شيف السيد البدوي.. "جليلة" حرمت من البصر فمنحت مفتاح الرزق لقريناتها (صور)
لم تمنع إعاقة البصر الشيف جليلة محمد، من ممارسة هوايتها "الطبخ"، فرغم صعوبتها أحيانًا على المبصرين، بل أصبحت "جليلة" من سيدات المجتمع المشرفة تدير فنون الطبخ وتعلمها للفتيات والسيدات المكفوفات، بشكل محترف لكن إرادتها الحديدية جعلت كل شئ صعب أمامها سهلًا.
النور مكانه في القلوب
المكفوف كفيف البصر وليس القلب والإحساس، هذا ما عبرت عنه "أم محمد" أشهر شيفات السيد البدوي من محافظة طنطا قائلة لـ"الدستور": "تعلمت فنون الطبخ بعد عملي في عدة مجالات لمساعدة زوجي وأسرتي بعد أن تركت القاهرة وذهبت إلى طنطا، أساعد زملائي المكفوفين في الطهي وأدربهم على كيفية التعامل في المطبخ رغم فقدان البصر، مؤكدة أن الأمر ليس صعب ولكن الله أعطانا القدرة على التحكم بدون أن نرى".
أولاد مبصرين
وأضافت أم محمد: "رزقني الله بولدين وبنت مبصرين وهما كل ما أملك في الحياة تعبت أنا ووالدهم في تعليمهم وعملت في مجال التجارة لمساندته في ظروف المعيشة حتى وفقنا الله وأصبحت شيف ومعلمة للمكفوفين، وزوجي مثلي كفيف وقدرنا على تغلب أي صعب من أجل تعليم أولادنا".
وروت الشيف جليلة: "ولدت مبصرة ولكن تعرضت بعدها لمشاكل في عيني منذ أن كنت صغيرة وخضت أكثر من عملية جراحية ولكن الكفيف لديه حساسية الحياة وما يدور في المجتمع وقادر على أن يواكب الحياه والعيش بشكل طبيعي ولم يختلف كثير عن المبصر، فالله سبحانه يأخذ ويعطي والحمدلله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى".
ونجحت "جليلة" في تعليم عدة فتيات مجال الطهي من خلال إحدى الجمعيات في طنطا، فعلمتهن كيفية طهي المحشي الأمر الذي يراه المصبرون صعبًا نظرًا لتفاصيله الكثيرة لكنها نجحت في تدريبيهن من بداية الطبخة لآخرها من خلال حاسة الشم والتذوق وأيضًا الإحساس.
وتأمل الشيف "جليلة" في توفير مطبخ خاص بها لتعلم المكفوفين الطبخ ليصبحوا أكبر شيفات في مصر بدون مقابل مادي، لمساعدتهم في ظروف المعيشة وتحدي الظروف ولتثبت للعالم أنه لا يوجد شئ مستحيل ولا فرق بين كفيف ومبصر فالأعمي أعمى البصيرة وليس أعمى الإحساس والقلب قائلة: "كل أملي الفترة الجاية اطلع عمرة وأزور النبي".