إيهاب الملاح: "الخرز الملون " تستدعي المأساة الفلسطينية
قال الناقد إيهاب الملاح، إنه يقدر كتابات الروائي والمسرحي محمد سلماوي، وهذا ليس مدحًا لصاحب رواية "الخرز الملون".
جاء ذلك خلال فاعليات حفل توقيع الطبعة الجديدة لرواية "الخرز الملون " الصادرة عن دار ديوان للنشر والتوزيع للكاتب الروائي محمد سلماوي، وذلك بمكتبة ديوان بالزمالك.
وأضاف:" أظن ان رواية" الخرز الملون“ صدرت مسلسلة في صحيفة الأهرام عام 1991، وصدرت لها طبعة أخرى عام 1996 ضمن سلسلة الأعمال الإبداعية التي صدر فيها الطوق والأسورة ليحيي الطاهر عبدالله وموسم الهجرة إلى الشمال للطيب صالح.
وأشار الملاح إلى أن رواية "الخرز الملون" كانت من البساطة والسلاسة الأسلوبية التي تجعلها تقرأ في جلسة واحدة، كما أنها لم تكن معقدة التركيب والبناء، فالسرد ممتع بلا نتوءات، ولا تتطلب القراءة بذل مجهود عنيف مثل ما تتطلبه روايات أخرى.
وأكد:" من السطور الأولى نجح المؤلف في شد قارئه وجذبه لأجواء والدخول مباشرة في عالمها الذي يصور المأساة الفلسطينية وتلم بقضيتنا وصراعنا المعاصر مع الكيان الصهيوني منذ حرب 48. والاعلان عن قيام دولة إسرائيل، والذي تبعه تهجير ومذابح وابادة عرقية للفلسطينين، قدم سلماوي كل هذا دون أن يقع في فخ المباشرة أو "التوثيق" الكامل.
"ما أشبه اليوم بالبارحة" هو التعبير الذي تردد على لسان كثير من الحضور والقراء، فهكذا يمكن أن نطلق عن تكرار ما عاشه أهل فلسطين عام 1948، مع الذى يعيشونه اليوم من نزوح، وإبادة، وجرائم حرب، وهذا ما تضمنته رواية «الخرز الملون»، للكاتب الكبير محمد سلماوى، رئيس مجلس إدارة «المصرى اليوم»، وقد صدرت الطبعة الأولى لها عام 1991، وتوالت طبعاتها بعد ذلك، وهى تجمع بين السياسة والعاطفة والآن
تدور أحداث رواية “الخرز الملون” حول قصة المأساة الفلسطينية منذ النكبة، وتتشابه فى أحداثها ومشاعرها مع ما تمر به غزة الآن، لذلك قررت مكتبة «ديوان» إعادة نشر الرواية فى حُلة جديدة، ويقام اليوم بفرع المكتبة بالزمالك حفل توقيع الطبعة الجديدة، في تمام الساعة السادسة مساءً.
رواية «سلماوي» هي مزيج بين رواية السيرة والرواية التسجيلية، أحداثها تدور فى خمسة فصول، كل فصل منها يحكى يوما فى حياة سيدة فلسطينية، وهى نسرين حورى، ويسجل من خلال هذه اليوميات المحنة التى عاشتها وعاشها أهل فلسطين وقت النكبة، كما تسجل الرواية أيضًا أبرز الأحداث السياسية التى شهدها الوطن العربى من حرب فلسطين عام 1948 إلى كامب ديفيد عام 1979.
وعن إصدار الطبعة الجديدة للرواية قال «سلماوى»: «هذه الرواية كتبت فى بداية المأساة الفلسطينية، وذلك من خلال قصة حياة شاعرة فلسطينية عاشت بالفعل فى مصر، وكان لها إسهام كبير فى الحياة الثقافية فى الخمسينيات من القرن الماضى».
وتابع: «وما يحدث الآن فى فلسطين هو تكرار لأحداث النكبة، ولذلك قررت مكتبة ديوان أن تعيد نشرها، لأن الرواية كأنها تتحدث عما يحدث اليوم».
ويُذكر أن الطبعة الأولى نشرت مسلسلة فى جريدة «الأهرام»، وقُدمت كمسلسل إذاعى من 30 حلقة، بطولة محسنة توفيق وسعد أردش وأمينة رزق، وفى عام 2009 صدرت ترجمتها الفرنسية فى باريس عن دار نشر أرشيبل.سانية.