بمليارات الدولارات.. مشتريات عسكرية إسرائيلية جديدة.. ماهى؟
كدرس من الحرب، التي تجاوزت ثلاثة أشهر، وبعد المعارك التي بدأت تستنفذ المخزون العسكري للجيش الإسرائيلي، وفي إطار تفكير إسرائيل فيما بعد الحرب أو احتمال توسيع المعركة ونشوب مواجهة متعددة الجبهات، تهتم القيادة في تل أبيب بالتسليح وبتزويد مخزون القذائف، خاصة في سلاح الجو الذي تعمل الآن قيادته على خطة جديدة لـ"المشتريات العسكرية"، هدفها التسلح بطائرات ومروحيات متطورة وبمخزون من الذخيرة الجوية أيضًا.
هجوم حماس والتسليح
تأخر رد الجيش الإسرائيلي على هجوم 7 أكتوبر الماضي في الساعات الأولى من الحرب، والاستخدام المتواتر لمساعدة برية قريبة من القوات في أثنائها، أوضح للقيادة في الجيش الإسرائيلي أنه مطلوب منظومة مروحيات قتالية أكبر. ولهذا فقد تقرر الشروع في إجراءات فورية لشراء سرب أباتشي ولاحقا سرب آخر أيضًا.
هذه الصفقات لم يتم بعد إجمالها أو إقرارها، لكن في إسرائيل يأملون بأنه سيكون ممكنا عمل هذا في جدول زمني قصير وتسريع إجراءات التسلح، وذلك ضمن أمور أخرى استنادا إلى حقيقة أن هذه المروحيات تنتج بشكل منتظم للجيش الأمريكي.
إلى جانب التسلح بالطائرات والمروحيات الجديدة، تقرر أيضا الزيادة الكبيرة لمخزون الذخيرة الجوية لدى سلاح الجو. ولأجل تحقيق هذا يجري سياقان متوازيان: تسريع المشتريات في الولايات المتحدة وتسريع المشتريات في إسرائيل، بما في ذلك فتح خطوط إنتاج جديدة للذخيرة الثقيلة في مصانع شركات البيت التي ستزيد جدا إنتاج الذخيرة للجيش البري مع التشديد على قوات المدرعات والمدفعية.
صفقة بـ“10 مليارات دولار”
ستشتري إسرائيل من الولايات المتحدة في سلسلة صفقات بقيمة تقدر بعشرات مليارات الدولارات، تحتوي على أربعة أسراب من طائرات قتالية متطورة وسربين من مروحيات قتالية، كما تفحص تل أبيب أيضا إمكانية التزود بطائرات شحن وقود أخرى، وإلى جانب ذلك، يجري بحث إمكانية تزويد الجيش الإسرائيلي بذخيرة، وتسريع إنتاج ذخيرة في إسرائيل، وذلك لزيادة الاستقلالية الإسرائيلية في المجال.
اثنان من الأسراب الجديدة سيكونان من طائرات F35 ("أدير") سينضمان الى سربي أدير اللذين سبق لسلاح الجو الإسرائيلي أن اشتراهما.
سربان آخران سيكونان من طائرات F15 الحديثة (F15IA) التي ستنتج خصيصا لسلاح الجو الإسرائيلي. أما التزود بأسراب أخرى (كل واحد منها يضم 25 طائرة) فهو نتيجة مباشرة للحرب.
في سلاح الجو الإسرئيلي قرروا مشتريات موازية لنوعين من الطائرات بسبب قدراتها المختلفة من ناحية المدى، وزن الحمل ومزايا التملص. وتتمثل الرغبة أيضا في الامتناع عن الاعتماد على مورد وحيد، ومحاولة تقليص أزمنة الإنتاج والتسلح أيضا.
والحقيقة أن مداولات شراء السربين القتاليين (واحد من كل نوع) بدأت قبل الحرب، وهي توجد في مراحل تنفيذ مختلفة ومن المتوقع لها قريبا أن تصل الى إقرار نهائي في اللجنة الوزارية للتسلح. كما أن هذه الصفقات تتطلب قرارات مختلفة في الولايات المتحدة وكذا اتفاقات مع شركات الإنتاج (لوكهايد مارتن وبوينغ).
التقدير الحاليأن صفقة F35 الأولى ستقر في الأيام القريبة المقبلة، بينما صفقة F15 الأولى ستقر أثناء ربع السنة الحالية.
سيستغرق التسلح ذاته وقتا أطول. طائرات F35 ستصل في السنوات الخمس المقبلة، بينما طائرات F15 الأولى ستصل مع نهاية العقد. هاتان الصفقتان ستمولان في إطار اتفاق المساعدات الأمنية الأميركية القائم.
تزويد ذخيرة من ألمانيا
ووفقا لصحيفة دير شبيغل الألمانية، يناقش المستشار الألماني ووزارة الدفاع والخارجية الألمانية مع الإدارة الإسرائيلية صفقات لإعادة ملء الذخيرة الإسرائيلية التي نفذت بسبب الحرب منذ نوفمبر 2023 وحاليا وافق الألمان من حيث المبدأ على القيام بذلك. رغم أنه لم يتم "تأكيد رسمي" بعد، يشير الموقع أن السفارة الإسرائيلية في برلين امتنعت عن الرد حول الموضوع.
يشار الى أنه حتى اليوم، زودت ألمانيا إسرائيل بشكل أساسي بمعدات طبية ومعدات دفاعية، كلا الجانبين وافقا على التزام الصمت فيما يتعلق بطلب توريد الأسلحة الفتاكة لأن إسرائيل لا ترغب في الكشف عن قيودها العسكرية.
وبما أن الصناعات الألمانية ليس بمقدورها تزويد الذخيرة حاليًا بصورة فورية، البديل هو أن يقوم الجيش الألماني بتزويد الذخيرة من مخزونه الخاص، هكذا سيتم تلبية طلب إسرائيل بشكل فوري والصناعات الألمانية ستتمكن من ملء مخازن الجيش الألماني بغضون ستة حتى ثمانية أشهر.