مسلسل الحشاشين.. حلم حسن الصباح الذي تحقق بمقتل ابنه
من أجمل الكادرات التي تم تصويرها في مسلسل الحشاشين تأليف عبد الرحيم كمال وإخراج بيتر ميمي وبطولة كريم عبد العزيز هو مشهد الحلم والذي جاء في بداية الحلقة الرابعة من المسلسل، وفيه يحلم حسن الصباح بأنه يصعد عبر سلالم تنساب وسط السحب، ويمر الصباح ولكن يعيقه شيء آخر لإكمال المسيرة وهو الصباح نفسه.
حسن الصباح يواجه حسن الصباح
كان حسن الصباح يواجه حسن الصباح آخر وبيده الأمر، ولكن لإكمال المسيرة نحو السماء كان عليه أن يتخلص من شبيهه، أن يقتله لأنه يشكل عائقا أمام الصعود، ولم يتوان حسن الصباح وأخرج خنجره ودسه حتى مقبضه في جسد شبيهه الذي سقط إلى الأرض ليكمل الصباح طريق الصعود وسط السحب.
رمزية الحلم في مسلسل الحشاشين
كان تفسير الحلم واضحا تماما، الطريق ممهد ومفروش ولا شيء يثني الصباح عن الصعود ومن حوله آلاف الأجساد التي تسبب في قتلها، وكل جسد يموت هو خطوة باتجاه حلمه، باتجاه الارتقاء إلى السماء، وتحديدا إلى القمة، وكان المخرج بيتر ميمي رائعا إذ أنه لم يدرج نهاية للحلم، لكنه تركه سرمديا لنعرف أن الصباح سيصعد كثيرا وأن حلمه ليس له نهاية وأنه ليست هناك قمة حقيقية، سيظل يصعد ويصعد عبر آلاف الجثث والهياكل العظمية التي تسبب في موتها، لكن هذا لم يثنه عن الصعود، ولم يثنه في التفكير عن قتل شبيهه ولو للحظة واحدة.
حسن والحسين
عهد الصباح بابنه إلى أحد القادة ليعلمه ويدربه، لكن الصبي يعرف تماما أنه ابن حسن الصباح زعيم الحشاشين، ومن هنا تولدت لديه قوة كبيرة وتمرد عظيم، فكان يمكنه أن يقف حتى أمام والده، وله من الشجاعة والشكيمة أنه يفضل الموت على الهروب، وكأي تفكير لصبي لم يظن أن والده قد يضحي به لزرع شيء ما في نفوس متابعيه، وقتل حسين الصباح معلمه، وقيد بالسلاسل ليذهب لوالده الذي أعد له محاكمة يشارك فيها بنفسه ويصدر في نهايتها القرار.
موت حسين الصباح
كان حسين الصباح هو حسن الصباح في الحلم، وبموته تكتمل رحلة الصعود، وبرغم أن كل من حوله راح يفكر في طريقة ليعفي الصباح من قتل ابنه لكن الولد ظل مكابرا عنيدا واعترف بأنه قتل معلمه لأنه ابن حسن الصباح ولا يصح للمعلم إهانته، ومن هنا جاءت اللحظة الفارقة وهي نفس اللحظة التي وقف فيها الصباح أمام شبيهه في الحلم، هل يقتل شبيهه/ الحسين ويمر، أم يرجع وينتهي الحلم؟.
الحلم يكرر نفسه
نفس الوقفة التي وقفها حسن الصباح في حلمه هي التي وقفها أمام ابنه على رأس الشهود، ولم يتردد كثيرا، حسم أمره وعرف أن مقتل ابنه سيجعل الجميع يقولون إنه لا يتوان عن الحق والقصاص، ومن هنا مزيد من الطاعة العمياء، مزيد من القوة، مزيد من السطوة، وكلها على حساب جسد الابن الحسين، وتكرر مشهد الحلم مرة أخرى وقتل الصباح نفسه ليكمل رحلته نحو حلمه الذي ليس له نهاية.
اقرأ أيضًا..