رسائل محمد كرد علي توضح الدور الحقيقي لأعلام النهضة
رسائل محمد كرد علي إلى أنستاس ماري الكرملي 1906- 1944، عنوان أحدث إصدارات دار الرافدين للنشر والتوزيع، حققها وقدم لها وعلق عليها حسين محمد عجيل.
رسائل محمد كرد علي توضح الدور الحقيقي لأعلام النهضة
يشير “عجيل” في تقديمه لكتاب رسائل محمد كرد علي لأنستاس ماري الكرملي، إلي أنه: لا يزال عصر النّهضة العربيّة الحديثة يُشكِّل موضوعًا ثريًّا للباحثين. فجملة من قضاياه الفكريّة، تحمل حتّى الآن بعضَ عناصر جِدَّتها. وكثير من مفاصله، بحاجة إلى مزيدٍ من الدّراسات التي تَجلو غوامضه، لتوضيح الدّور الحقيقيّ لأعلامِ النّهضةِ، وبيانِ موقعهم من الأصالة.
من هنا تأتي أهمية نشر رسائل كرد إلى الأب أنستاس الكرملي، والتي بقيت بعيدةً عن مُتناول الباحثين أكثر من نصف قرن، وتسلِّط الأضواءَ على الصّلات العميقة بين العلّامتين الجليلين، وحضورهما المُؤثّر في الحياة الثّقافيّة العربيّة.
ستكون هذه الرّسائل الإحدى والأربعين، التي تنشر لأوّل مرّةٍ، من جملة المصادر الأساسيّة في دراسة حياة هاتين الشّخصيّتين والكشف عن دورهما في إغناء الثّقافة العربيّة، خصوصًا وأنّها تغطّي 38 عامًا هي المرحلة الأكثر نضجًا وثراءً في حياتهما.
إطلالة علي عالم المفكر محمد كرد علي
محمد كرد علي، (1876ــ 1953)، أحد المفكرين المعاصرين القلائل ممن روجوا في العصر الماضي إلي نوع من العلمانية ــ الإسلامية المعاصرة، وبشكل عضوي ومركز كما يقول الباحث الفلسطيني سليم تاماري في كتاب يتناول أحوال سوريا في خضم الحرب العالمية الأولي.
عاش محمد كرد علي في القاهرة سنة 1901 لابثا فيها حقبة قصيرة في تحرير جريدة “الرائد المصري” ويعود أدراجه إلي دمشق بعد تفشي الطاعون في القاهرة، وتبدأ فترة من الاضطرابات والملاحقات من البوليس التركي له، إذ أن محمد كرد علي لم يوقر الأتراك وطال ولاتهم بالنقد اللاذع في مقالاته كافة.
ويعود محمد كرد علي إلي القاهرة مرة أخري عام 1906 وينشر “المقتبس” المجلة الأشهر وقتها بعد جريدة “الجوائب”، التي أنشأها أحمد فارس الشدياق، وطار صيتها في الآفاق.
نشر محمد كرد علي في المقتبس البحوث العلمية والأدبية والتاريخية، كما تولي في الوقت ذاته تحرير جريدة “الظاهر” اليومية، ولما أغلقت دعاه الشيخ علي يوسف صاحب جريدة “المؤيد”، إلي التحرير فيها فعمل فيها حتي سنة 1908 حيث غادر القاهرة إلي الشام.