سلاح جيد.. كيف أثرت المقاطعة على الصناعة المحلية في مصر؟
ألحقت المقاطعة التي قادها المصريون تجاه المنتجات التي تدعم الكيان الصهيوني منذ بدء معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية حماس، خسائر كثيرة بكبرى العلامات التجارية، وفي الوقت نفسه صبت في صالح المنتجات المحلية.
وصعدت أسهم تلك المنتجات المحلية مؤخرًا كنتيجة طبيعية للإقبال عليها، في مقابل انخفاض مبيعات المنتجات التي تدعم إسرائيل والتي تعتبر فرصة من أجل تعزيز ودعم الصناعة في مصر والمنتجات المحلية.
هبوط مبيعات ماكدونالدز
ويعد مطعم المأكولات السريعة الشهير ماكدونالدز أحد المطاعم الداعمة للكيان الصهيوني بشكل صريح ما دفع كثيرون لمقاطعتها، وتأثرت مبيعات الشركة في مصر بقوة بسبب حملات المقاطعة الشعبية التي تشهدها البلاد.
وبحسب وكالة رويترز، قال موظف في إدارة شركة ماكدونالدز في مصر، إن مبيعات الامتياز المصري في شهري أكتوبر ونوفمبر قد انخفضت 70% على الأقل مقارنة بنفس الأشهر من العام الماضي.
وأوضح الموظف أن الشركة بالكاد تعمل على تغطية مصاريفها التشغيلية، حيث انتشرت حملات مقاطعة شعبية في عدة بلدان عربية وعلى رأسها مصر بعد اندلاع الحرب في غزة خلال أكتوبر الماضي.
فكيف يمكن للصناعة المحلية تحقيق أقصى استفادة مما حدث للمنتجات المستوردة من مقاطعة؟ وهل بالفعل حققت المقاطعة خسائر في أرباح الماركات العالمية؟. «الدستور» تحدثت مع عدد من الخبراء في ذلك الشأن.
هدى الملاح: «المقاطعة إيجابية من كل النواحي على المستوى الاقتصادي»
الدكتور هدى الملاح، مدير عام المركز الدولي للاستشارات الاقتصادية ودراسات الجدوى الاقتصادي، توضح أن المقاطعة هي تحرك شعبي إيجابي من كل النواحي، لأنها تعدل ميزان الاستيراد والإنتاج ما يساهم في أزمات كثيرة.
تقول لـ«الدستور»: «المقاطعة لها فائدة تصب في صالح المنتج المحلي، والذي يزيد الطلب عليه في الوقت الحالي كما أنه يشجع المنتجين على زيادة المنتجات لتكون السلع المحلية بديلة للسلع المستوردة مع مرور الوقت».
ترى أن لها فائدة أيضًا في مصلحة البطالة والتشغيل لأن زيادة الإنتاج يحتاج إيدي عاملة، ما يؤدي إلى خفض معدل البطالة، مبينة أن المنتجات المصرية تصب في صالح خفض معدلات التضخم لأن استيرادا السلع من الخارج تتكلف تدفقات دولارية من ميزانية الدولة.
تضيف: «بالتالي حين يكون هناك مقاطعة ستنخفض أسعار المنتجات المحلية وهو ما تصبو إليه الدولة في الوقت الحالي، وخفض معدل الأسعار والتضخم، كما أنه توفر العملة الصعبة لأن الاعتماد على المحلي يؤدي إلى زيادة المعروض من الدولار وهو أمر إيجابي يؤدي إلى انخفاض سعر الصرف الأجنبي».
ماذا فعلت الشركات؟
وصب ذلك الأمر في صالح المنتجات المحلية التي زادت من الإيدي العامة والإنتاج، حيث تحركت العديد من الشركات المحلية للإعلان عن منتجاتها والاستفادة من الزخم المصاحب لحملة المقاطعة.
مثل شركة مشروبات غازية مصرية تأسست منذ عام 1920، أعلنت أنها حققت مبيعات ضخمة أخيرًا وستفتح خطوط إنتاج جديدة وتعمل على تحسين منتجاتها بشكل أكبر.
فيما دفعت المقاطعة العديد من الماركات العالمية للإعلان عن تخفيضات كبيرة في أسعار منتجاتها، وتحدث البعض عن تكبدهها خسائر بملايين الدولارات، بينما لجأت شركات أخرى لإصدار بيانات تؤكد عدم دعمها لأي دولة أو جهة حكومية ورفضها تمامًا للعنف، وأعلن وكيلها عن تبرع مالي للشعب الفلسطيني.