العدوان على غزة وأمن الطاقة العالمي يسيطران على اليوم الأول لقمة المناخ
انطلقت أعمال قمة أطراف المناخ الثامنة والعشرون COP28، اليوم الخميس، في الإمارات بعد أن سلمت مصر رئاسة القمة، وأصبح المسرح العالمي جاهزًا لبدء جولة جديدة من المفاوضات الدولية لمواجهة تغيرات المناخ، واشتعال المعركة حول خفض الفحم والنفط والغاز مرة أخرى، كما يتم عقد القمة في ظل أزمات جيوسياسية قوية على رأسها العدوان الإسرائيلي على غزة والذي يهدد أمن الطاقة العالمي.
خلاف حول التخفيض أو التخلص التدريجي الوقود الأحفوري
وذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، أنه في قلب المناقشة التي تجري اليوم في دبي هناك عبارة واحدة ما إذا كان النص النهائي ــ اتفاق دبي للمناخ الذي ستوقع عليه البلدان ــ سوف يتضمن دعوة إلى "التخفيض التدريجي" أو "التخلص التدريجي" من الوقود الأحفوري.
وتابعت أنه بالنسبة للعالم الخارجي، قد يبدو هذا فارقًا لغويًا بسيطًا، ولكن على طاولات المفاوضات، كان أحد أكثر القضايا التي نوقشت بشدة في السنوات الأخيرة وانعكاسًا للصراع الأيديولوجي بين ما يقرب من 200 دولة مشاركة.
يقول آرتي خوسلا، مدير مؤسسة اتجاهات المناخ البحثية، ومقرها دلهي: "اللغة والرمزية هما الجزء الأكثر أهمية في الجغرافيا السياسية".
وأوضحت الصحيفة أن قمة المناخ Cop28 تواجه بالفعل خلفية جيوسياسية متوترة، حيث يؤدي العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى تفاقم المخاوف المتعلقة بأمن الطاقة.
القمة تأتي بعد أشهر من المزيد من الظواهر المناخية المتطرفة
وتابعت أن القمة تأتي أيضًا بعد أشهر من المزيد من الظواهر المناخية المتطرفة، حيث يبدو أن عام 2023 في طريقه لأن يكون العام الأكثر سخونة في تاريخ البشرية، مع الكثير من العواصف وحرائق غابات المدمرة في جميع أنحاء العالم، ما يشير إلى أن تداعيات تغير المناخ أسوأ بالفعل مما توقعه العلماء، والرسالة واضحة: يجب على البلدان أن تتوقف عن حرق الوقود الأحفوري المسؤول عن معظم التلوث الكربوني الذي يؤدي إلى تسخين الكوكب.
وأوضحت الصحيفة أنه بشكل عام، دعت الجزر الصغيرة والبلدان النامية التي تواجه أسوأ ما في أزمة المناخ إلى "التخلص التدريجي" - في حين تظل الاقتصادات الكبيرة، التي تعتمد على النفط والغاز، حذرة، حيث كشفت المفاوضات عن انقسامات عميقة بين الدول الغنية حول هذه الأزمة.
وتابعت أنه خلال العام الماضي وفي قمة المناخ التي استضافتها مصر COP27، دعمت أكثر من 80 دولة بما في ذلك الهند، اتفاقًا للتخلص التدريجي من جميع أنواع الوقود الأحفوري، في محاولة لوضع ساعة موقوتة ليس فقط على الفحم ولكن أيضًا على النفط والغاز، ومع ذلك، تم حظر هذا الاقتراح من قبل العديد من الدول المتقدمة ولم يصل إلى الصفقة النهائية.
وأضافت أنه قبل أن تبدأ المفاوضات في الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف هذا العام، هناك بالفعل دفعة متجددة للتخلص من الفحم - وهو وقود حيوي للدول النامية مثل الهند والصين، ولكن العالم الغربي، بعد أن جنى فوائد لعدة قرون، تحول بعيدا عنه.
وقالت ميلاني روبنسون، مديرة برنامج المناخ العالمي في معهد الموارد العالمية: "بغض النظر عن الصياغة الدقيقة التي توصل إليها المفاوضون، فإن العمل الأكثر أهمية سيبدأ عندما تعود القادة إلى بلدانهم ويتعين عليها دعم أقوالها بأفعال حقيقية.