تُوجت بزيارة أردوغان للقاهرة.. محطات مهمة فى تاريخ عودة علاقات مصر وتركيا
يجري الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زيارة إلى مصر، غدا الأربعاء، في زيارة هي الأولى له للقاهرة منذ عام 2012، في تحول جديد في علاقات البلدين.
ومنذ قطع العلاقات بين مصر وتركيا في يونيو 2013 مرت العلاقات بتطورات مهمة، لكن في مايو 2021 كانت نقطة البداية لاستعادة العلاقات المصرية- التركية وسط رغبة من قبل قادة البلدين في ضرورة انطلاق محادثات إنهاء أي توترات وخلافات في وجهات النظر بين البلدين لتجرى سلسة لقاءات استكشافية جرت بين القاهرة وأنقرة لبناء جسور الثقة بين الجانبن.
2021.. عام المباحثات الاستكشافية بين مصر وتركيا
وركزت الجولات الاستكشافية بين البلدين على ملفات عديدة مشتركة، منها الوضع في ليبيا وشرق المتوسط وسوريا والعراق وضرورة تحقيق السلم والأمن في منطقة شرق المتوسط، وقد اتفق الجانبان على مزيد من المباحثات والجولات بشأن هذه الملفات.
ومع التقدم المحرز في الجولة الأولى، عقدت الجولة الثانية من المباحثات الاستكشافية في أنقرة في سبتمبر 2021 وتناولت العلاقات الثنائية بين الجانبين، وتم بحث اتخاذ خطوات إضافية لتيسير تطبيع العلاقات بينهما مع التعاون بشأن أزمات المنطقة ورفض التدخل في الشئون الداخلية لكلا البلدين وتسليم المطلوبين الأمنيين.
2022.. مسار متقدم في العلاقات المصرية- التركية
وفي أبريل 2022 استمر التقدم في مسار علاقات البلدين فقد أعلنت وسائل إعلامية تركية تعيين سفير لها في مصر بعد 9 سنوات من رحيل آخر سفير تركي من القاهرة في 2013، لكن أعلنت الخارجية التركية عدم صحة الأمر بسبب انتظار موافقة الحكومة المصرية.
كما شهد هذا الشهر إغلاق العديد من قنوات الإخوان في تركيا، وفي مايو 2022 أكدت تقارير تركية زيادة مستويات التنسيق الأمني وبين البلدين، وفي أكتوبر 2022 أوقفت السلطات التركية 34 إخوانيا شاركوا في دعوات إلى التظاهر في مصر خلال مؤتمر المناخ في مصر في شرم الشيخ وتم إدراجهم على قوائم الترحيل.
وفي أغسطس 2022 أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الشعب المصري شعب شقيق ولا يمكن أن تكون تركيا في حالة خصام معه، وإنما ينبغي أن تكون دائما في بيئة سلام، وأن توفر دائما فرصة للحوار، معربا عن أمله في اتخاذ خطوة أخرى بأفضل الطرق نحو المستويات الأعلى بين البلدين وليس فقط على المستوى الوزاري.
وفي 20 نوفمبر 2022 وعلى هامش حفل افتتاح كأس العالم لكرة القدم في قطر، تصافح الرئيسان عبدالفتاح السيسي ونظيره التركي، وقد أعلن أردوغان أن مسار التطبيع بين تركيا ومصر سيتواصل في الفترة المقبلة على المستوى الوزاري.
2023.. عام ترسيخ العلاقات بين مصر وتركيا
وفي فبراير 2023 وعقب الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا، وصل وزير الخارجية المصري إلى مدينة أضنة جنوبي تركيا في زيارة لإظهار التضامن مع الشعب التركي عقب الزلزال، كما أكد أهمية إعادة العلاقات بين مصر وتركيا إلى مستواها السابق والمضي بها، بما يتوافق مع المصلحة المشتركة للبلدين، بينما قال نظيره التركي مولود جاويش أوغلو إن تطور العالقات بين البلدين يصب بمصلحتهما وينعكس إيجابا على استقرار ورخاء المنطقة.
وفي مارس 2023 استقبل وزير الخارجية سامح شكري نظيره التركي في القاهرة، حيث بحثا تطبيع العلاقات بين البلدين، مشيرين إلى مناقشة التعاون في قضايا الاقتصاد والطاقة والمجال العسكري، ثم في أبريل من العام ذاته زار شكري أنقرة للقاء نظيره التركي.
وفي يوليو 2023 أعلنت أنقرة تعيين صالح موتلو شن سفيرا لها في مصر، فيما عينت القاهرة عمرو الحمامي سفيرا لها في تركيا، لدعم تأسيس علاقات طبيعية بين البلدين من جديد.
كما شارك سامح شكري بتكليف من الرئيس السيسي، في مراسم حفل تنصيب رئيس تركيا رجب طيب أردوغان، التي تأتي في إطار التطور الذي شهده مسار العلاقات المصرية- التركية.
وفي سبتمبر 2023 التقى الرئيس التركي الرئيس السيسي على هامش قمة مجموعة العشرين بالعاصمة الهندية نيودلهي، وأكد الجانبان أهمية العمل من أجل دفع مسار العلاقات بين البلدين والبناء على التقدم الملموس في سبيل استئناف مختلف آليات التعاون الثنائي، كما أعربا عن الحرص على تعزيز التعاون الإقليمي، كنهج استراتيجي راسخ.
وعقب الانتخابات التركية في مايو 2023 أجرى الرئيس السيسي مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي لتهنئته بالفوز في انتخابات الرئاسة التركية واتفقا على رفع مستوى العالقات الدبلوماسية وتبادل السفراء.
وفي ديسمبر 2023 تلقى الرئيس عبدالفتاح السيسي اتصالا هاتفيًا من أردوغان هنأه فيه على إعادة انتخابه لفترة رئاسية جديدة، ومن جانبه ثمن الرئيس السيسي هذه، كما بحثا سبل تعزيز العالقات الثنائية بين البلدين، وزيادة مجالات التعاون بما يحقق مصالح الشعبين.
في أكتوبر 2023 زار هاكان فيدان وزير الخارجية التركي مصر للمرة الأولى منذ تعينيه في منصبه الجديد، تلبية لدعوة نظيره سامح شكري.
كذلك في نوفمبر 2023 التقى الرئيس السيسي الرئيس التركي في الرياض على هامش القمة العربية الإسلامية، تناول الاجتماع متابعة التنسيق والتشاور بشأن تطورات الأوضاع في قطاع غزة.
وإلى جانب ذلك جرى العديد من اللقاءات الاقتصادية والعسكرية بين مسئولي البلدين لتعزيز مستويات التعاون، بما يصب في صالح شعبي البلدين.