بعد رفع العلم الإسرائيلى على الجانب الفلسطينى من معبر رفح.. ماذا يحدث هناك؟
بدأت قوات الجيش الإسرائيلي ودباباته بالدخول إلى شرقي رفح مساء أمس الإثنين، في ظل قصف عنيف ومكثف على الجزء الشرقي من المدينة، فيما علق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بأن "قوات الجيش الإسرائيلي تهاجم وتنشط حاليًا ضد أهداف حماس بشكل مركز شرقي رفح"، فيما أُعلن اليوم عن استيلاء إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح ورفع العلم الإسرائيلي به.
كان ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قد أعلن أن كابنيت الحرب قرر بالإجماع مواصلة إسرائيل عمليتها في رفح، لممارسة الضغط العسكري على حماس لدفع عملية الإفراج عن المختطفين وتحقيق باقي أهداف الحرب، وأضاف البيان أنه "رغم أن عرض حماس بعيد عن الطلبات المتطلبات الضرورية لإسرائيل، لكن إسرائيل سترسل وفدًا إلى الوسطاء لاستنفاد كل الإمكانيات للتوصل إلى اتفاق بشروط مقبولة على إسرائيل".
عملية محدودة في رفح
تأتي هذه التطورات بانطلاق عملية محدودة في رفح، بالتزامن مع ضغوط الوسطاء واستمرار المفاوضات للتوصل إلى وقف إطلاق نار في أقرب وقت.
فيما أكد الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم الثلاثاء، على قيام قوات الفرقة 162 التي تعمل في شرق رفح بالسيطرة على معبر رفح بالكامل بعد إخضاع الجانب الغزي منه، وأفادت التقارير بأن القوات تقوم بمسح المنطقة التي تم إطلاق الصواريخ منها، بما في ذلك إطلاق النار باتجاه معبر كرم أبوسالم الأسبوع الماضي، ما أدى إلى مصرع أربعة جنود في هجوم أعلنت حماس مسئوليتها عنه.
ووفقًا لبيان الجيش الإسرائيلي فقد قُتل 20 مسلحًا في المنطقة، وتم العثور على ثلاث فتحات أنفاق، وتم تدمير السيارة المفخخة التي تقدمت باتجاه القوات، كما أفادت التقارير بأن سلاح الجو هاجم حوالي 100 هدف في المنطقة.
في الأثناء، أفادت التقارير الواردة من قطاع غزة بأن إسرائيل سيطرت على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، وفي فيديو منتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر مركبة مدرعة تصل إلى أحد المباني في المعبر، الذي يحمل لافتة مكتوب عليها "غزة" باللغة الإنجليزية. كما أعلنت الهيئة العامة للمعابر والحدود في قطاع غزة عن وقف حركة المسافرين ودخول المساعدات بشكل كامل إلى قطاع غزة.
وأفاد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بأن عملية السيطرة على الجانب الداخلي من معبر رفح جاءت في أعقاب معلومات استخباراتية تفيد بأن الفصائل الفلسطينية تستخدم المنطقة لأغراضها، وبعد التنسيق مع المنظمات الدولية في المنطقة، والمطالبة بالتحرك نحو المنطقة الإنسانية.
وأشارت تقارير إلى أن طائرات مقاتلة وقوات من لواء تشكيل النار 215 هاجمت ودمرت أهدافًا تابعة لحماس في المنطقة، بما في ذلك المباني العسكرية والبنية التحتية دون وقوع إصابات في صفوف القوات الإسرائيلية.
تأتي هذه التحركات الميدانية مع انطلاق عملية محدودة في رفح، بالتوازي مع تصريحات لمسئولين إسرائيليين حول دخول رفح والبدء بإخلاء المدنيين، ووصف وزير الأمن العملية بأنها تأتي بعد أن لم يبق أي خيار آخر في إشارة إلى مواصلة حماس التمسك بإنهاء الحرب بشروطها وضمان بقائها.
غير أن التقارير الواردة من الولايات المتحدة تفيد بأن "الولايات المتحدة تشعر بالقلق إزاء الهجمات الإسرائيلية الأخيرة في رفح، لكنها لا تعتقد أنها تشكل عملية عسكرية كبيرة"، وأضاف مسئول أمريكي كبير أن "مسئولين كبارًا آخرين يركزون على منع وقوع المزيد من الهجمات على المناطق المكتظة بالسكان في رفح، لكن لا يبدو أن الإسرائيليين يفعلون ذلك".