مسؤول أمريكي كبير: استهداف العاروري يهدد محادثات وقف القتال وتحرير المحتجزين
قال مسئول أمريكي كبير، اليوم الأربعاء، إن من المرجح أن يؤدي اغتيال صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في لبنان، إلى عرقلة المحادثات، على الأقل مؤقتاً، للتوصل إلى اتفاق بشأن وقف قصير الأمد للقتال في غزة، من أجل السماح بمزيد من تبادل الرهائن، الذين تحتجزهم حماس في غزة، بالفلسطينيين المسجونين لدى إسرائيل.
وأضاف المسئول الأمريكي الذي تحدث، شريطة عدم الكشف عن هويته، في تصريح نقلته صحيفة "نيويورك تايمز": أن "يحيى السنوار زعيم حماس يشعر بأن الخناق يضيق، ولا أعرف ما إذا كان مستعدًا للمضي قدمًا فيما تم التفاوض عليه".
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الهدف المعلن لجيش الاحتلال الإسرائيلي هو إنهاء حكم حماس في غزة، وتدمير أو إضعاف قدراتها العسكرية إلى درجة أنها لم تعد تشكل تهديدًا لإسرائيل، وإعادة أكثر من 120 محتجزًا في غزة لدى حماس منذ 7 أكتوبر الماضي.
ولفتت إلى أن الوسطاء الدوليين طرحوا مقترحات لوقف جديد لإطلاق النار وسط ضغوط متزايدة مع ارتفاع عدد القتلى في غزة إلى أكثر من 20 ألف شخص، وفقًا للسلطات الصحية في غزة. لكن كلا الجانبين، على الأقل طرحا علنًا ظروفًا تبدو مستعصية على الحل، مما دفع الدبلوماسيين إلى القول إنهم يعتقدون أن التوصل إلى اتفاق لهدنة دائمة "لا يزال بعيد المنال".
المنطقة على حافة التوتر بسبب اغتيال العاروري
وكانت إسرائيل والمنطقة المحيطة بها على حافة التوتر يوم الأربعاء، بعد يوم من اغتيال العاروري، أحد كبار قادة حماس في لبنان، مما أثار مخاوف من أن الحرب في غزة قد تتحول إلى صراع أوسع.
واتهمت حماس إسرائيل بمقتل صالح العاروري، أكبر مسئول في الحركة قُتل منذ هجمات 7 أكتوبر في إسرائيل.
ولم يعلق المسئولون في جيش الاحتلال الإسرائيلي على ما إذا كانت قواتهم وراء الانفجار الذي أدى إلى مقتله في إحدى ضواحي بيروت، فيما نسب المسئولون اللبنانيون أيضًا الهجوم إلى إسرائيل.
وقُتل العاروري في قلب حي يضم مكاتب حزب الله، الجماعة المسلحة اللبنانية القوية وحليفة حماس، مما يضغط على الأرجح على الجماعة للرد.
وحذر زعيم حزب الله، حسن نصر الله، من أن أي اغتيالات في لبنان ستثير رد فعل قويًا.
وقال دانييل هاغاري، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، في مؤتمر صحفي متلفز، إن القوات الإسرائيلية "في حالة تأهب قصوى على جميع الجبهات، للقيام بأعمال دفاعية وهجومية".
وشدد على أن إسرائيل "تركز على محاربة حماس"، وهو ما فسره بعض المحللين الإسرائيليين على أنه إشارة إلى أنها لا تسعى إلى حرب أوسع مع حزب الله.
وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أن "غارة معادية" ضربت مكتب حماس في الضاحية الجنوبية لبيروت، مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص، من بينهم العاروري.
وقال إسماعيل هنية، الزعيم السياسي الأعلى لحماس، إن الغارة قتلت العاروري واثنين من القادة العسكريين لحماس وأربعة أعضاء آخرين.
وألقى نجيب ميقاتي، رئيس وزراء لبنان المؤقت، اللوم على إسرائيل في الهجوم، ما وصفه بمحاولة لجر لبنان إلى "مرحلة جديدة" من الصراع.
كما أدانت إيران عملية الاغتيال، وقال ناصر كنعاني، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، أن القتل كان نتيجة "الهزيمة اليائسة والثقيلة" لإسرائيل خلال هجوم 7 أكتوبر و"التحدي البطولي" لمقاتلي حماس منذ ذلك الحين.
وبعد الإعلان عن وفاة العاروري، نشرت وسائل الإعلام الإيرانية صورًا للعاروري، وهو يلتقي بالمرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي.
وكان العاروري قد عمل مع يحيى السنوار، زعيم حماس في غزة، في السنوات الأخيرة لربط الجناح العسكري للجماعة بشكل أوثق بإيران، الأمر الذي يقول مسئولون أمنيون إقليميون إنه ربما ساعد الجماعة على تطوير بعض القدرات التي استخدمتها في هجوم 7 أكتوبر.