عبد الرحمن الطويل: فكرة الفسطاط وأبوابها بدأت بجولاتى مع والدى بدروب القاهرة
عن كواليس كتابه الفسطاط وأبوابها، قال الباحث الكاتب عبد الرحمن الطويل: منذ طفولتي كنت مهتم بالقاهرة القديمة والتعرف عليها، وكان والدي يصطحبني معه في جولاته لزيارة أضرحة آل البيت، في الحسين والدرب الأحمر، مصر القديمة وسرت معه في الأزقة الباقية منها.
فكرة كتاب الفسطاط وأبوابها بدأت بجولاتي مع والدي بدروب القاهرة
وأوضح الكاتب والشاعر عبد الرحمن الطويل، خلال حفل مناقشة وتوقيع كتابه “الفسطاط وأبوابها”، والذي شهده بيت السناري الأثري، بالتعاون مع دار العين للنشر ومبادرة سيرة القاهرة: لذا وقبل مرحلة الوعي كان لدي فكرة ومعرفة جيدة بالقاهرة والكثير من أماكنها القديمة. وكنت أيضا قد قرأت كثيرا عن القاهرة في مكتبة والدي، قرأت عن مدن العسكر والقطائع والفسطاط وغيرها.
وتابع عبد الرحمن الطويل حديثه خلال مناقشة كتابه الفسطاط وأبوابها: عندما كنت أسير مع والدي أو فيما بعد في جولاتي بمفردي خلال مرحلة الثانوية، كان يعن علي سؤال عن مدينة الفسطاط بالذات، لماذا لا توجد بها آثار كتلك الموجودة عند جامع عمرو ومنطقة الأزهر وهو ما شكل لغز بالنسبة لي في مرحلة عمرية مبكرة وظل مفتوحا بلا إجابة.
ولفت “الطويل” إلي: كنت أميل في بحثي ناحية الجنوب وهي بعينها الناحية التي تقع فيها الفسطاط. إلي أن جاءت عدة محطات فارقة جعلتني أركز تفكيري علي الفسطاط. وخلال طريقي من وإلي عملي لاحظت وجود شارع وبدأت البحث والتنقيب عنه حتي عرفت أنه الشارع الذي يضمن مدفن الإمام الليث، وبدأت في زيارة المكان واستكشافه.
وأكد عبد الرحمن الطويل علي أن: هذه الزيارة الاستكشافية كانت من الأسباب التي وجهتني إلي مزيد من القراءة عن معالم القاهرة وخططها بشكل تفصيلي، ومن هذه القراءات خطط المقريزي، وفيها يتحدث عن معالم وأزقة يذكرها بالاسم لم يعد لها وجود ولم تعد مستعملة مثل النخالين والنحاسين وزقاق الصنم، وتعلقت بالتفاصيل التي ذكرها المقريزي.
بعدها بعام كنت في زيارة لقصر الشمع وهي من المناطق المحتفظة بالتكوين القديم مثل الفسطاط، وهو ما أعادني ثانية لكتاب المقريزي، ومتابعة الزيارات لهذه الأماكن وقراءة المقريزي أيضا. وخلال 7 سنوات كنت قد تشبعت بهذه الأسماء والأماكن التي قرأت عنها في المقريزي وزرتها.
واستطرد عبد الرحمن الطويل: المرحلة الثانية من رحلة البحث والقراءة كانت مع كتاب ابن دقماق، وفيه مادة جيدة عن مدينة الفسطاط، وبعدها رجعت للمصادر العربية التي كتبت قبل تأسيس مدينة القاهرة ومن أهمها كتاب ابن عبد الحكم وفيه معلومات تفصيلية عن الفسطاط، ومن هنا تولدت لدي فكرة كتابة مشروع عن الفسطاط، والذي بدأ بمسرحية شعرية وقطعت فيه شوط طويل، إلا أنني رأيت أن موضوع الفسطاط يحتاج إلي معالجة أعمق وبدأت في مرحلة جمع المادة وعرفت أن هناك كتب استشراقية عن الفسطاط ومن هنا كان القرار بكتاب الفسطاط وأبوابها لا لشئ إلا أن أحد لم يكتب عنها، بعد مرحلة جمع المادة التي استغرقت 3 سنوات.