عضو «منتجي الدواجن»: انخفاض أسعار الطيور 20% واللحوم 13%
- الدولة تُحسِّن الإنتاج المحلى وتنفذ مشروعات قومية لتطوير الأراضى الزراعية
- قال إن الدولة تُنوع مصادر الاستيراد وتُطور البنية التحتية للنقل والتخزين
- استخدام أنظمة الرى الحديثة لتقليل الفاقد من المياه
إنتاج مصر من الدواجن سنويًا بين ١.٢ و١.٤ مليار فرخ
- ننتج ١٤ مليار بيضة مائدة سنويًا وحجم استثمارات القطاع ١٠٠ مليار جنيه
أكد عمرو مختار، عضو اتحاد منتجى الدواجن، أن الحكومة تعمل بقوة لتحقيق الأمن الغذائى، وتحقيق هذا الهدف الاستراتيجى يتطلب تعاونًا وثيقًا مع القطاع الخاص والمزارعين.
خلال حواره مع «الدستور» نصح «مختار» بتنفيذ سياسات شاملة لتحسين الإنتاج المحلى، ودعم المزارعين، وتعزيز التصنيع الغذائى، لتحقيق تقدم ملموس نحو تأمين الغذاء الكافى والمغذى لسكان مصر بطريقة مستدامة. ولفت إلى أن مصر تستورد ٤٠٪ من احتياجاتها من اللحوم من الخارج، خاصة من دول أمريكا اللاتينية، مشددًا على تراجع أسعار اللحوم لـ١٦٠ و١٦٥ جنيهًا للكيلوجرام، بفضل تحرير سعر الصرف، وزيادة الإفراجات الجمركية؛ بعد توافر العملة الأجنبية.
■ كيف توفر مصر احتياجاتها من اللحوم الحمراء خاصة ونحن على أبواب عيد الأضحى؟
- مصر تستورد ٤٠٪ من احتياجاتها من اللحوم من الخارج، سواء كانت رءوسًا حية أو لحومًا مجمدة، من عدد من الدول؛ أبرزها دول أمريكا اللاتينية، مثل البرازيل وكولومبيا.
وتستعد وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى لموسم عيد الأضحى المبارك، من خلال تيسير الموافقات على استيراد الماشية، لتوفير احتياجات المواطنين من اللحوم.
وقد تراجعت أسعار اللحوم بالفعل خلال الفترة الماضية، بنسبة ملحوظة، ومن المتوقع أن يكون هناك تراجع إضافى فى الأسعار قبل عيد الأضحى.
ومؤخرًا تراجعت أسعار اللحوم من ١٨٠ و١٨٥ جنيهًا للكيلوجرام، إلى ١٦٠ و١٦٥ جنيهًا للكيلوجرام، بنسبة تراجع تصل إلى ١٣٪.
■ لماذا تراجعت أسعار اللحوم والدواجن؟
- مرت صناعة الدواجن بفترة صعبة، ارتفعت فيها أسعار اللحوم والفراخ والبيض، وكان السبب الرئيسى وراء ذلك ارتفاع أسعار الأعلاف التى تمثل ٨٥٪ من القطاع، ولكن مؤخرًا ومع إعلان الحكومة عن قرار تحرير سعر الصرف، توافرت الخامات فى السوق مع توافر العملة الأجنبية وزيادة الإفراجات الجمركية.
■ ماذا عن جهود الحكومة فى تحقيق الأمن الغذائى؟
- تحقيق الأمن الغذائى أحد الأهداف الاستراتيجية للحكومة، فى ظل التحديات الاقتصادية والديموغرافية والبيئية التى تواجهها البلاد، ويمثل الأمن الغذائى قدرة الدولة على تأمين احتياجات سكانها من الغذاء الكافى والمغذى بطريقة مستدامة.
ولتحقيق هذا الهدف، تتبنى الحكومة مجموعة من السياسات والإجراءات لتحسين الإنتاج المحلى من اللحوم والدواجن والمحاصيل، وتنويع مصادر الاستيراد، وتعزيز البنية التحتية الزراعية.
ولتحسين الإنتاج المحلى تطور الحكومة الزراعة، من خلال تنفيذ مشاريع قومية لتطوير الأراضى الزراعية وتحسين إنتاجيتها؛ باستخدام التكنولوجيا الحديثة والطرق المستدامة، إضافة إلى تحديث أنظمة الرى لتقليل الفاقد من المياه، وزيادة كفاءة استخدام المياه فى الزراعة.
كما تعمل الحكومة على تحسين سلالات المحاصيل عبر دعم البحث العلمى لتطوير سلالات جديدة مقاومة للجفاف والأمراض وتحقق إنتاجية أعلى، إضافة إلى دعم المزارعين من خلال تقديم القروض الميسرة والدعم المالى للمزارعين؛ لتحسين قدرتهم على الاستثمار فى تقنيات الزراعة الحديثة، وتوفير التدريب والإرشاد الزراعى لتحسين مهارات المزارعين، وزيادة معرفتهم بأفضل الممارسات الزراعية.
وأتوقع زيادة الإنتاج المحلى بسبب تحسين تقنيات الزراعة، واستخدام الموارد بشكل أكثر كفاءة، ما سيزيد من كميات المحاصيل واللحوم المحلية، وهذا سيقلل الاعتماد على الاستيراد.
■ ماذا عن ملف الاستيراد؟
- تحرص الحكومة، دائمًا، على تنويع مصادر الاستيراد، وتعقد اتفاقيات تجارية مع دول متعددة لتقليل الاعتماد على مصدر واحد، وفى الوقت نفسه تعمل الحكومة على تطوير البنية التحتية للنقل والتخزين لضمان جودة وسلامة السلع المستوردة.
كما تعمل على تشجيع التصنيع الغذائى، ودعم الصناعات الغذائية المحلية لتعزيز القيمة المضافة وتحقيق التكامل بين القطاعين الزراعى والصناعى، وتشجيع الاستثمارات فى قطاع التصنيع الغذائى، من خلال توفير حوافز للمستثمرين المحليين والأجانب.
■ ما أسباب استيراد اللحوم الحمراء وكيف يمكن تحقيق الاكتفاء الذاتى؟
- سد الفجوة بين العرض والطلب؛ إذ إن الإنتاج المحلى من اللحوم لا يكفى لتلبية احتياجات السوق المتزايدة.
الاستهلاك يزيد نتيجة النمو السكانى وارتفاع مستوى المعيشة، فيكون من الضرورى استيراد كميات إضافية لتغطية الطلب وضبط الأسعار.
ويمكن تقليل الاستيراد عبر العمل على زيادة الإنتاج المحلى، وهذا ما تفعله الحكومة حاليًا، من خلال تبنى تقنيات حديثة فى تربية الحيوانات وزيادة الكفاءة الإنتاجية، مع دعم المزارعين المحليين من خلال تقديم القروض الميسرة والتدريب، وتحسين البنية التحتية، مع تطوير مرافق النقل والتخزين لتقليل الفاقد وتحسين جودة اللحوم.
■ كم يبلغ حجم إنتاج مصر من الدواجن؟
- يبلغ إنتاج مصر من الدواجن بين ١٫٢ و١٫٤ مليار فرخ سنويًا، بواقع ٣٢٠ مليون دجاجة من القطاع الريفى، والبقية- الكمية الأكبر- من القطاع التجارى، بينما يبلغ حجم إنتاج مصر من بيض المائدة ١٤ مليار بيضة سنويًا، وبصفة عامة، يبلغ حجم الاستثمارات فى صناعة الدواجن داخل مصر نحو ١٠٠ مليار جنيه، وتستوعب نحو ٣ ملايين عامل، ويبلغ عدد منشآت الدواجن نحو ٣٨ ألف منشأة، تشمل مزارع ومصانع أعلاف ومجازر ومنافذ بيع أدوية بيطرية ولقاحات.
■ ما حجم إنتاج مصر من الأعلاف؟
- مصر تستورد ٧٠٪ من احتياجاتها من الأعلاف والمواد الخام، مقابل ٣٠٪ فقط يصنع محليًا.
■ كيف ترى الوضع الحالى فى قطاع الدواجن؟
- أرى أن قطاع الدواجن يعد من القطاعات الحيوية فى مصر، إذ يلعب دورًا مهمًا فى توفير البروتين الحيوانى للمواطنين، وأراه يتطور بشكل ملحوظ فى الآونة الأخيرة، ما أسهم فى تحقيق اكتفاء ذاتى فى الإنتاج، وتغطية احتياجات السوق المحلية. ومع تراجع القوة الشرائية للمواطن، أصبح هناك توازن بين العرض والطلب، إضافة إلى أن الحكومة اتخذت عدة إجراءات لدعم مُربى الدواجن، مثل توفير الأعلاف بأسعار مدعمة، وتقديم التسهيلات اللازمة لإنشاء مزارع جديدة، ما أسهم فى زيادة الإنتاجية.ومع توافر الأعلاف، بدأ إنشاء المزارع على مستوى الشركات الكبيرة والمزارع الصغيرة والمتوسطة، ما عزز من قدرة السوق المحلية على تلبية الطلب المتزايد، ومن المتوقع خلال عام من الآن أن يعود قطاع الدواجن إلى المستوى الذى كان عليه.
■ ما أبرز التحديات التى تواجه القطاع الآن؟
- رغم تحقيق الاكتفاء الذاتى فى الوقت الحالى، لا يزال قطاع الدواجن يواجه بعض التحديات؛ منها ارتفاع أسعار الأعلاف رغم توافرها.
صناعة الدواجن تقوم على الأعلاف، فهى العنصر الأعلى فى التكلفة بالنسبة للمربى، وقد تؤدى تقلبات أسعارها إلى تأثر الإنتاجية، وتحتاج الصناعة إلى التأهب المستمر لمواجهة أى تفشيات مرضية قد تؤثر على الإنتاج.
■ ماذا عن الأسعار قبل قرار تحرير سعر الصرف وبعده؟
- هبطت الأسعار بعد قرار تحرير سعر الصرف، نتيجة توافر العملة الأجنبية وزيادة الإفراجات الجمركية.
انخفضت أسعار فول الصويا من ٣٠ ألف جنيه للطن إلى ٢٥ ألفًا، بنسبة تراجع تصل إلى ١٦٪، وتراجعت أسعار الذرة الصفراء من ١٥ ألف جنيه إلى ١٢ ألفًا فى الطن، بنسبة انخفاض تصل إلى ٢٠٪، بينما انخفض سعر طن العلف من ٢٦ ألف جنيه إلى ٢٢ ألفًا، بنسبة تراجع تصل إلى ١٣٪.
وتراجعت أسعار الدواجن من ١١٥ جنيهًا للكيلو إلى ٨٠ جنيهًا، بنسبة انخفاض تصل إلى ٢٠٪، كما انخفض سعر طبق البيض من ١٦٠ جنيهًا إلى ١٢٠ جنيهًا، وهذا التراجع فى الأسعار سببه استقرار أسعار الصرف وزيادة الإفراجات الجمركية، ما أدى إلى انخفاض تكاليف الإنتاج وتحسين العرض فى السوق.
■ ما أبرز المشاكل التى تواجه القطاع البيطرى فى مصر؟
- القطاع البيطرى من القطاعات المهمة، ولا بد من تطويره لمواجهة الأمراض بقوة، مثل الحمى القلاعية والجلد العقدى وحمى الثلاثة أيام، وأمراض الدواجن مثل الجمبورو وفيروس الأدينو.. فالاختلافات فى التشخيص بين هذه الأمراض تؤدى إلى تشتيت الجهود البيطرية، ما يعوق السيطرة الفعّالة على هذه الأمراض، ولكن خلال الفترة الأخيرة كانت هناك جهودة كبيرة وواضحة من قبل وزارة الزارعة للسيطرة على الحمى القلاعية، التى نفذت حملات لتطعيم المواشى على مستوى الجمهورية.
■ كيف نتغلب على أزمة توافر اللقاحات البيطرية؟
- تعانى مصر صعوبات فى تصنيع الأدوية البيطرية محليًا، بسبب نقص المواد الخام الدوائية، وهذا أدى إلى نقص فى بعض الأصناف من اللقاحات، إذ يجرى استيراد ما بين ٩٣٪ و٩٥٪ من اللقاحات اللازمة لصناعة الدواجن. ومع ذلك، دخل عدد كبير من الشركات المحلية إلى السوق لإنتاج اللقاحات البيطرية، ما رفع نسبة اللقاحات المنتجة محليًا إلى ٣٠٪، وذلك بهدف تقليل الاعتماد على الدولار.
■ ما نصائحك للنهوض بالقطاع الداجنى فى مصر خلال الفترة المقبلة؟
- للنهوض بالقطاع الداجنى فى مصر، يمكن اتخاذ العديد من الخطوات والتدابير على مستويات مختلفة، بما فى ذلك التحسينات التكنولوجية، والاستراتيجيات الإدارية، والسياسات الحكومية، منها تحسين جودة الإنتاج، واستخدام سلالات ذات كفاءة عالية، مع اختيار سلالات دجاج تتميز بسرعة النمو وكفاءة تحويل العلف إلى لحم، والتغذية المتوازنة عبر تقديم أعلاف تحتوى على جميع العناصر الغذائية الأساسية، لضمان صحة الدواجن وزيادة معدلات النمو، ويمكن أيضًا التحسين الوراثى من خلال تبنى برامج تحسين وراثى لإنتاج سلالات جديدة تتميز بإنتاجية أعلى ومقاومة للأمراض.
ويمكن، أيضًا، تحسين المرافق البيطرية، وتوفير خدمات بيطرية عالية الجودة ومراقبة صحية مستمرة للحد من انتشار الأمراض، مع استخدام التكنولوجيا المتقدمة من خلال استخدام تقنيات متقدمة فى التربية والإنتاج، مثل التحكم فى البيئة المحيطة «الحرارة والرطوبة والتهوية»؛ لضمان بيئة مثالية لنمو الدواجن، والإدارة الفعالة للنفايات عن طريق تطبيق أنظمة لإدارة النفايات الصلبة والسائلة بشكل فعال؛ لتجنب التلوث البيئى والاستفادة منها فى إنتاج السماد العضوى.
ويمكننا تعزيز القدرة التنافسية والتدريب والتعلم، من خلال تنظيم برامج تدريبية وتعليمية للمزارعين والعاملين فى القطاع الداجنى؛ لتحسين مهاراتهم ومعرفتهم بأحدث التقنيات والإجراءات، وتقديم دعم مالى وفنى للمزارعين، بما فى ذلك القروض الميسرة والدعم التقنى.
وعلينا تحديث التشريعات المتعلقة بصحة وسلامة الأغذية لضمان جودة المنتجات وحماية المستهلكين، إضافة إلى تشجيع البحوث والدراسات العلمية فى مجال تربية الدواجن لتحسين الإنتاجية والاستدامة.
وأقترح الاهتمام بالجوانب البيئية والصحية، من خلال التحكم فى الأمراض، وتطبيق برامج رقابة صحية صارمة وإجراءات وقائية لمنع انتشار الأمراض، واستخدام الموارد الطبيعية بشكل مستدام، مثل المياه والأراضى الزراعية، لضمان استمرارية الإنتاج على المدى الطويل، والتوعية البيئية من خلال نشر الوعى بين المزارعين بأهمية المحافظة على البيئة، وتطبيق ممارسات زراعية مستدامة.
ويجب أن تكون هناك شراكة بين القطاعين العام والخاص لتطوير صناعة الدواجن، من خلال استثمارات مشتركة ومشاريع تنموية، وأخيرًا دعم المبادرات المجتمعية التى تهدف إلى تحسين قطاع الدواجن من خلال التعليم والتدريب وتوفير الموارد.
■ هل هناك أزمة فى تسعير الأدوية البيطرية؟
- توجد تسعيرة معتمدة من هيئة الخدمات البيطرية، وعلى الرغم من التقلبات الحالية فى سعر الدولار، فإن الحكومة اتخذت إجراءات لضمان استقرار أسعار الأدوية، وتوفير سعر موحد للدولار من خلال البنوك والصرافات المعتمدة، بهدف الحفاظ على استقرار تكلفة الأدوية البيطرية وضمان توافرها للمزارعين والمربين.