اليوم العالمى للصلاة.. ماذا قال البابا فرنسيس فى رسالته لمكافحة الاتجار بالبشر؟
وجّه البابا فرنسيس رسالة تحت عنوان "السير من أجل الكرامة: الإصغاء، والحُلُم، والعمل"، بمناسبة حلول اليوم العالميّ العاشر للصّلاة والتّأمّل من أجل مكافحة الاتجار بالبشر.
وكتب فيها: أيّها الإخوة والأخوات يصادف اليوم، في ذكرى القدّيسة جوزيبينا بخيتا، اليوم العالميّ العاشر للصّلاة والتّأمّل من أجل مكافحة الاتجار بالبشر. أتّحدُ معكم من كلّ قلبي، ولاسيما معكم أيها الشّباب، الذين تلتزمون في جميع أنحاء العالم وتعملون من أجل مكافحة هذه المأساة العالميّة.
وتابع: لِنَسِرْ معًا على خُطى القدّيسة بخيتا، الرّاهبة السّودانيّة، التي بِيعَت كعَبدَةٍ وهي طفلة، وكانت ضحيَّة للإتجار بالبشر. لنتذكّر الظّلم الذي تعرّضت له، وألَمها، وإنما أيضًا ومسيرتها نحو التّحرّر والولادة الجديدة لحياة جديدة. إنَّ القدّيسة بخيتا تشجّعنا لكي نفتح عيوننا وآذاننا، لكي نرى الأشخاص الذين لا يراهم أحد، ونُصغي إلى الذين لا صوتَ لهم، ونعترف بكرامة كلّ فرد، ونعمل من أجل مكافحة الاتجار بالبشر وجميع أشكال الاستغلال.
وأضاف: غالبًا ما يكون الاتجار بالبشر غير مرئيّ. إلا أنّ وسائل الإعلام، وبفضل بعض المراسلين الشّجعان أيضًا، تسلّط الضّوء على أشكال العبوديّة في زمننا، لكن ثقافة اللامبالاة تخدّرنا. لنساعد بعضنا البعض لكي نتحرّك، ونفتح حياتنا وقلوبنا للعديد من الأخوات والإخوة الذين يتمُّ التعامل معهم كالعبيد. لم يفت الأوان بعد لكي نتحرّك. والحمد لله، كثيرون هم الشّباب الذين يلتزمون في هذا اليوم العالميّ. إن اندفاعهم يدلّنا على الدرب، ويقول لنا إنّه علينا أن نُصغي ونحلُم ونعمل من أجل مكافحة الاتجار بالبشر.
وأكمل: "من الأساسي أن تكون لدينا القدرة لكي نُصغي إلى الذين يتألّمون. أفكّر في ضحايا النّزاعات والحروب، الذين تضرّروا من آثار التغيّر المناخي، والأعداد الكبيرة للمهَاجرين القسريين، والذين يتعرّضون للاستغلال الجنسيّ أو في العمل، ولا سيّما النّساء والأطفال. لنصغِ إلى صرخة المساعدة التي يطلقونها، ولنسمح لقصصهم بأن تسائلنا، ولنحلم مجدّدًا مع الضّحايا والشّباب بعالمٍ يمكن فيهِ للأشخاص أن يعيشوا بحرّيّة وكرامة.
وأضاف: "أيّها الإخوة والأخوات، وبقوّة روح يسوع المسيح، علينا أن نحوِّل هذا الحُلم إلى واقع، من خلال أعمال ملموسة لمكافحة الاتجار بالبشر. لنلتزم بالصّلاة والعمل من أجل قضيّة الكرامة هذه: الصّلاة والعمل على المستوى الشّخصيّ، وفي العائلات، وفي الجماعات الرّعويّة والرّهبانيّة، وفي الجمعيّات والحركات الكنسيّة، وكذلك في مختلف المجالات الاجتماعيّة وفي السّياسة. نحن نعلم نعلَم أنّه من الممكن أن نكافح الاتجار بالبشر، ولكن علينا أن نصل إلى جذور هذه الظّاهرة، ونقضي على أسبابها.
لذلك، أشجّعكم لكي تجيبوا على هذه الدعوة للتّغيير، في تذكار القدّيسة جوزيبينا بخيتا، رمز الذين، وللأسف، أُخضِعوا للعبوديّة، ولا يزال بإمكانهم أن يستعيدوا حرّيّتهم. إنها دعوة لكي لا نراوح مكاننا، ولكي نحشد جميع مواردنا لمكافحة الاتجار بالبشر ونعيد ملء الكرامة لجميع الذين كانوا ضحيّة له. إن أغمضنا عيوننا وأغلقنا آذاننا، وإن بقينا مكتوفي الأيدي، فسنكون متواطئين.:
وختم البابا فرنسيس رسالته بمناسبة اليوم العالميّ العاشر للصّلاة والتّأمّل من أجل مكافحة الاتجار بالبشر بالقول أشكركم وأبارككم من كلِّ قلبي، أنتم الذين تعملون من أجل هذا اليوم، وأبارك جميع الذين يريدون أن يلتزموا من أجل مكافحة الاتجار بالبشر وجميع أشكال الاستغلال، من أجل بناء عالمَ أخوّة وسلام.