هل ستؤدى أزمة البحر الأحمر إلى صراع أوسع فى الشرق الأوسط؟
أشارت صحيفة "الجارديان" إلى أن أحداث الأيام القليلة الماضية في المنطقة تبشر بتعجيل السيناريو الذي وصفته بـ"الكابوس"، المتمثل في صراع أوسع نطاقًا في الشرق الأوسط يجذب الولايات المتحدة وإيران.
وذكرت الصحيفة البريطانية في تقرير تحليلي لها نشر اليوم الأربعاء، أن مركز الخطر يقع في البحر الأحمر، حيث تهاجم قوات الحوثي المتمركزة في اليمن والمدعومة من إيران سفن الشحن التي لها صلات حقيقية أو متصورة بإسرائيل.
وعرضت الولايات المتحدة الحماية لسفن الشحن التي تسافر عبر المنطقة، وشكلت تحالفًا بحريًا متعدد الجنسيات “لدعم المبدأ الأساسي لحرية الملاحة”، لكن الرئيس جو بايدن قال إنه يريد تجنب المواجهة العسكرية المباشرة مع الحوثيين خوفا من إثارة التصعيد.
وفي يوم الأحد، عبرت القوات البحرية الأمريكية هذا الخط للمرة الأولى، ما أسفر عن مقتل جميع أفراد طاقم ثلاثة زوارق للحوثيين كانت تهاجم سفينة حاويات.
وقال وزير الدفاع البريطاني، جرانت شابس، إن المملكة المتحدة لن تتردد في اتخاذ مزيد من الإجراءات إذا استمرت هجمات الحوثيين.
والآن، وبينما ترفض طهران دعوات واشنطن ولندن لإنهاء دعمها للحوثيين، أبحرت مدمرة إيرانية إلى البحر الأحمر. وفي الوقت نفسه، تدرس المملكة المتحدة والولايات المتحدة، وربما مع دولة أوروبية أخرى، إصدار تحذير بشأن الضربات على المنشآت العسكرية في اليمن.
هل يمكن أن تتفاقم الأزمة؟
في إطار ما سبق، اعتبر تقرير "الجارديان" أن ما حدث يوم الأحد من مقتل 10 مسلحين من الحوثيين بنيران البحرية الأمريكية، أثناء محاولتهم الصعود إلى سفينة الحاويات ميرسك هانغتشو التي طلبت حمايتها، يمثل "مرحلة جديدة في الأزمة".
وتطرق التقرير إلى ما كتبه الكاتب جوليان بورجر الأحد الماضي من أن "الشرق الأوسط ينزلق نحو شفا حرب إقليمية" منذ 7 أكتوبر و"أظهر الأسبوع الماضي كيف أن حافة الهاوية التي كانت تمنعه من تلك الهاوية يمكن أن تنهار بسرعة".
ولفت إلى أنه إذا استمر التهديد في البحر الأحمر، فمن المرجح أن تستمر شركات الشحن التي تتجنب المنطقة بالفعل في القيام بذلك، مع حذو المزيد من الشركات حذوها.
كما لفت إلى أن أسعار النفط العالمية لم تتأثر حتى الآن بشكل كبير بالأزمة، وتراجعت الأسبوع الماضي بسبب الاعتقاد بإعادة فتح الطريق. وأي شعور بأن التهديد يتزايد مرة أخرى مع عدم وجود استراتيجية خروج فعالة يمكن أن يدفع إلى هذا التغيير.
ونوهت “الجارديان” بأن الحوثيون لم يظهروا أي علامة على الردع، حيث قالوا مؤخرًا إنه ما لم يتم السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وتوقف إسرائيل عن هجماتها، فإنهم لن يتوقفوا عن مضايقة السفن "حتى لو نجحت أمريكا في تعبئة العالم بأسره".
في هذا السياق، رجحت الصحيفة أنه إذا لم تغير أحداث الأحد هذه الحسابات، فقد تقرر الولايات المتحدة أخيرا مهاجمة أهداف في اليمن، مما يزيد من التوترات مع إيران، ويخلق خطر المواجهة الأوسع.
كيف تستجيب شركات الشحن؟
علقت سبع من أكبر عشر شركات شحن في العالم، بما في ذلك شركة بريتيش بتروليوم والشركة الألمانية هاباج لويد، استخدام قناة السويس والبحر الأحمر نتيجة للأزمة.
وكانت شركة ميرسك قد استأنفت عملياتها في المنطقة قبل أسبوع لكنها أوقفتها مرة أخرى بعد الهجوم على هانغتشو.
وفي حين استأنفت سفن أخرى الخدمة بعد أن نظمت الولايات المتحدة تحالفا بحريا لحماية المنطقة "حارس الازدهار"، فإن العديد من سفن الحاويات لا تزال تستخدم طرقا بديلة، حيث تسافر العديد من السفن من آسيا إلى أوروبا حول جنوب إفريقيا بدلا من ذلك، وهي رحلة يمكن أن تستغرق ما يصل إلى أسبوعين أطول.
وجدت البيانات الصادرة الأسبوع الماضي عن شركة "فليكس بورت"وهي شركة لوجستية عالمية، أن نصف سفن الحاويات كانت تتجنب المنطقة، وهو ما يمثل حوالي 18% من سعة الحاويات العالمية.
وهذا يؤدي إلى ارتفاع التكاليف، مع رسوم إضافية تبلغ حوالي 5000 دولار (3927 جنيهًا إسترلينيًا) لكل حاوية 40 قدمًا من المرجح أن تدفع الأسعار إلى ثلاثة أضعاف ما كانت عليه قبل بدء الأزمة.