"مفيش هيبة لقصر والشعب جعان "
بالتزامن مع مسلسل الحشاشين.. حكاية أخطر مجاعة ضربت مصر في عهد المستنصر بالله
في الحلقة الثانية لمسلسل الحشاشين في رمضان 2024، قدم العمل الفني مشاهد قاسية تعبر عن "الشدة المستنصرية"، حيثكانت من أسوأ الفترات التي عاني فيها سكان مصر، من المجاعة، وجاء على لسان أحد شخصات المسلسل جملة: مفيش هيبة لقصر والشعب جعان، لتصف ما حال بسكان مصر في ذلك الوقت.
حكاية أخطر "مجاعة" ضربت مصر في عهد المستنصر بالله؟
وتولى المستنصر بالله، حكم البلاد، وفي عهده استمرت المجاعة في البلاد، وانتشار الوباء.
وتعاقبت الوزارات في الحكم؛ وشهدت البلاد الكثير من أعمال السلب والنهب، والعنف والشدة، وكانت أم الخليفة المستنصر بالله، جارية سودانية الأصل، وقد كانت صاحبة الأمر والنهي في البلاد سنة (٤٣٦ﻫ/١٠٤٥م).
وفقًا للعالم الأثري والمؤرخ زكي محمد حسن، في كتابه "الكنوز الفاطمية"، كانت والدة المستنصر بالله، تتخذ من الجنود السودانية عونًا لها، وأداةً لفرض إرادتها، وكان الجنود الأتراك يأخذون عليها هذا، واستطاعوا أن يزيدوا نفوذهم حتى تمكنوا برئاسة زعيمهم ناصر الدولة من طرد غرمائهم من السودانيين إلى الصعيد، بعد أن هزموهم سنة (٤٥٤ﻫ/١٠٦٢م) في واقعة كوم الريش، فعاثوا فيه فسادًا وخلا الجو للترك، فقاموا بشيء كثير من أعمال العنف والشدة، ونهبوا قصور الخليفة والمخلصين له، وأخذوا ما كان فيها من تحف فنية، وأحجار كريمة، وبددوا ما كانت تفخر به من مخطوطات ثمينة.
وكما ذكر المقريزي، أن الحكومة كانت تغض الطرف عما ينهبه الجند من قصور الخليفة؛ لئلا يمتد شرهم إلى الشعب، فيزيدونه بؤسًا وشقاءً، فلم تعترضه الدولة، ولا التفتت إلى قدر الكنوز التي كانوا ينهبونها؛ بل جعلتها، على حد قول المقريزي، هي وغيرها فداء لأموال المسلمين، وحفظًا له في منازلهم.
ولعل الحكومة كانت تبغي بسكوتها هذا أن تنفي شر ثورة الشعب، وقيام حرب أهلية، تهلك الحرث والنسل.
انقطاع المواد الغذائية عن أهل مصر في "الشدة المستنصرية"
وحسبما يلفت الكاتب زكي محمد حسن إلى أن: مصر كان مقضيًّا عليها بالبؤس في ذلك الحين، وانقطعت عن أسواق القاهرة المواد الغذائية التي كانت ترد إليها من الأقاليم، وغدت منعزلة عن بقية أجزاء البلاد؛ إذ بينما كانت السيادة فيها للجند التركية، كان الصعيد في يد السودانيين، وكانت الإسكندرية وجزء كبير من الدلتا في يد فريق آخر من الجند التركية تساعدهم قبائل من العرب والبربر، فقلت الأقوات، وعلت الأسعار.
البيضة بدينار والرغيف بـ15 دينارًا
ورصد الكاتب عن أسعار السلع الغذائية التي كانت مرتفعة بشدة وقتها، قائلًا: صارت البيضة بدينار، والرغيف بخمسة عشر دينارًا،٧ وحتى الخيل، والبغال، والقطط، والكلاب ارتفعت أثمانها، ولم يكن يصل إلى أكلها إلا أهل السعة والغنى، وما لبثت حلي النساء ونفائسهن أن أصبحت زهيدة القيمة، يعرضنها للبيع فلا يتقدم إلى شرائها أحد، وكذلك ذهب ما في اصطبلات الخليفة من خيل كريمة، وأقبل الأمراء وكبار رجال الدولة على أحقر الأعمال في سبيل الحصول على قوتهم اليومي.
الشدة العظمي في حياة المصريين
ويشير العالم الأثري زكي محمد حسن، إلى أن سكان القاهرة اضطروا إلى أكل لحم الإنسان، وصار يخطف بعضهم بعضًا من الطرقات بواسطة خطاطيف يدلونها من النوافذ، ثم أصبح القصابون يبيعون لحم الإنسان في حوانيتهم، وجرى المؤرخون المسلمون على تسمية تلك السنين بـ "الشدة العظمى" لما كان فيها من مصائب أذلت القاهرة، وأفقدت المستنصر كل شيء.
الهروب إلى بغداد
وفي هذه الأثناء هرب الكثير من سكان مصر إلي بغداد، خوفًا من الموتـ حيث فرت أم المستنصر بالله وزوجته وبناته إلى بغداد وسورية هربًا من الطاعون، ونهب الجند والغوغاء قصره وممتلكاته، فصارت بنت أحد الفقهاء تجري عليه رغيفين كل يوم يسد بهما رمقه.
أبطال مسلسل الحشاشين
يضم مسلسل الحشاشين عدد كبير من نجوم الفن، في رمضان 2024، وهم النجوم والنجمات: كريم عبد العزيز، ونيقولا معوض، وفتحي عبدالوهاب، ميرنا نور الدين، أحمد عيد، سامي الشيخ، سارة الشامي، نور إيهابـ، إسلام جمال، سوزان نجم الدين، عمر الشناوي، بسنت أحمد أبو باشا، ويظهر الفنان محمد رجب ضيف شرف في أحداث المسلسل.