقة الاستراتيجية المتبادلة بين الجانبين، ودفع التعاون في مختلف المجالات بشكل شامل، وستمضي أعمال بناء مجتمع المستقبل المشترك بين الصين والدول العربية بخطوات أكثر صلابة.
وأشار إلى أنه على مر التاريخ وفي خضم التغيرات التي يشهدها عالمنا المعاصر، يترابط مصير الصين والدول العربية بشكل وثيق غير مسبوق، مؤكدًا أن منتدى التعاون الصيني-العربي سيستشرف، بلا شك، فرصًا جديدة سانحة وسيحمل على عاتقه مسئوليات جديدة.
وأعرب لي عن تطلعاته بأن يؤدي المنتدى دورًا أكبر ويدفع التعاون الثنائي نحو نطاق أوسع ويتخذ إجراءات أكثر فاعلية، لكي يضع دعائم راسخة للثقة السياسية المتبادلة بين الجانبين، ويؤدي دوره كمنصة لتعزيز التعاون الصيني-العربي بشكل فعال، ويرسي أساسًا شعبيًا لتوطيد أواصر الصداقة الصينية-العربية التقليدية، حتى يخدم بشكل أفضل بناء مجتمع المستقبل المشترك بين الصين والدول العربية، ويحمي المصالح المشتركة للدول النامية على نحو أكبر، ويسهم بقوة في بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.
وحول التعاون الاقتصادي، أشارت "شينخوا" إلى أن الصين تعد أكبر شريك تجاري للدول العربية لسنوات عديدة متتالية، إذ ارتفع حجم التجارة بين الصين والدول العربية من 36.7 مليار دولار أمريكي في عام 2004 إلى 398 مليار دولار أمريكي في عام 2023، بزيادة حوالي 11 ضعفًا.
وقد امتد التعاون التقليدي في صناعة النفط والغاز بين الجانبين إلى السلسلة الصناعية بأكملها، وتعمق التعاون بين الجانبين في المجالات الناشئة مثل اتصالات الجيل الخامس والأقمار الاصطناعية والبيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي والطاقة الجديدة وغيرها.
وحول التعاون في المجال التكنولوجي، تم الإشارة إلى إنشاء المركز الصيني-العربي لنقل التكنولوجيا ومركز التميز الصيني-العربي لنظام بيدو ومركز التدريب الصيني-العربي للطاقة النظيفة والمركز الصيني-العربي للأبحاث الدولية لمكافحة الجفاف والتصحر وتدهور الأراضي وغيرها، وأسهمت تكنولوجيا الجيل الخامس للاتصالات ونظام بيدو للملاحة ومراكز البيانات الضخمة في بناء المدن الذكية في الدول العربية، ومكن انتشار الاقتصاد الرقمي والتجارة الإلكترونية عبر الحدود مزيدًا من المواطنين الصينيين والعرب من التمتع بالمنتجات المتميزة وعالية الجودة لدى الجانب الآخر.
ويصادف هذا العام الذكرى الـ20 لتأسيس منتدى التعاون الصيني-العربي، فيما سيعقد الاجتماع الوزاري الـ10 للمنتدى في العاصمة الصينية بكين غدًا الخميس، حيث سيحضر الرئيس الصيني شي جين بينج مراسم افتتاح الاجتماع ويلقي خلالها خطابًا رئيسيًا، الأمر الذي يعد "لحظة فارقة جديدة" في العلاقات الصينية-العربية ويضرب التواصل بين الصين والدول العربية بجذوره في أعماق التاريخ، حيث تلاقت وتعرفت إلى بعضها البعض عبر طريق الحرير القديم، وحققت التعاون والكسب المشترك وسط تيار العولمة الاقتصادية، وظلت تتمسك بالحق والعدالة في العالم المتغير والمتقلب، وسردت قصص الصداقة عبر التبادلات الودية والمنافع المتبادلة بين الحضارات المختلفة.