كواليس حرب غزة.. مفاوضات مستمرة لـ3 أيام وضغط مصري لوقف قصف رفح
كشف مسؤول مصري وآخر أمريكي، عن استمرار المفاوضات بشأن الهدنة في قطاع غزة لمدة 3 أيام أخرى بعد أن انتهت مباحثات القاهرة دون نتائج ملموسة أمس الثلاثاء، حيث يسعى الوسطاء لحل الخلافات والنقاط العالقة بين إسرائيل وحماس، في ظل توقعات بتصاعد الضغط من مصر والولايات المتحدة على إسرائيل لوقف عملياتها العسكرية والغارات الجوية على مدينة رفح الحدودية في قطاع غزة، حسبما نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
سبب انتهاء مفاوضات القاهرة الرباعية بشأن حرب غزة
وبحسب الصحيفة فإن العقبة الرئيسية، وفقًا لمسؤول أمريكي آخر، هي الخلاف حول عدد الفلسطينيين الذين ستطلق إسرائيل سراحهم من سجونها مقابل إطلاق سراح المحتجزين لدى حركة حماس وحلفاؤها في غزة، وشهدت غزة سلسلة من عمليات التبادل في أواخر نوفمبر إطلاق سراح ثلاثة فلسطينيين مقابل إعادة كل محتجز.
وتابعت أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أرسل مدير وكالة المخابرات المركزية بيرنز، للانضمام إلى المحادثات، وقال إنه تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقادة مصر وقطر "لدفع هذا الأمر للأمام" خلال الشهر الماضي.
وكان مسؤولون من حركة حماس، يشاركون في المفاوضات بشكل غير مباشر، مستخدمين قطر ومصر كوسطاء وفق الصحيفة.
وجاءت المحادثات في الوقت الذي أعربت فيه الأمم المتحدة والولايات المتحدة ودول أخرى عن قلقها المتزايد بشأن احتمال التوغل الإسرائيلي في رفح على الطرف الجنوبي من غزة، حيث يعيش حوالي 1.4 مليون شخص، كثيرون منهم في خيام، دون طعام كاف. الماء والدواء.
وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، الثلاثاء، إن المحادثات "تسير في الاتجاه الصحيح" لكنه امتنع عن تقديم تفاصيل.
وقال “بايدن” إن المفاوضين في القاهرة كانوا يأملون في التوصل إلى اتفاق من شأنه تحرير المحتجزين المتبقين في غزة ووقف القتال لمدة ستة أسابيع على الأق، وكان بيرنز يجتمع مع رئيس الموساد وكذلك رئيس وزراء قطر ومسؤولين مصريين.
وقال مسؤولون بحماس إنهم لن يطلقوا سراح المحتجزين المتبقين في غزة، الذين يعتقد أن عددهم أكثر من 100، إلا إذا التزمت إسرائيل بوقف إطلاق النار طويل الأمد وانسحبت من غزة وأطلقت سراح الفلسطينيين الأسرى في السجون الإسرائيلية.
وعلى الجانب الآخر، قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي، لن تتوقف عن القتال في غزة حتى يتم تحرير المحتجزين وتدمير حماس، مشيرًا إلى أنه حتى ذلك الحين، يجب أن تكون قوات الاحتلال الإسرائيلية مسؤولة عن الأمن في غزة، ما يلقي بظلال من الشك على فكرة الانسحاب، لكن حكومته تواجه أيضًا ضغوطًا من أقارب المحتجزين للتوصل إلى اتفاق.
ونُقل عن مسؤولين مصريين قولهم إن أي عمل يؤدي إلى تدفق سكان غزة إلى الأراضي المصرية يمكن أن يعرض للخطر معاهدة السلام المستمرة منذ عقود بين إسرائيل ومصر، وهي ركيزة للاستقرار في الشرق الأوسط.
مخططات إسرائيلية لتهجير سكان قطاع غزة
فيما أكد الفلسطينيين وفق الصحيفة إن إسرائيل تريد طردهم، ويخشون أنهم إذا غادروا، فلن تسمح لهم إسرائيل بالعودة تمامًا كما لم يُسمح لأسلافهم الذين وطردوا من أراضيهم عند قيام دولة الاحتلال عام 1948 ولم يسمح لهم بالعودة حتى الآن.
ويرى إبراهيم دلالشا، مدير مركز هورايزون للدراسات السياسية والتواصل الإعلامي في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، إن ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء الغارات الإسرائيلية في رفح قد يدفع مصر والولايات المتحدة وقطر إلى الضغط بشكل أكبر من أجل التوصل إلى اتفاق.
وقال دلالشا: "يتعين تجنب المزيد من العمليات بسبب الخسائر البشرية واحتمال مقتل المحتجزين".
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أنه في ظل اجتماع المفاوضون في القاهرة، انخرطت الولايات المتحدة وآخرون أيضًا في جهود دبلوماسية لتقليل التوترات بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.
وقال دبلوماسي غربي الثلاثاء إن فرنسا قدمت اقتراحا إلى إسرائيل ولبنان وحزب الله يدعو حزب الله إلى سحب مقاتليه إلى مسافة 10 كيلومترات، حوالي ستة أميال، من الحدود.