"واتس آب" يفضح جيش الاحتلال.. جريمة إسرائيلية جديدة فى غزة
كشفت تقرير لصحيفة "الجارديان" البريطانية أن جيش وشرطة الاحتلال الإسرائيلي يبلغان المتطرفين اليهود والمستوطنين بمواقع ومواعيد وصول شاحنات المساعدات التي تحمل الإمدادات الحيوية إلى قطاع غزة، من أجل منحهم الفرصة لتخريب القوافل، لتعكس هذه الجريمة استخدام الاحتلال للمساعدات كسلاح في الحرب.
رسائل "واتس آب" تفضح جيش الاحتلال
وأشار تقرير الصحيفة البريطانية إلى أن أفرادًا من قوات أمن الاحتلال الإسرائيلي يقومون بإبلاغ الناشطين اليمينيين المتطرفين والمستوطنين بموقع شاحنات المساعدات التي تنقل الإمدادات الحيوية إلى غزة، مما يمكّن الجماعات من منع وتخريب القوافل، وفقًا لمصادر متعددة.
وقال متحدث باسم المجموعة الناشطة الإسرائيلية الرئيسية التي تقف وراء الحصار إن المستوطنين الذين يعترضون الإمدادات الإنسانية الحيوية إلى القطاع يتلقون معلومات حول موقع شاحنات المساعدات من أفراد الشرطة والجيش الإسرائيليين.
ولفت التقرير إلى أنه يتم دعم ادعاء التواطؤ من قبل أفراد قوات الأمن من خلال رسائل من مجموعات الدردشة الداخلية عبر الإنترنت التي استعرضتها الصحيفة البريطانية، بالإضافة إلى روايات عدد من الشهود ونشطاء حقوق الإنسان.
ويدعي أولئك الذين يعترضون المركبات أن المساعدات التي تحملها يتم تحويلها إلى حركة حماس بدلًا من تسليمها إلى المدنيين المحتاجين، وهو ادعاء ترفضه وكالات الإغاثة.
وقال مسئولون أمريكيون أيضًا إن إسرائيل لم تقدم أي دليل يدعم المزاعم القائلة بأن حماس تقوم بتحويل المساعدات.
ونوهت راشيل تويتو، المتحدثة باسم المجموعة الإسرائيلية "تساف 9"، بأن المجموعة كانت تعترض طريق الشاحنات أثناء مرورها عبر إسرائيل منذ يناير، على أساس أن المساعدات التي كانت تحملها تستولى عليها حماس بمجرد وصولها إلى غزة.
وتابعت: "نعم معلوماتنا نحصل عليها من القوات الإسرائيلية نفسها، لا يمكننا السماح بإدخال المساعدات والقوافل الإنسانية إلى حركة حماس".
وأظهرت مقاطع فيديو الأسبوع الماضي قيام المستوطنين الإسرائيليين بمنع وتخريب قوافل المساعدات على حاجز ترقوميا غرب الخليل في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، وأثار الحادث، الذي ألقى فيه النشطاء صناديق الإمدادات على الأرض، غضبًا شديدًا، حيث أدان البيت الأبيض الهجوم ووصفه بأنه "سلوك غير مقبول تمامًا وعلى الإطلاق".
وأظهرت صور من مكان الحادث أكوامًا من طرود المساعدات المتضررة وآثارًا من الأرز والدقيق عبر الطريق، وتم تداول صور في وقت لاحق على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر الشاحنات مشتعلة.
وقالت تويتو: "لم تكن فرقة تساف 9 هي التي أحرقت الشاحنات… لم يكن هذا عملنا"، مضيفًا أن مجموعات أخرى كانت مسئولة عن هجوم الحرق المتعمد.
ويقول المستوطنون إنهم يمنعون شاحنات المساعدات من أجل منع وصول الإمدادات إلى حماس، ويتهمون الحكومة الإسرائيلية بتقديم "هدايا" للحركة الفلسطينية.
وأفادت تويتو، بأنها وغيرها من المستوطنين المتطرفيين سيواصلون عملهم في جميع أنحاء إسرائيل لمنع وصول المساعدات إلى قطاع غزة، ما يكشف الخطر الكبير الذي تتعرض له المساعدات التي تدخل غزة عبر المعابر الإسرائيلية.
وأكد سائقو الشاحنات الفلسطينيون الذين يقومون بتسليم المساعدات إلى غزة أن ما حدث كان همجية بعد أن تعرضت مركباتهم للهجوم، مؤكدين أن الجنود الإسرائيليين الذين كانوا يرافقون القافلة لم يفعلوا شيئًا للتدخل.
وقال يزيد الزعبي، وهو سائق شاحنة فلسطيني تعرض لهجوم من قبل المتظاهرين الأسبوع الماضي عند حاجز ترقوميا: "هناك تعاون كامل بين المستوطنين وجيش الاحتلال نحن مصدومون ومتفاجئون بأن الجيش لم يقدم لنا أي نوع من الحماية، رغم أنهم كانوا حاضرين ويشاهدون ما يحدث، لقد كانت قوات الاحتلال تخدم المخربين وتحميهم".
ورفض جنديان من قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية أمرًا بإجلاء المتظاهرين الذين اعترضوا شاحنات المساعدات في منطقة مخاش الأسبوع الماضي، وفقًا للجيش الإسرائيلي.
وكشفت لقطات الحادث التي حصلت عليها الصحيفة البريطانية، جنودًا إسرائيليين يرافقون القافلة، ولم يتخذوا أي إجراء ضد المستوطنين.
وكثيرًا ما يقوم نفس المستوطنين ونشطاء اليمين المتطرف بإخطار أعضائهم مسبقًا بالمواعيد والأماكن التي تتجه فيها شاحنات المساعدات نحو غزة، مشيرين إلى أنهم يتلقون هذه المعلومات من الشرطة والجيش الإسرائيليين.
وفي إحدى هذه الرسائل التي اطلعت عليها الصحيفة البريطانية، نبه نشطاء اليمين المتطرف الأعضاء إلى أنهم "سيتلقون معلومات أولية حول التخطيط لنقل الشاحنات، من جنود وشرطة المعابر الحدودية".
وفي رسالة أخرى في مجموعة واتساب للمستوطنين، كتب أحد الأعضاء يوم الأحد: "تلقيت معلومات من ضابط في الجيش الإسرائيلي أنهم يحضرون الشاحنات من أمام مستوطنة عوفرا وحتى قرية بيتين الفلسطينية.
تقول الرسالة الأولى: "عند تلقي مكالمة طوارئ بشأن قافلة من الشاحنات، تفتح المجموعة للمناقشة، وعندما يحدث ذلك يرجى فقط إرسال الرسائل المتعلقة بالحصار، مثل المواقع والصور والمعلومات والتوصيل".
وقالت سابير سلوزكر عمران، محامية حقوق الإنسان الإسرائيلية التي زارت الأسبوع الماضي حاجز ترقوميا لتوثيق تصرفات المستوطنين، إنها تعرضت للضرب والصفع على يد أحد المستوطنين، وإن قوات الأمن الإسرائيلية لم تفعل شيئًا لوقف النهب والتعدي.
وتابعت: "كانت لدى المستوطنين بنادق وسكاكين، وطلبت من جنود الجيش الإسرائيلي إيقافهم لأن ما يفعلونه غير قانوني، لكنهم طلبوا مني المغادرة، في مرحلة ما، بينما كنت أحاول منع تعرض شاحنة مساعدات للتخريب، صفعني أحد المستوطنين بشدة وذهب بعيدًا، قمت بتصويره والتقاط صور له، ذهبت إلى الشرطة وسألتهم أنني بحاجة إلى مساعدتهم لأنني أردت توجيه اتهامات ضد الرجل، مرة أخرى طلبوا مني المغادرة، وأطلقت القوات الإسرائيلية سراح الرجل الذي هاجمني ليقوم بتخريب الشاحنات".