عجز العلماء عن التنبؤ.. تطرف المناخ يقلب الصين رأسًا على عقب
شهدت الصين عدة أيام من الأمطار الغزيرة والتغيرات المناخية المتطرفة، حيث يقول العلماء إن الأحداث المناخية في الصين أصبحت أكثر حدة ولا يمكن التنبؤ بها؛ بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، حيث حققت نسبة هطول الأمطار وموجة الجفاف التي حدثت في نفس الوقت أرقامًا قياسية في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، حسبما كشفت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
فيضانات قاتلة
وأشارت الشبكة الأمريكية إلى طول أمطار غزيرة استمرت عدة أيام على جنوب الصين، ما أدى إلى فيضانات مميتة وتهديد حياة عشرات الملايين من الأشخاص بينما يسارع رجال الإنقاذ إلى إجلاء السكان المحاصرين بسبب ارتفاع منسوب المياه.
وذكرت وسائل الإعلام الرسمية نقلًا عن الحكومة المحلية أن مقاطعة قوانجدونج، وهي قوة اقتصادية يقطنها 127 مليون شخص، شهدت فيضانات واسعة النطاق أجبرت أكثر من 110 آلاف شخص على النزوح، كما أسفرت الفيضانات عن مقتل 4 أشخاص من بينهم أحد عمال الإنقاذ، بينما لا يزال أكثر من 10 أشخاص في عداد المفقودين.
وأضافت الشبكة أنه في 16 من أبريل، ضربت أمطار غزيرة متواصلة دلتا نهر اللؤلؤ، معقل التصنيع في الصين وواحدة من أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان في البلاد، حيث سجلت أربع محطات للأرصاد الجوية في قوانجدونج هطول أمطار قياسية لشهر إبريل.
ولفتت إلى أن حوض نهر اللؤلؤ يتعرض لفيضانات سنوية من أبريل إلى سبتمبر، لكن المنطقة واجهت المزيد من العواصف المطيرة الشديدة والفيضانات الشديدة في السنوات الأخيرة، حيث يحذر العلماء من أن أزمة المناخ ستؤدي إلى تفاقم الطقس المتطرف، مما يجعله أكثر فتكًا وأكثر تكرارًا.
وقال يين تشي جي، كبير خبراء الأرصاد الهيدرولوجية بوزارة الموارد المائية، إنه "انطلاقًا من وضع السيطرة على الفيضانات في السنوات الأخيرة، اشتدت ظاهرة الاحتباس الحراري وارتفاع درجات الحرارة، وتهطل أمطار غزيرة كل عام، ما يؤدي إلى أمطار غزيرة وفيضانات".
وفي العام الماضي، واجهت الصين أمطارا غزيرة "أكثر شدة وشدة" خلال موسم الفيضانات مقارنة بالسنوات السابقة، حيث سجلت 72 محطة أرصاد جوية وطنية هطول أمطار يومية قياسية وحطمت 346 محطة أرقاما قياسية شهرية، وفقا لإدارة الأرصاد الجوية الصينية.
وأفادت الشبكة الأمريكية، أنه منذ الأسبوع الماضي، فاض ما لا يقل عن 44 نهرًا في حوض نهر اللؤلؤ لتتجاوز خطوط التحذير، ما هدد بفيضان ضفافه.
ولفتت الشبكة الأمريكية إلى أنه على نهر باي، الذي يصب في نهر اللؤلؤ، حذرت السلطات من حدوث فيضان "مرة كل قرن" ومن المتوقع أن يصل ارتفاعه إلى 5.8 متر (19 قدمًا) فوق حد التحذير، وكان الرافد قد فاض بالفعل على ضفافه في 8 أبريل، وهو ما يمثل أول وصول لموسم الفيضان السنوي منذ بدء التسجيل في عام 1998، وفقًا لسلطات قوانجدونج.
وتسببت الأمطار الغزيرة أيضًا في حدوث انهيارات أرضية بالقرب من مدينة شاوقوان في المنطقة الجبلية شمال المقاطعة، ما أدى إلى إصابة ستة أشخاص، وفقًا لوكالة "شينخوا" الصينية.