فاينانشيال تايمز: احتجاجات الحرم الجامعى أصبحت عبئًا سياسيًا على بايدن والديمقراطيين
ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، أن احتجاجات الحرم الجامعي في عدة جامعات أمريكية بسبب الحرب على غزة أصبحت عبئا سياسيا على الرئيس الأمريكي جو بايدن والديمقراطيين.
وقالت الصحيفة- في تقرير على موقعها الإلكتروني اليوم الخميس- إن الجمهوريين يستغلون الاضطرابات في الحرم الجامعي من نيويورك إلى كاليفورنيا، ويشنون هجوما على بايدن لفشله في قمع الاحتجاجات على الحرب الإسرائيلية في غزة، ويصورون الولايات المتحدة على أنها تخرج عن نطاق السيطرة تحت قيادة الرئيس الأمريكي.
وأدت الاضطرابات إلى تفاقم التوترات داخل الحزب الديمقراطي، الذي ينتمي إليه بايدن، بشأن تعامله مع الصراع في الشرق الأوسط، وصرفت بعض الاهتمام عن محاكمة دونالد ترامب، الرئيس السابق والمرشح الجمهوري المفترض للانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل، بتهمة "تزوير مستندات محاسبية" لمجموعته العقارية.
وقال جون فيهيري، الخبير الاستراتيجي الجمهوري والمساعد السابق في الكونجرس: "كان (الديمقراطيون) يحاولون عمل قضية كبرى من وراء محاكمات ترامب هذه، لكنهم احتلوا مقعدا خلفيا في مواجهة الاحتجاجات".
ومع ظهور مشاهد درامية للشرطة وهي تداهم مبنى محتلا في جامعة كولومبيا في نيويورك، ومتظاهرين مناهضين يهاجمون مخيما مؤيدا للفلسطينيين في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس، هذا الأسبوع، كان ترامب يقوم بحملته الانتخابية في ولاية ويسكونسن خلال فترة استراحة من إجراءات المحكمة.
ودعا ترامب رؤساء الكليات إلى "إزالة المعسكرات على الفور، والقضاء على المتطرفين، واستعادة حرمنا الجامعي لجميع الطلاب العاديين الذين يريدون مكانا آمنا للتعلم منه".
ووفقا للصحيفة، سعى البيت الأبيض إلى أن ينأى بنفسه عن المتظاهرين الأكثر عدوانية من خلال إدانة "خطاب الكراهية الخطير" الذي يظهره البعض، والقول إن أي مظاهرات يجب أن تكون "سلمية وقانونية".
وقالت كارين جان بيير، السكرتيرة الصحفية لبايدن، إن الرئيس سيلقي خطابا حول "معاداة السامية" في الكابيتول هيل الأسبوع المقبل، وسيتم تحديثه "بانتظام".
لكن الجمهوريين استخدموا الاضطرابات لتصوير بايدن على أنه ضعيف وغير راغب في مواجهة منتقديه اليساريين أو الإدلاء بتعليقات عامة أكثر قوة حول هذا الموضوع.
وأثارت التداعيات السياسية مقارنات مع الاحتجاجات ضد حرب فيتنام، التي أضرت بمؤتمر الحزب الديمقراطي في عام 1968، وساعدت في تمهيد الطريق لانتصار الجمهوري ريتشارد نيكسون على هيوبرت همفري، في السباق إلى البيت الأبيض في وقت لاحق من ذلك العام.
وقالت منظمة "ديمقراطيو الكليات الأمريكية"- وهي منظمة طلابية تابعة للحزب الديمقراطي، هذا الأسبوع- إنها تدعم إعادة انتخاب بايدن، لكنها أضافت أن الطلاب بشكل عام لديهم "الوضوح الأخلاقي لرؤية هذه الحرب على حقيقتها: حرب مدمرة وإبادة جماعية وغير عادلة".
وانتقدت المنظمة الجمهوريين بسبب "تشويه سمعة جميع المتظاهرين باعتبارهم بغيضين"، وكذلك استراتيجية "عناق الدب" التي ينتهجها بايدن تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.