مات الشوقيون وبقى شوقى.. صلاح عبدالصبور يحلل أزمة الشعر الحديث
عرض الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور لأزمة الشعر الحديث، وذلك في تحقيق أجرته مجلة “المجلة” ونشر على صفحاتها.
ويقول صلاح عبد الصبور: “ما أصاب الشعر الحديث وما هو جدير بأن يصيب كل فن، لقد عاصر شوقي مئات من الشوقيين تجلببوا بردائه وتقنعوا بوجهه ومضى هؤلاء وبقي شوقي”.
ويكمل: “في وقت من الأوقات كانت هناك ثلاث صحف أدبية يومية في مصر، ومجلتان أدبيتان شهريتان ومجلات أخرى غير أدبية، وإن كانت تعنى بالشعر، وكل تلك المنابر كانت حريصة على ألا يعلو صوت فوق صوت الشعر ولما كان من العسير أن تشهد الحياة الأدبية في مصر خمسين قصيدة جيدة كل شهر فقد خرجت النماذج الأدبية الرديئة التي كان جديرا بأصحابها أن يكتموها بين أضلعهم أو في أدراج مكاتبهم خرجت تلك النماذج إلى الحياة العلنية لكي تملأ الجو الادبي ضجة بلا صدى”.
ويواصل: “أنا أعذر الجمهور القارئ حين يرى تلك البضاعة الرديئة فينصرف عنها، وينصرف بعد كل ذلك عما يمت إليها بسبب، أما الشيء الذي في الحياة له مظهران أولهما في حياة القائلين والأخر في حياة الأمة”.
ويستطرد: “القائلون للشعر الحديث هم شباب عرب طالعون تفاجئهم الحياة العربية المجتمعية بتناقضاتها وحالها المتخلف، ويلقى الشباب والثقافة في نفسهم نبتة التفاؤل والإيمان وهم يعبرون عن هموم نفسهم الشاعرة ق علاقتها بالمجتمع هذا التعبير المظلوم”.
ويختتم: ”الشهر ليس نية طيبة فحسب، ولكنه جهد ودراية ومرانه حتى ليوشك ان يكون صناعة وقريب من هذا الذي نقصده ما قاله الناقد القديم ابن الأثير، حين اشترط للشاعر شروطا منها ان يكون حسن الاخلاق وحلو الشمائل وحافظ لشعر العرب وغيرها".