منطقة عازلة وطريق فاصل.. كواليس تغيير إسرائيل لشكل قطاع غزة بالكامل
تقوم القوات الإسرائيلية بتجريف الأراضي الزراعية وهدم منازل ومدارس الفلسطينيين في قطاع غزة لإنشاء منطقة عازلة على طول حدود القطاع مع إسرائيل، بالإضافة إلى إنشاء طريق فاصل يقسم القطاع نصفين، الأمر الذي يغير من شكل القطاع بالكامل.
ويقول المسئولون الإسرائيليون إن منطقة الحظر - التي سيُمنع الفلسطينيون من دخولها - هي إجراء أمني حاسم في خطتهم لتجريد غزة من السلاح وطمأنة الإسرائيليين بأنهم يستطيعون العودة بأمان إلى المستوطنات القريبة من الحدود التي تم إخلاؤها بعد أحداث عملية طوفان الأقصى، وفقًا لما أوردته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
منطقة عازلة في قطاع غزة.. إسرائيل تنفذ مخططها
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن الخطط، التي رسمها المسئولون الإسرائيليون منذ الأيام الأولى للحرب، تقضي بترك منطقة محظورة يزيد عرضها عن نصف ميل، حيث ستتمكن القوات الإسرائيلية من رؤية ومنع أي شخص يقترب من الحدود.
وتابعت أنه إذا تم تحقيق المنطقة العازلة بالكامل، فإنها ستقلل مساحة الجيب الذي يبلغ طوله 25 ميلًا بنسبة 16%، وفقًا لعدي بن نون، أستاذ الجغرافيا في الجامعة العبرية الذي يحلل الخطوات الأمنية الإسرائيلية.
إدارة بايدن تعارض الخطة وحذرت من أي اقتراح من شأنه أن يهدد السلامة الإقليمية لقطاع غزة
وأضافت أن إدارة بايدن تعارض الخطة وحذرت من أي اقتراح من شأنه أن يهدد السلامة الإقليمية لقطاع غزة، الذي تبلغ مساحته حوالي 140 ميلًا مربعًا أي بحجم فيلادلفيا، وفي بعض الأماكن، يبلغ عرض الشريط أقل من 4 أميال.
وأشارت الصحيفة إلى أن الصراع أدى إلى استشهاد أكثر من 31 ألف شخص في غزة، وفقًا للسلطات الصحية هناك، وتشريد أكثر من 85% من سكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، وتدمير ما لا يقل عن نصف مباني القطاع.
إسرائيل هدمت مئات المنازل والمباني والأراضي الزراعية الفلسطينية كجزء من خطتها
وأوضحت أنه كجزء من خطتها لقطاع غزة بعد الحرب، قامت إسرائيل بهدم مئات المنازل والمباني والأراضي الزراعية الفلسطينية داخل حدود القطاع لإنشاء منطقة أمنية عازلة بعرض أكثر من نصف ميل.
وتابعت "وول ستريت جورنال"، أنه قبل الحرب فرضت إسرائيل منطقة أمنية بمساحة 330 ياردة داخل غزة بهدف منع أي شخص من الاقتراب من الجدار، وأطلق الجنود الإسرائيليون النار وقتلوا فلسطينيين اقتربوا كثيرًا من الحدود، والآن، وعلى الرغم من اعتراضات الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين الآخرين، تتحرك إسرائيل لتوسيع تلك المنطقة العازلة.
وأضافت أن إسرائيل تقوم أيضًا بإنشاء طريق يبلغ طوله أكثر من 4 أميال والذي سيقسم قطاع غزة إلى قسمين، ويقدر بن نون، أستاذ الجغرافيا في الجامعة العبرية، أن إسرائيل دمرت ما لا يقل عن 150 مبنى حتى الآن لبناء الطريق، الذي يقول إن عرضه يبلغ حوالي 350 ياردة.
وأشارت إلى أنه من المقرر أن يتم استخدام الطريق بين الشرق والغرب وتسيير دوريات فيه حتى اكتمال العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، والتي قد تستمر لأشهر أو سنوات، وفقًا للمسئولين الإسرائيليين، الذين يقولون إنهم ليس لديهم أي نية لإعادة احتلال غزة بشكل دائم، ولكنهم يخططون للحفاظ على السيطرة الأمنية، داخل حدودها إلى أجل غير مسمى.
إسرائيل دمرت أكثر من 40% من المباني المقدرة بـ2800 مبنى في المنطقة العازلة المقترحة
وأضافت أنه باستخدام الجرافات والتفجيرات الخاضعة للرقابة، دمرت إسرائيل أكثر من 40% من المباني المقدرة بـ 2800 مبنى في المنطقة العازلة المقترحة، وفقًا لبن نون.
وقالت الصحيفة إن العمل على إنشاء المنطقة العازلة يؤثر بالفعل على آلاف الفلسطينيين، الذين تم هدم منازلهم ومساجدهم ومبانيهم السكنية ومدارسهم على طول الحدود كجزء من الخطة الإسرائيلية، وقد شوهدت الجرافات العسكرية الإسرائيلية من جنوب إسرائيل تعمل في غزة، بينما تقع المباني التي دمرتها الغارات الإسرائيلية في حالة خراب في مكان قريب.
كذلك شوهد الجنود الإسرائيليون وهم يقومون بتسوية الأراضي لإفساح المجال أمام المنطقة العازلة في شمال غزة، وقال جندي احتياطي عسكري إسرائيلي، إن وحدته ساعدت في إنشاء منطقة عازلة داخل قطاع غزة ابتداء من العام الماضي.