باحث تاريخي: "المتحدة" نجحت في وضع الفن المصري في مكانته
شهد موسم مسلسلات رمضان 2024، إنتاجًا وفيرًا من الدراما التاريخية والاجتماعية التي جذبت المشاهدين، وأثرت في وجدان الجمهور، وعن الدراما التاريخية، يتحدث الدكتور شريف شعبان، الباحث التاريخي والأثري، والمحاضر بكلية الآثار جامعة القاهرة، موضحا دور الدراما التاريخية هذا العام وتأثيرها في الوعي المصري.
شريف شعبان: "المتحدة" قدمت إبداعات كاملة الأركان
أشاد الدكتور شريف شعبان، بهذا الموسم عام 2024، قائلًا، إن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية قدمت إبداعات كاملة الأركان نجحت خلالها في وضع الفن المصري في مكانته باعتباره القوى الناعمة ورأس الحربة المؤثرة في عقول المنطقة العربية والشرق الأوسط.
وأضاف شريف شعبان، لـ"الدستور"، أننا نجد عدة أعمال درامية استعرضت تاريخ مصر والمنطقة بأسلوب سلس مبسط لا يخلو من عمق في تكوين شخصيات المتعة البصرية التي جاءت على أعلى مستوى، وأول تلك الأعمال مسلسل الحشاشين، ذلك العمل الذي يتناول حقبة تاريخية معقدة خلال القرن الحادي عشر الميلادي تدور أحداثها في بقعة بعيدة عن مصر وهي ما بين أصفهان وقلعة آلموت.
أهم ما يميز مسلسل “الحشاشين” الإنتاجية الضخمة والاهتمام بتفاصيل الصورة
ويوجه شريف شعبان كلمته لـ الكاتب عبد الرحيم كمال، قائلا إنه استطاع سرد أحداث تلك الفترة المتواترة بشكل سلس مبسط نجح خلاله في جذب المشاهد العادي وغير المتخصص، ورغم وجود بعض الاختلافات بين الخط التاريخي الحقيقي والخط الدرامي، إلا أنها لم تخل بمثل هذا العمل الضخم، كما أنه لا يجب على المشاهد استقاء معلوماته التاريخية من الأعمال الدرامية والتي لا تعد مصدرًا تاريخيًا، ولكنها عمل درامي يستوحي التاريخ وليس عملًا تسجيليًا.
ويرى شريف شعبان، أن مثل تلك التفصيلات الصغيرة لا بد من مراجعتها على يد متخصصين كما أن مثل هذا العمل قد فتح باب الجدال والمناقشة وحرّك راكدًا لدى المشاهد كي يبحث في المصادر والمراجع حول حقيقة الحشاشين وتاريخهم، وهنا تكمن قيمة العمل الفني.
وعن أهم ما يميز مسلسل الحشاشين، يشير شريف شعبان، إلى الإنتاجية الضخمة من خلال المؤثرات البصرية والاهتمام بتفاصيل الديكورات ومواقع التصوير الخارجي وتفاصيل الأزياء، وهو ما أثرى قوة العمل وزاد من تأثيره على المشاهد.
وعن تأثير مسلسل الحشاشين خارج الحدود العربي، يقول شريف شعبان: لم يقف تأثير مسلسل الحشاشين على المستوى الإقليمي فحسب، بل سيتم عرضه مترجم ومدبلج في دولتي روسيا وماليزيا، وتمّت ترجمته أيضًا إلى اللغة الفارسية وعرضه على عدد من المواقع الإلكترونية الإيرانية، كما دار حول المسلسل نقاشًا على القناة السويدية الأولى، مما دل على قوة ونفوذ الفن المصري خارج الحدود وتأثيره حتى على غير الناطقين بالعربية.
“يحيى وكنوز” عمل يواجه محاولات البعض لـ تزييف التاريخ
وعن الأعمال المقدمة للأطفال، يوضح شريف شعبان، أن هناك مسلسل يحيى وكنوز الذي يتناول تاريخ مصر عبر مختلف عصوره بطريقة مبسطة تناسب كل الأعمار وليس الأطفال والنشء فحسب.
ويلفت الباحث الأثري إلى أنه يحسب لهذا المسلسل الجودة العالية في صناعة الرسوم المتحركة وهو ما يليق بالجيل الجديد بالإضافة إلى الاهتمام الكبير بالمراجعة التاريخية من أجل إيصال المعلومة السليمة للأطفال والنشء، كما يهدف مثل هذا العمل إلى الحفاظ على الهوية المصرية، ومواجهة أى شخص يحاول تزييف التاريخ، فقد عانى التاريخ المصري خلال الدراما الأجنبية من التزوير والتزييف مما عرضه للتشويه بشكل لا يليق بحضارة وتاريخ مصر.
واختتم شريف شعبان حديثه أنه قد جاء الوقت لمصر كي تنتج أعمال درامية تاريخية على أعلى مستوى تنجح خلاله في الحفاظ على هويتها وزيادة الوعي لدى مختلف المشاهدين بأهمية التاريخ والحضارة.