مجدي نصار: ما وراء الكتابة سيرة أدبية كتابية خلقت أساطيرها الخاصة
أكد الكاتب مجدي نصار، خلال مناقشة كتاب “ما وراء الكتابة” لإبراهيم عبد المجيد، أن الكتاب اتكأ على 4 مستويات لم تخل إحداها بالأخرى أو لحسابها.
وتحدث مجدي نصار عن هذه المستويات التي حكمت تجربة إبراهيم عبد المجيد الإبداعية كانت تسير بالتوازي مع بعضها.
وأوضح “نصار” هناك صراحة ووضوح ظهرت في كتاب ما وراء الكتابة عن إبراهيم عبد المجيد، حيث يذكر المواقف التي تأثر بها والموسيقي التي حركته، فمثلا قال أنه كان حائرا في اسم أحد أبطاله وكان يستمع للراديو وهو يفكر في اسم لبطل الرواية، عندما انتهت الأغنية وسمع اسم الموسيقار فأخذه وأطلقه علي بطل روايته، كما ذكر أنه قابل أشخاص حقيقيين ومختلفين خلال حياته فمزجهم في شخصية روائية واحدة.
ولفت مجدي نصار إلى أن اعترافات إبراهيم عبد المجيد في كتابه ما وراء الكتابة لا تقل عن الاعترافات والسير الذاتية التي ننبهر بها وتحقق مبيعات أكثر، وهو ما يدل علي أنه أيضا قدم درسا في الكتابة كونه ناقدا أيضا، من خلال الأحكام النقدية التي قدمها في الكتاب وخرجت في نفس الوقت من الأدب، إلى الشعر والموسيقي.
كما تحدث الكاتب مجدي نصار، خلال مناقشة كتاب ما وراء الكتابة لإبراهيم عبد المجيد، بالمركز الدولي للكتاب، عن إبراهيم عبد المجيد المفكروالفيلسوف، وهو ما يتضح في آراءه التي قدمها في السياسة والتحولات المجتمعية، وهو ما كان عليه أن يفعله، فالكتابة كمنتج خيالي في النهاية لم يأت من فراغ، بل كانت نتاج تجربة واقعية مر بها إبراهيم عبد المجيد الإنسان بشكل عفوي، وهو اليوم بعدما بلغ هذه السن وكتب هذا الكتاب أصبح مفكر قادر علي أن يحكم علي تجربته، وقد حافظ علي التوازن بين الأربع مستويات التي صبغت تجربته الإبداعية والإنسانية.
كما تناول الكاتب مجدي نصار، المستويات اللغوية في إبداع إبراهيم عبد المجيد خاصة كتابه ما وراء الكتابة، والتي تتماشي مع المستويات الأربع وتتوازي معها والتي تميزت بها تجربة إبراهيم عبد المجيد، ما بين إبراهيم عبد المجيد الإنسان الذي يقف من حين لآخر ليحكم علي الحقبة التي عاشها سواء كإنسان أو ككاتب.
وشدد مجدي نصار علي أن المستويات اللغوية في تجربة ما وراء الكتابة، متعددة، فهو قاص ضمن الكتاب ثلاثة قصص قصيرة مع شهرته كروائي خشي أن تضيع هذه القصص فضمنها في الكتاب، وتعدد المستويات اللغوية مع تعدد وجوه إبراهيم عبد المجيد، فهو إنسان يحكي عن طفولته وتجاربه وحياته، بينما إبراهيم المفكر يتحدث عن أحكامه الفلسفية عن هذه الحياة، وإبراهيم الأديب يحكي ويكتب لغة أدبية شعرية، وإبراهيم الناقد يحكي بلغة نقدية مستخدما مصطلحات نقدية للمدارس التي يعرفها ليستطيع الحكم بها.
أما المستوي الخامس في مستويات إبراهيم عبد المجيد اللغوية فهو، الخاص بالشخصيات التي تظهر داخل الرواية وتستخدم العامية، ضفر إبراهيم عبد المجيد هذه المستويات اللغوية والكتابية في تدفق الحكي، حتي أنه صار حارس بوابة الحكي وخلق أساطيره الخاصة به.