مَنْ سيوزعها؟.. خلل جوهرى يهدد خطة الولايات المتحدة لبناء ميناء فى غزة
اعتبرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن خطة الولايات المتحدة لبناء ميناء عائم قبالة ساحل غزة لتوصيل المساعدات خطوة جريئة، لكنها بدون رؤية كاملة، حيث لم تقدم أي تنوير بشأن الجهة التي ستقوم بتوزيع المساعدات للفلسطينيين، في ظل العراقيل التي تضعها إسرائيل أمام أي شىء يدخل القطاع.
وأشارت الصحيفة البريطانية، في تقرير تحليلي بقلم مراسلها جوليان بورجر في واشنطن، إلى أن هناك مخاوف جدية من أن الإغاثة التي ستجلبها لن تكون كافية ومتأخرة للغاية بالنسبة للفلسطينيين الذين يواجهون المجاعة.
وقالت "الجارديان": "عندما نتحدث عن طريق بحري، سيستغرق الأمر أسابيع لإنشائه، ونحن نتحدث عن سكان يتضورون جوعا الآن"، مستشهدة بالأطفال الذين استشهدوا في شمال القطاع بسبب الجوع.
وأضافت: "إن المسئولين الأمريكيين قدموا الخطة بينما تتولى واشنطن القيادة دون انتظار الإسرائيليين، لكن سيظل للإسرائيليين رأي في مدى فاعليتها في توصيل المساعدات، خاصة في الشمال، حيث أصبح خطر المجاعة وشيكًا للغاية".
وأوضحت أن المفتشين الإسرائيليين سوف يتواجدون في ميناء لارنكا القبرصي، لفحص شحنات المساعدات المتجهة إلى جنوب غزة، وسوف توفر عمليات التفتيش لإسرائيل أداة لتنظيم التدفق باسم التدقيق الأمني.
وتابعت "الجارديان": "قد يكون من الصعب على إسرائيل أن تفعل ذلك عندما تتعامل مباشرة مع ضباط الخدمات اللوجستية العسكريين الأمريكيين بدلًا من مسئولي الإغاثة، ولكن هناك العديد من الطرق الأخرى التي يمكن للحكومة الإسرائيلية، وهي الائتلاف الذي يضم وزراء يعارضون دخول أي مساعدات إلى غزة، أن تلعب بها دورًا معرقلًا".
وقال زياد عيسى، رئيس السياسة الإنسانية في منظمة "أكشن إيد" الخيرية: "يقول الناس إن هذا الوضع معقد، لكنه بسيط للغاية. إسرائيل لا تسمح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة".
وأكد جيريمي كونينديك، مسئول مساعدات كبير سابق في إدارة بايدن، والآن رئيس مجموعة الدفاع عن المساعدات الدولية للاجئين، أن الخطة تتضمن قيام مهندسين عسكريين أمريكيين ببناء رصيف عائم قبالة شاطئ غزة، يمكن من خلاله تفريغ المساعدات الغذائية المنقولة على متن السفن من لارنكا، وإنشاء جسر لنقلها إلى الشاطئ. السؤال هو: ثم ماذا؟ معظم سكان غزة، الذين نزحوا معظمهم عدة مرات، لا يتركزون على الشاطئ.
منظمات الإغاثة وجودها صفر فى شمال غزة
وتساءل كونينديك: "مَن سيقوم بتوزيعها؟"، قبل أن يوضح أن وجود منظمات الإغاثة في شمال غزة يقترب من الصفر، لأن الإسرائيليين يريدون خروج الجميع، ومن ثم يقيدون الوصول إلى الشمال منذ ذلك الحين.
وقال كونينديك: إن ممر المساعدات البحرية المقترح "لا يتجنب مشكلة العرقلة من قبل إسرائيل، فبدلًا من أن تكون المشكلة عند نقطة الدخول، فإنها ستصبح الآن في مرحلة التوزيع".
وأضاف: "التوزيع بحاجة إلى سائقين غير موجودين، وشاحنات غير موجودة تغذي نظام توزيع غير موجود".
ووفقا للتقرير، فإنه على المدى القصير قد يشمل ذلك قيام المجتمعات القريبة من الشاطئ بتوزيع الطعام فيما بينها. كما أن الحصول على المساعدة في جميع أنحاء القطاع لن يتطلب شاحنات وسائقين فحسب، بل يتطلب أيضًا نوعًا من الأمن؛ لتجنب تكرار مجزرة شارع الرشيد بمدينة غزة يوم 29 فبراير، عندما فتح جنود الاحتلال النيران على الناس وهم يهرعون على شاحنات المساعدات.
وذكر التقرير أنه "حتى لو كان هناك وقف لإطلاق النار، فسيكون الأمر فوضويًا للغاية في الفترة الأولية، لأن الأجهزة الأمنية التي كانت موجودة في السابق قد انهارت، كما أن الهياكل العشائرية وزعماء المجتمع الذين كانوا يقدمون الضمانات والسلامة أصبحوا منقسمين للغاية".
وقال كونينديك: "مما رأيناه في حادثة الأسبوع الماضي، فإن الجيش الإسرائيلي ليس ضامنًا أمنيًا موثوقًا به".
وأضاف: "الأمر صعب للغاية، وأعتقد أنه من المفيد تجربة ذلك. أعتقد أنهم سيكتشفون الكثير من الأمور أثناء تقدمهم، وأعتقد أن هذا أمر جيد. أنا أؤيد أي شيء يساعد في هذه المرحلة".
وتابع كونينديك: "لكن دعونا نكون واقعيين أيضًا بشأن سبب ضرورة ذلك، وهو ضروري بسبب خمسة أشهر من عرقلة الوصول إلى الشمال من قبل الجيش الإسرائيلي وخمسة أشهر من التدهور المتعمد للقدرات الإنسانية في القطاع.. لقد تسامحت الولايات المتحدة مع ذلك لمدة خمسة أشهر".
بناء ميناء غزة سيستغرق شهرين
وكانت "البنتاجون" قد أعلنت، الجمعة، عن أن الجيش الأمريكي يتوقع أن يتيح الرصيف العائم، الذي سيتم بناؤه قبالة ساحل غزة في الأسابيع المقبلة، توصيل مليوني وجبة يوميا للفلسطينيين الذين يواجهون المجاعة، واصفة خطتها بأنها لمعالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة هناك دون نشر قوات أمريكية.
وقال الميجور جنرال باتريك رايدر، السكرتير الصحفي للبنتاجون، في مؤتمر صحفي، إن بناء الرصيف البحري والجسر الذي يربطه باليابسة سيستغرق ما يصل إلى 60 يومًا ويتطلب حوالي 1000 جندي أمريكي.