كواليس وأسرار فخ الموت.. ماذا وجدت إسرائيل فى شبكة أنفاق حماس المرعبة؟
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، الأمريكية، عن كواليس وأسرار ما أسماه جيش الاحتلال الإسرائيلي فخ الموت، وهي شبكة أنفاق حماس التي أثارت ذعر إسرائيل ودفعتهم لتقليل عملياتهم في شمال غزة، حيث أظهرت إحدى وثائق عام 2022 أن حماس خصصت ميزانية قدرها مليون دولار لأبواب الأنفاق وورش العمل تحت الأرض ونفقات أخرى في خان يونس، ولكن في التوغل البري اكتشفت إسرائيل بعض هذه الأنفاق المرعبة التي كشفت عن بعض من أسرارها.
شبكة أنفاق حماس معقدة فشلت إسرائيل في اكتشافها
وقدر مسئولو المخابرات الإسرائيلية مؤخرًا وفق صحيفة "نيويورك تايمز" أن هناك قرابة 100 ميل من الأنفاق أسفل خان يونس، أكبر مدينة في جنوب غزة، حيث تخوض القوات الإسرائيلية الآن قتالًا عنيفًا، حيث كان يحيى السنوار، القائد العسكري لحركة حماس في غزة، يملك منزلًا في خان يونس.
وتابعت صحيفة "نيويورك تايمز" أنه بالإضافة إلى ذلك، أشار تقرير صدر عام 2015 إلى أن حماس أنفقت أكثر من 3 ملايين دولار على الأنفاق في جميع أنحاء قطاع غزة، بما في ذلك العديد منها الذي تم بناؤه تحت البنية التحتية المدنية والمواقع الحساسة مثل المدارس والمستشفيات، حسبما زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه عثر على نوعين من الأنفاق، أنفاق يستخدمها القادة وأخرى يستخدمها النشطاء، أصبحت أنفاق القائد أعمق وأكثر راحة، ما يسمح بإقامات أطول واستخدام بلاط السيراميك، الأنفاق الأخرى أكثر تقشفًا وغالبًا ما تكون أقل عمقًا.
وقال مسئول إسرائيلي إن الجيش ربما أمضى عاما في تحديد موقع نفق واحد، لكن الحملة البرية قدمت الآن كنزًا من المعلومات حول شبكة مترو الأنفاق في غزة.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن جيش الاحتلال قام بفحص أجهزة الكمبيوتر التي يستخدمها نشطاء حماس المسئولون عن بناء الأنفاق للعثور على الممرات تحت الأرض، وبعض الوثائق التي تم الاستيلاء عليها في الحرب أثبتت أيضًا أهميتها، وزعم الاحتلال أنه عثر على قوائم بأسماء العائلات التي "استضافت" مداخل الأنفاق في منازلهم الخاصة.
وتابعت صحيفة "نيويورك تايمز" أنه في إحدى الحالات، حدد الجنود الإسرائيليون خريطة للأنفاق في بيت حانون، وهي مدينة تقع شمال غزة، واستخدموها للعثور على الأنفاق وتدميرها، حتى مع هذه المعلومات الاستخبارية عن ساحة المعركة، فإن القتال في غزة حول الأنفاق كان مرهقًا، وأفاد الجيش الإسرائيلي بأن ما يقرب من 190 جنديًا قتلوا وأصيب حوالي 240 بجروح خطيرة منذ بدء الحملة البرية، لكن الجيش ليس لديه كشف عن عدد القتلى والجرحى في حرب الأنفاق، التي حولت غزة إلى جحيم بالنسبة لجنود الاحتلال.
وقال ضابط إسرائيلي، إنه أشرف على تدمير حوالي 50 نفقًا في بيت حانون، زاعمًا أن جميعهم كانوا مفخخين، وأشار إلى أن وحدته عثرت على قنابل مخبأة في الجدران وعبوة ناسفة ضخمة تم تركيبها للتفجير عن بعد.
وأضاف أن العبوة صنعت في مصنع وكان عليها رقم تسلسلي، وأضاف أنه لو انفجرت لكانت القنبلة قد قتلت أي شخص داخل النفق وخارجه مباشرة.
ونشرت حماس شريط فيديو في نوفمبر يظهر كيف استدرجت مجموعة من خمسة جنود إسرائيليين إلى مدخل نفق في بيت حانون، ثم استخدمت قنبلة على جانب الطريق لقتل الجنود.
في 8 يناير اصطحب الجنود الإسرائيليون الصحفيين لرؤية ثلاث فتحات أنفاق في وسط غزة، واحدة داخل مبنى مزرعة من طابق واحد على مشارف البريج، والثانية داخل مصنع مدني للصلب على أطراف المغازي، والثالثة داخل سقيفة قريبة.
وتابعت الصحيفة أن النفق الموجود في مصنع الصلب هو الأعمق والأكثر تطورًا، وقال الجنود إنها كانت تستخدم لنقل أجزاء الذخائر التي تم تشكيلها في مصانع الصلب، ولكن لم يتم التأكد من صحة المعلومات بالكامل، حيث رفض الجنود السماح للصحفيين بدخول النفق بحجة عدم تعريضهم لخطر الانفجارات.
وقامت حماس بتحسين قدرتها على إخفاء الأنفاق، لكن المسئول الكبير قال إن الجيش الإسرائيلي اكتشف أحد النماذج التشغيلية للجماعة، وأطلق عليه المسئول اسم "المثلث".
وقال المسئول إن تدمير الأنفاق ليس بالمهمة السهلة، حيث يجب رسم خرائط لهم والتحقق من عدم وجود رهائن، وليس فقط إتلافهم ولكن جعلهم غير قابلين للإصلاح، وقد باءت المحاولات الأخيرة لهدم الأنفاق بإغراقها بمياه البحر بالفشل، وقدر المسئول أن تعطيل نظام الأنفاق قد يستغرق سنوات، حيث إن كافة المحاولات الحالية باءت بالفشل حتى الآن، فبالرغم من كل الانفاق التي تم اكتشافها لكنها أقل كثيرًا من تلك الموجودة.