لماذا اُغتيل العارورى بعد 75 دقيقة من تصريح إسماعيل هنية؟
نفذت إسرائيل عملية اغتيال لصالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية، مساء اليوم، حيث استهدفت مكتبه في الضاحية الجنوبية في لبنان.
واستخدمت إسرائيل طائرة دون طيار في تنفيذ عملية الاغتيال، حيث أطلقت صواريخ دقيقة للغاية، استهدفت الشقة خلال وجود العاروري وعدد من قيادات الجناح العسكري للحركة.
اختيار إسرائيل لتوقيت اغتيال العاروري
وركزت إسرائيل في تنفيذ عملية اغتيال العاروري على توقيت مثير، من شأنه تضخيم الاستفادة التي خططت لها، حيث إن الانتقال إلى تنفيذ عملية نوعية مع استمرار الحرب في قطاع غزة يمثل مرحلة جديدة من الصراع.
وجاء توقيت تنفيذ إسرائيل لعملية اغتيال العاروري لافتًا، حيث سبقه كلمة أدلى بها إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، حول أمن قادة الحركة، والمفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق النار في غزة، والذهاب إلى صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين.
وتحدث هنية حول عدم وجود ضرر طال قادة حماس، حيث أكد أن كافة قيادات حركة حماس، سواء في الداخل أو الخارج، بخير وفي أمان.
75 دقيقة بعد تصريحات إسماعيل هنية
وكان تصريح هنية ردًا على التصريحات التي تصدر من المسئولين الإسرائيليين حول أنهم يستهدفون قيادات حماس، وأنهم على قوائم الاغتيالات، لا سيما يحيى السنوار رئيس الحركة داخل غزة.
وبعد مرور نحو 75 دقيقة على تصريح إسماعيل هنية، أُعلن عن اغتيال العاروري داخل مكتب الحركة في لبنان عبر صواريخ أطلقتها طائرة مسيرة، اخترقت الأجواء اللبنانية ووصلت إلى الضاحية الجنوبية في بيروت، والتي يتواجد فيها حزب الله.
واختارت إسرائيل ذلك التوقيت ليُخدّم على مصالحها، لا سيما داخليًا، حيث يمكنها الآن أن تتحدث عن تحقيق أهداف كبرى في حربها ضد حماس وإيران، وعلى جبهتين مختلفتين في الوقت ذاته.
لماذا اغتالت إسرائيل "العاروري" بعد كلمة هنية؟
ذلك الحديث الإسرائيلي عن تحقيق "أهداف كبرى" باغتيال العاروري وتنفيذ عملية نوعية داخل لبنان يهدف إلى تهدئة الرأي العام الغاضب من الفشل المتكرر الذي يواجهه المستوى الأمني والسياسي في الحرب ضد غزة.
وتوقيت تنفيذ العملية أيضًا سوف يستغله بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، جيدًا، فسيروج لنجاح سياسته وتفكيره وخطواته، وكل ما يفعل لتحقيق الأهداف الأمنية والسياسية التي يرجوها الشارع الإسرائيلي.
استغلال نتنياهو لدقة وتوقيت العملية يهدف إلى رفع شعبيته التي تدنت بشكل غير مسبوق في استطلاعات الرأي الإسرائيلية، ومن ثم الإبقاء على فرصه في الاستمرار بالحياة السياسية.
على الجانب الآخر، كشف مسئولون أمريكيون وإسرائيليون عن أن إسرائيل وحدها هي من تقف خلف عملية اغتيال العاروري في لبنان، ولم تخطر أمريكا بذلك مسبقًا، حسبما نشر موقع "أكسيوس" الأمريكي.
وأوضحت تلك المصادر أن إسرائيل أبلغت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بالعملية إثناء تنفيذها بالفعل، وليس بشكل مسبق.