الخشاب: "إمبراطورية ميم" يرصد حالة مصر بعد رحيل عبد الناصر
يأتي مسلسل "إمبراطورية ميم" ضمن قائمة الأعمال الرمضانية للشركة المُتحدة للخدمات الإعلامية، وهو واحد من ضمن أكثر الأعمال التي يتشوق محبي الأعمال الدرامية لمشاهدته، خاصة أن العمل جاء في صيغته الأول عبر فيلم من بطولة سيدة الشاشة العربية السيدة "فاتن حمامة " ليأتي في صبغته الجديدة عبر مسلسل يجسد دور البطولة الفنان خالد النبوي.
و"امبراطورية ميم" هى رواية للكاتب الصحفي والروائي إحسان عبد القدوس، أحد أهم وأبرز كتاب العالم العربي وواحد من رواد الكتابة التي قدمت قضايا المرأة المصرية، عن "إمبراطورية ميم" وكيف جاء بحثا عن الأب المفقود وإسقاطًا عن الأحوال السياسية في مصر بعد رحيل بعد الناصر يدور التقرير التالي:
قال د.وليد الخشاب، أستاذ الدراسات العربية جامعه يورك "كندا" في مقال له عن فيلم "إمبراطورية ميم" من إخراج حسين كمال، اقترحت تفسير الفيلم بوصفه إسقاطًا على الأحوال في مصر بعد وفاة جمال عبد الناصر.
أضاف الخشاب "في الفيلم يتوفى أحمد خميس الأب وتتولى فاتن حمامة الأم مسئوليات الأسرة، وكأننا إزاء مصر ورحل عنها أبو الأمة ناصر.
وبهذا المعنى، ينضم الفيلم إلى العديد من الأفلام المصرية التي تبرز فيها تيمة الأب الغائب أو المتوفى فعلًا أو رمزًا وهى تيمة تشير في رأيي إلى انهيار رأس مال الرمزي لفكرة الزعيم/القائد/الأب التي ثبتتها أنظمة التحرر الوطني فيما بعد مرحلة الاستعمار.
وتابع الخشاب "وتواكب تواتر هذه التيمة في السينما المصرية مع اقتراب وقوع هزيمة 1969 وفي السنوات التي تلتها، وكأن المجتمع والسينما كانا يحدسان تقوض فكرة الأب الرمزي للأمة، قبل أن تتقوض تلك الفكرة بالفعل مع وقوع هزيمة 1967، حيث إن تلك الكارثة كانت تأكيدًا على عجز الأب/ الزعيم عن القيام بوظيفته الأولى، وهي حماية الأسرة/الوطن.
أشار الخشاب إلى ان " بهذا المعنى، ففاتن حمامة تجسد مصر وهي تحاول أن تضمد جروحها وتتطلع إلى قيادة تتحمل المسئولية وتقبل المساءلة، أي أنها تتطلع إلى قائد لا إلى زعيم اسطوري، لذلك تستغرق معظم أحداث الفيلم عملية الانتخابات التي تجري في منزل الأسرة لتحديد من يدير الأمور في البيت بعد غياب الأب.
على السطح يبدو هذا مجازًا للحاجة إلى انتخابات ديمقراطية في المجتمع بعد سيادة المركزية الموجهة والحزب الواحد في فترة ناصر، لكن الفيلم يعرض رفض فاتن حمامة عرض الزواج الذي تقدم به أحمد مظهر.
ختم الخشاب حديثه بأنه يرى في هذا إشارة لفكرة أن فاتن/ مصر تتطلع لأن تحكم نفسها بنفسها، مثل كل امرأة/دولة مستقلة، وهى ترفض الخضوع مرة أخرى لسيطرة زوج/أب/زعيم وكأنها إشارة خفية لرفض الفيلم لفكرة تحول خليفة ناصر إلى زعيم أبوي جديد.
وكأن "إمبراطورية ميم" يدعو مصر إلى تولي شئونها بنفسها، بتضافر جهود كل أبنائها، مثلما فعل أبناء فاتن حمامة في الفيلم.