المطران جورج خضر: العيد سياتي حتما ولكن علينا التوبة قبله
تستعد كنيسة الروم الارثوذكس، كبقية الكنائس الغربية للاحتفال بعيد الميلاد المجيد يوم 25 من شهر ديسمبر الجاري، وعلى خلفية الاحتفالات قال المطران جورج خضر مطران الروم الارثوذكس في لبنان إن العيد آتٍ. ولكن هل أنت ذاهب إليه؟ هل تريد مِثل الرعاة أن تتبِعَ الصوت الإلهي القائل:"المَجدُ لله في العُلَى وعلى الأرضِ سلامٌ"؟.
أهمية التوبة قبل العيد
إذا رعيت خطاياك فاذهب بها إلى قدمي السيد وارمها هناك لتتمكن من رؤية مجد الله ساطعًا لا في السماء بل فيك لتتقبل في نفسك سلامًا.
وإذا لم تحصل لك الرؤية تبقى ساعيًا إلى ما أُلصق بالعيد من أزياءِ الغرب: شجرة ومغارة وهدايا وسهرة، وقد يُعفيك هذا من التغني بيسوع في سر تواضعه وسر سطوعه. أرجو الاّ تُفضل سطحيات الميلاد على أعماقه وأن تقرر الغوص على ينابيعِ المياه الحية المتفجرة في قلب الله.
انت تعرِف ما يرويه الإنجيل عن الميلاد في بشارتي متى ولوقا. المهِم وراء ما تقرأ. فمما تقرأ أن الرب ولد في مذود بين البهائم. قلبي وقلبك مذود، مأوى لحيوانية الخطيئة. في هذا القلب يريد المسيح أن يولد اليوم. أَدركت الكنيسةُ هنا المعنى لما رتلت عشية العيد: "اليوم يولد من البتول الضابط الخليقةَ بأسرِها في قبضتِه". وإذا وُلد المسيح فيك بسبب من الرِضا الإلهي عليك لا تبقى مذودًا لحيوانية الخطيئة بل تصير نفسك بتولاً. فإذا أنت تخليت عن كل شيء يَستعبدك لهذه الدنيا، تَستعِد نفسك المفقودة إلى بهاء عذريتها.
الأمر الحاصل معنا هو الآتي أن المسيح يظهر لك في وقت ما من حياتك نورًا للعالَم. إذا وهبك العيد أن تحس إن ضياء المسيح يمكن أن يدخل إلى قلبك فافتح نوافذه ليرتاح إلى المسيح.
الميلاد موسم نذوق فيه المسيح. "وُلِدَ لكُمُ اليومَ مخلِّصٌ في مدينة داود هو المسيح الرب" (لوقا 2: 11). يَختبر هذا المخلَّص من وُلد المخلِّص في قلبه فصار به "خليقةً جديدة". أَلاَ جعل اللهُ هذا العيد مولِدًا لنا في النور.