نيويورك تايمز: إدارة بايدن تفاجأت بتهديد نتنياهو الجديد بشأن اجتياح رفح الفلسطينية
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الأهداف المعلنة والجهود الدبلوماسية للولايات المتحدة وإسرائيل، بعد ما يقرب من سبعة أشهر من حرب غزة، تبدو متباعدة أكثر من أي وقت مضى، وستستمر في التباعد في ظل الضرورات السياسية الداخلية للرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.
إدارة بايدن تريد التركيز على وقف إطلاق النار وإعادة بناء غزة
وذكرت "نيويورك تايمز" في تقرير تحليلي اليوم الخميس بعنوان "الولايات المتحدة وإسرائيل تتصارعان مع رؤى متضاربة بشأن إنهاء حرب غزة"، أن إدارة الرئيس بايدن تريد التركيز على وقف إطلاق النار وإعادة بناء غزة، لكن الزعيم الإسرائيلي يدفع بهجوم جديد، في إشارة إلى تهديد نتنياهو المكرر باجتياح رفح الفلسطينية.
وأوضحت الصحيفة، أن بايدن يتصور مع كبار مساعديه طريقًا يتضمن قيام حماس بإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين؛ لكنهم فوجئوا بتوقيت تعهد نتنياهو الجديد بغزو رفح التي تؤوي أكثر من مليون نازح فلسطيني، على الرغم من الاعتقاد السائد بين المسئولين الأمريكيين "أن هدفه لا يمكن تحقيقه".
واعتبرت أن تهديد نتنياهو بشن هجوم على رفح يمكن أن يضغط على حماس لقبول صفقة الوسطاء الأخيرة- ولكن فقط "إذا اعتقد قادة حماس أن إطلاق سراح المحتجزين والأسرى الفلسطينيين ووقف القتال لمدة ستة أسابيع يمكن أن يؤدي في النهاية إلى وقف دائم لإطلاق النار وتجنب معركة دامية في رفح".
وأكدت الصحيفة أن المسئولين الأمريكيين يعارضون غزو رفح ويقولون إن إسرائيل يجب أن تنفذ عمليات محددة ضد قادة حماس، وليس هجومًا كبيرًا، مستشهدة ببيان وزارة الخارجية الأمريكية بشأن لقاء أنتوني بلينكن ونتنياهو أمس الأربعاء في القدس؛ حيث كرر الأول "الموقف الواضح" للولايات المتحدة بشأن رفح.
دعم بايدن لإسرائيل يقلل من فرصه لهزيمة ترامب في نوفمبر
وأشارت الصحيفة إلى الضغوط الواضحة التي تتعرض لها إدارة بايدن، قائلة "قد يتفكك ائتلاف التصويت الليبرالي الذي ينتمي إليه بايدن مع تزايد المعارضة لدعمه الثابت لإسرائيل في الحرب، ما يعرض فرصه في هزيمة دونالد ترامب، المنافس الجمهوري، في نوفمبر للخطر"، منوهة بأن احتجاج الطلاب على سياسة بايدن في حرم الجامعات الأمريكية وحملات القمع التي قامت بها الشرطة، قد أدت إلى تسليط الضوء على هذه القضية.
وأضافت: "تجد الولايات المتحدة نفسها تتفادى انتقادات الشركاء والحكومات العربية في جميع أنحاء آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، وتحمي إسرائيل من القرارات المؤيدة للفلسطينيين في الأمم المتحدة وسط صيحات النفاق ضد واشنطن، من الواضح أن دعم بايدن لإسرائيل سيجعل من الصعب عليه كسب الدعم للسياسات الأمريكية التي تهدف إلى مواجهة روسيا والصين، وخاصة في دول الجنوب العالمي".
نقاط يتصادم فيها بايدن ونتنياهو
وبشأن النقاط المحورية التي يتصادم فيها بايدن ونتنياهو، لفتت "نيويورك تايمز"، إلى ما يسميه الأمريكيون حلًا سياسيًا طويل الأمد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود؛ حيث يعمل الأمريكيون على خطة لجعل المملكة العربية السعودية وربما دول عربية أخرى توافق على تطبيع العلاقات مع إسرائيل - ولكن فقط إذا التزمت الحكومة الإسرائيلية بمسار ملموس بمواعيد نهائية ثابتة لتأسيس دولة فلسطينية، وهو ما يعارضه نتنياهو والعديد من الإسرائيليين.
وأضافت، "ومع ذلك، يحافظ بايدن على دعمه العام لإسرائيل في الحرب، ولم يضع شروطًا على المساعدات العسكرية أو مبيعات الأسلحة، وهو الأمر الذي يدعو إليه حتى محللو السياسة الخارجية الوسطيون والمسئولون السابقون في الولايات المتحدة".