عمرو الخياط يفتح خزائنه لـ"الدستور": الصحافة فنّدت أكاذيب الإخوان في 30 يونيو والإعلام العربي "عرّى الاحتلال" أمام الغرب (حوار)
◘ الصّحافة الورقيّة لن تندثر رغم محاولات "إطلاق الرصاص" على رأس صاحبة الجلالة
◘ لا أميل للكتابة عندما أفتقد الأفكار.. وهذه روشتة لطلاب الإعلام للإبداع والابتكار
◘ "السينما" كشفت ميولي الصّحفية لوالدي.. والموت خطفه قبل أن يرى حُلمي رئيسًا للتحرير
◘ نعيش أزمة صحافة في الوقت الراهن.. “ومفيش جورنالجي مش بيحلم برئاسة التحرير”
◘ الصحافة فنّدت أكاذيب "الإخوان الإرهابية" ولعبت دورًا كبيرًا في ثورة 30 يونيو
كشف الكاتب الصّحفي عمرو الخياط، رئيس تحرير صحيفة “أخبار اليوم” عن رؤيته حول مهام الصحافة في أوقات الأزمات والفتن، مؤكدًا أن صاحبة الجلالة تلعب دورًا تنويريًا في نشر الوعي وتشكيل الرأي العام، لافتًا إلى أن الصحافة تقوم بدور يساهم في تعزيز الوحدة الوطنية في المجتمعات وليست مصر فقط.
وقال الخياط، في حواره مع "الدستور" إنه بدأ حياته صحفيًا بجريدة الأخبار وعيّن بمؤسسة مصطفى وعلي أمين، ثم تدرج فى المناصب حتى تولى منصب مدير تحرير صحيفة الأخبار اليومية وبعدها تولى منصب رئيس تحرير مجلة “أخبار النجوم” واستكمل مسيرته المهنية خلال مساهماته فى تأسيس قنوات صدى البلد منذ 2011 والتي شغل فيها منصب المدير التنفيذي لقنواتها ورئيسًا لتحرير قناة المحور، ليختم عمله بمنصب رئيس تحرير “أخبار اليوم” منذ 2017 أن الصحافة المطبوعة لن تندثر بغض النظر عن بعض محاولات الأشخاص لإبادتها، وإلى نص الحوار:
بداية.. كيف كانت بدايتك مع الصحافة والتلفزيون وهل تأثرت بوالدك خاصة أنه كان كاتبًا صحفيًا؟
والدي اكتشف فجأة أنني عملت بالصحافة، خاصة مع حرصي على مفاجأته بما أفعل، حيث إنني كنت أتابع ما يكتبه لأخطو خطواتي الأولى منفردًا، لاسيما أن والدي كان يعمل مديرًا لتحرير جريدة الجمهورية ولديه عمود دوري بها"، فقد كنت أرافقه دائمًا خلال عمله في دار التحرير وهو ما أثقل تربيتي الصحفية حتى استمر الأمر معي بالانتقال لاتحاد الإذاعة والتلفزيون.
أُغرمت بالفن وأصبحت مساعدًا للمخرج محمد فاضل وكان يشاركني العمل يحيى العلمي، ثم انخرطت في العمل بمطبوعة تُسمى السينما وعندما تم نشر مقالي للمرة الأولى باسمي ذهبت إلى والدي وأبلغته واستغرب كثيرًا ثم قال لي:"هل تريد أن تصبح صحفيًا؟" فأجبته بنعم، وفي تلك اللحظة تدخّل في الأمر وساعدني بالانتقال والعمل في مؤسسة أخبار اليوم ومنذ ذلك الحين أصبحت صحفيًا وهو يوجّهني دائمًا، وكنت دائمًا ما أستفيد من والدي، حيث تعلمت منه عمليًا دورة الأخبارالطازجة منذ جمعها حتى خروجها للقراء.
كيف استقبلت نبأ تعيينك رئيسًا لتحرير "أخبار اليوم" خاصة أنه مقعد أساطير وأسطوات المهنة؟
كل صحفي يتمنّى أن يكون رئيسًا للتحرير في يوم من الأيام، رغم الشعور باليأس أحيانا بشأن مستقبل الصحافة، لكن سيبقى حلم كل جورنالجي أن يكون مسؤولاً عن تحرير مطبوعة وكانت تغمرني لحظات من السعادة بهذا الخبر، خاصة أنني أحب هذه المهنة، وأن منصب “رئيس التحرير” مقعد أساطير وأسطوات الصحافة المصرية، إلا أن وفاة والدي قبل إبلاغه بالخبر هو الشيء الوحيد الذي أحزنني وقتها وكنت أتمنى أن يكون حاضرًا في هذه اللحظة.
هل كنت تحلم بأن يكون لديك مقال دوري في وقت محدد أم أن الأمر أصبح عبئًا عليك الآن؟
أنا مؤيد لفكرة الروائي الكبير يوسف إدريس عندما طلبوا منه كتابة مقال ثابت فتعجب وسألهم: ماذا يعني "مقالة ثابتة" يوميًا، فأجابهم بأنه إن كان لديه فكرة سيكتب وإن لم يكن فلن يكتب، فأنا مؤيّد لهذا الطرح، خاصة أن للكتابة أوان فعندما تنبت فكرة في رأسي أهم بكتابتها وإن لم يكن فلا داعي.
برأيك.. كيف تنظر إلى مستقبل الصحافة فى ظل التحديات الكبيرة التى تواجهها؟
الصحف المطبوعة تحمل مصداقية في نقل الأخبار وتقديم المعلومات الصحيحة وبالتالي، فإن الصحافة المطبوعة أو الصحافة بشكل عام لن تندثر بغض النظر عن محاولات أشخاص بإبادتها، فهي وسيلة جيدة يمكن الرجوع إليها دائمًا للحصول على المعلومات ربما استفادت وسائل الإعلام الأخرى من الصحافة بالفعل. يجب أن تتطور الصحافة بشكل كبير مع عصرها وأول تطور يجب أن يكون عبارة عن تدريب الشباب، فهم المحرك للتطورات المستقبلية للصحافة.
تُرى ما الدور الذى لعبته الصحافة المصرية في 30 يونيو لمواجهة إرهاب الإخوان؟
في 30 يونيو لعبت الصحافة دورًا كبيرًا، خاصة في دقة ما يجري على أرض الواقع حيث كان الناس يشاهدون أخطاء هذه الجماعة الإرهابية وكانت وسائل الإعلام دائمًا تكشف هذه الأخطاء وهو ما يعد نوعًا من أنواع الوعي الذي يعتبره المتلقي مهمًا، سواء قرأه أو استمع إليه وتجسدت ثورة يونيو بدور حقيقي للإعلام الذي يعمل على توفير الحقيقة الكاملة للمتلقي، وهو أمر صعب الوصول إليه خلال فترات الأزمات الإعلامية التي نمر بها حاليًا كما يلعب الإعلام دورًا مهم في توضيح الأفكار للرأي العام فالدور الذي يقوم به يساهم في تعزيز الوحدة الوطنية في المجتمعات، وليس فقط في مصر.
بصراحة.. كيف يرى عمرو الخياط معالجة الإعلام للعدوان الإسرائيلي على غزة؟
بالطبع تأثيرالإعلام المصري كان كبيرًا على الشارع العالمي منذ بداية عدوان إسرائيل على غة حيث وقفت وسائل إعلامية غربية بجانب الاحتلال، لكن نجح الإعلام العربي في نقلت الصورة الحقيقة لما يحدث في غزة من إبادة جماعية بكل دقة وحيادية، فتغيرت مواقف الشعوب الأوروبية والرأي العام العالمي تجاه القضية الفلسطينية وأثارت الحكومات في جميع البلدان للضغط على سلطات الاحتلال من أجل وقف العدوان الغاشم على العزل في فلسطين.
أخيرًا.. ما نصيحتك لطلاب الإعلام في ظل التحديات التي يواجهونها في الوقت الراهن؟
شيئان لا بد طمن توافرهما بسرعة لكل شخص: أن يحب ما يفعله و"الثقة في النفس"، وإذا لم تكن مؤمنًا بالشيء الذي تفعله فلن تنجح ولن تكون قادرًا على الإبداع والابتكار، إذا كنت ترغب في التفوق وتحقيق النجاح في مهنة الصحافة، فعليك أن تستمر في الابتكار والقيام بأشياء جيدة، ويجب أن تظهر أفكارك وتعبر عن رأيك وأن تدافع عن وجهة نظرك يجب أن تثق في أن لديك فكرة جيدة حتى تتمكن من تحقيق النجاح.