زيارة تاريخية وجدول أعمال مزدحم.. ماذا يحمل أردوغان في أولى رحلاته لمصر؟
بدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جولته الدولية التي تستغرق ثلاثة أيام، وتتضمن جولته زيارة الإمارات ومصر، وستكون هذه أول زيارة يقوم بها أردوغان إلى القاهرة منذ 12 عامًا كما أنها المرة الأولى التي يتوجه فيها رئيس تركي إلى مصر منذ 11 عامًا، وكانت الزيارة الأخيرة للرئيس التركي السابق عبد الله جول في 7 فبراير من عام 2013، ومن المقرر أن يصل أردوغان إلى مصر غدًا الأربعاء،
بي بي سي: زيارة أردوغان لمصر ذات مغزى مهم
وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، فإن هذه الزيارة التي يقوم بها أردوغان، التي يلتقي خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي في القاهرة، تاريخية لأنها تأتي بعد سنوات من القطيعة، وبالتالي فهي تطور تاريخي للعلاقات التي شهدت على مدار قرون مضت تعزيز وتعاون غير مسبوق، وعودة هذه العلاقات القوية لا يصب في مصلحة مصر وتركيا فقط وإنما سيكون له تأثير إقليمي.
وتابعت أن هذه الزيارة الهامة ذات مغزى لأنها تعمل على إنهاء الأزمة بشكل رسمي ونهائي بين البلدين الكبيرين والمهمين في المنطقة وبدء عهد جديد، ومن المتوقع أن تحظى الزيارة بمتابعة وثيقة من إسرائيل وجمهورية قبرص واليونان وليبيا والسودان ودول عربية أخرى.
وأضافت أنه من المتوقع أن يتضمن اللقاء بين الزعيمين موضوعين رئيسيين: التطورات الإقليمية، وخاصة الوضع في غزة، وتنشيط العلاقات الثنائية، كما سيركز اللقاء على الحرب الإسرائيلية المشتعلة في قطاع غزة والأزمات الأمنية والإنسانية.
وتابعت أن الزيارة تأتي في وقت حساس للغاية، حيث عبرت مصر عن رفضها لأي عملية برية إسرائيلية في مدينة رفح الحدودية، وسيكون من الواضح في يوم الزيارة ما إذا كان أردوغان سيتوجه إلى ميناء العريش وبوابة رفح الحدودية، حيث يتم تنسيق المساعدات الإنسانية، ضمن نطاق زيارته لمصر.
وأضافت أن ليبيا مدرجة أيضًا على جدول الزيارة، حيث كثفت الدولتين من حوارهما مؤخرًا بشأن ليبيا، وأجرت أنقرة اتصالات مع إدارة بنغازي، التي تسيطر على جنوب ليبيا.
وأشارت إلى أن لقاء أردوغان والسيسي يكتسب أهمية في تحديد مستقبل العلاقات التركية المصرية وفي أي المجالات سيتم تعميقها.
توقعات كبرى لنتائج زيارة أردوغان لمصر
وبحسب الإذاعة البريطانية، فإنه بالنسبة للرئيس أردوغان، تعتبر زيارته لمصر مهمة من حيث إظهار الدور الإقليمي لتركيا ونفسه، بالنظر إلى التوتر في المنطقة، وباعتبار القاهرة من العواصم الإستراتيجية والأيديولوجية للعالم العربي، فضل أردوغان إيصال رسائله المهمة من هذه المدينة.
ومن ناحية أخرى، يعتقد الجانب المصري أن البند الأول والرئيسي في جدول أعمال زيارة أردوغان يجب أن يكون العلاقات الثنائية، كما أبدى الجانب المصري، الذي يعتزم التركيز على الاقتصاد والتجارة والاستثمار خلال الزيارة، اهتمامًا بمنتجات الصناعة الدفاعية التركية.
وفي أحد تصريحاته الأخيرة، أشار وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى أن مصر مهتمة بالطائرات بدون طيار وأعطى رسالة مفادها أن تركيا كانت إيجابية بشأن هذا البيع، وتعتبر مصر أكبر شريك تجاري لتركيا في أفريقيا، ومن المتوقع أن يكون هدف زيادة حجم التجارة إلى 15 مليار دولار على جدول الأعمال خلال هذه الزيارة، بالإضافة إلى ذلك، فإن توسيع استثمارات تركيا في مصر، والتي تتجاوز 2 مليار دولار، مدرج على جدول أعمال الطرفين.
وأوضحت الإذاعة البريطانية، أن الزعيمين سيناقشان أيضًا مسألة تجديد الاتفاقيات القائمة أو إبرام اتفاقيات جديدة من أجل تعزيز العلاقات الاقتصادية، بالنسبة لتركيا، يعد شرق البحر الأبيض المتوسط من بين المواضيع المهمة التي سيتم مناقشتها خلال هذه الزيارة.