شقيقة إسراء الجعابيص لـ"الدستور": الإفراج عن "أيقونة الأسيرات الفلسطينيات" اليوم
قالت شقيقة إسراء الجعابيص، الأسيرة الفلسطينية في سجون الكيان الصهيوني، إحدى أيقونات السيدات الفلسطينيات داخل السجون الإسرائيلية منذ عام 2015، إنه من المقرر الإفراج عن شقيقتها اليوم، بعدما تم وضع اسمها في صفقة تبادل الأسرى والرهائن بين حركة "حماس" والاحتلال الإسرائيلي، موضحة أن اسم شقيقتها لم يدرج في كشوف المفرج عنهم أمس، ولكنه من المقرر أن يفرج عنها اليوم.
وعبرت شقيقة الجعابيص في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، عن سعادتها باقتراب الإفراج عن شقيقتها، مؤكدة أنها لن تثق في قرار الإفراج عنها لحين رؤيتها خارج السجن، لأن الإسرائيليين ليسوا أصحاب عهود، فهم خونة ومناقضون لكل عهودهم.
القبض على إسراء الجعابيص
وتعد إسراء من أيقونات السيدات الفلسطينيات داخل السجون الإسرائيلية، اعتقلت بعد انفجار سيارتها في أكتوبر 2015، وتعرضت لحروق أكثر من 60% من جسدها، بالقرب من حاجز الزعيم شرق القدس المحتلة، لتصبح بين ليلة وضحاها من وجهة نظر إسرائيل "مجرمة"، وتحاكم بتهمة محاولة تنفيذ عملية دهس.
تفاصيل اعتقال إسراء جعابيص
كانت إسراء جعابيص، في يوم واقعة اعتقالها متوجهة في طريقها من مدينة أريحا إلى مدينة القدس، وهي تحمل جزءًا من أغراض منزلها الجديد، ومن بينها أنبوبة غاز وجهاز تلفاز، وعندما وصلت على بعد 1500 مترًا من حاجز الزعيم، وكانت تنقل بعض أغراض بيتها إلى سكنها الجديد بالقرب من مكان عملها، وفي ذلك اليوم كانت تحمل معها أنبوبة غاز فارغة وجهاز تِلفاز، وحسب ما ذكرت إسراء للمحققين كانت تشغل المكيف ومسجل السيارة، وتعطلت سيارتها قرب مستوطنة معاليه أدوميم، ووقفت إلى جانب الطريق، وجاء شرطي إسرائيلي وطلب منها فتح الشباك ليكلمها، فأجابته أنها لا تستطيع فتح النافذة، مضيفة: "أكاد أختنق من رائحة تنطلق من داخل السيارة".
وبعد أن تمكنت إسراء جعابيص من الخروج وفتح باب السيارة، قام الشرطي برميها داخلها وأطبق الباب على يدها الشمال، وفجأة اشتعلت النيران من داخل السيارة، وانفجرت الوسادة الهوائية بجانب المقود، وبينما حاولت إسراء جعابيص طلب سيارة الإسعاف، استنفرت شرطة الاحتلال وجنودهم ولم يسمحوا بوصول الإسعاف لمساعدتها.
اعتقالها من المستشفى وبتر أصابعها
وحتى بعد أن حصلت إسراء جعابيص على المساعدة، وتم نقلها إلى المستشفى، قيد جنود الاحتلال قدميها ويديها، كما لو أنها "مجرمة"، وتم بتر أصابعها بشكل شبه كامل.
وقالت شقيقة إسراء جعابيص، إن المستشفى أحضروا مجندة بأصابع جميلة ومطلية بالأحمر، وسألتها: "ما رأيك بأصابعي؟"، فأجابت إسراء جعابيص بأنها جميلة، فردت المجندة: "إنت ما عندك أصابع"، فلما أنكرت إسراء جعابيص هذا، وأجابت بأن لديها أصابع، حاولت النظر إلى أصابعها وهي مقيدة إلى السرير، في تلك اللحظة، قالت المجندة: "تستحقين بتر أصابعك".
إعلام الاحتلال
وكانت شرطة الاحتلال قد أعلنت في البداية أنه حادث سير عادي، ولكن الإعلام العبري تناول الخبر على أنه استهداف لجنود الاحتلال، ورغم اكتشاف المحققين للتلفاز مع أنبوبة الغاز الفارغة، الذي أكد أن الانفجار جاء من الوسادة الهوائية في السيارة، إلا أن المخابرات الإسرائيلية ادعت أن إسراء جعابيص كانت في طريقها لتنفيذ عملية.
المحاكمة ومنع نجلها من زيارتها
وعقدت لإسراء جعابيص عدة جلسات من داخل المستشفى؛ لصعوبة نقلها إلى المحكمة بسبب حالتها الصحية الحرجة، ووجهت لها لائحة اتهام بمحاولة تنفيذ عملية وقتل إسرائيليين، واستدلت نيابة الاحتلال لهذا ببعض العبارات المنشورة على صفحتها على فيسبوك.
وبعد مداولات ونقاشات داخل المحاكم الإسرائيلية استمرت لعام كامل، حُكم على إسراء جعابيص بالسجن مدة 11 عامًا، وغرامة مالية مقدارها 50 ألف شيكل، وصدر الحكم في 7 أكتوبر 2016، وتم نقلها إلى سجن هشارون للأسيرات، ومنع الاحتلال زيارة عائلتها لها عدة مرات، ومن ذلك منع طفلها معتصم من زيارتها، الذي كان ابن 6 سنوات عند اعتقال والدته إسراء جعابيص.
الامتناع عن علاجها
سحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي بطاقة التأمين الصحي من الأسيرة إسراء جعابيص، في اللحظة التي تم فيها إصدار قرار الحكم عليها وامتنع الاحتلال عن إجراء العمليات الجراحية اللازمة للتخفيف من أوجاع إسراء جعابيص الشديدة لتتواصل معاناتها على مدار 8 سنوات دون اكتراث.
وفي عام 2022، رفضت المحكمة المركزية للاحتلال، الالتماس الذي قدمه "أطباء لحقوق الإنسان"، لإجراء عملية اعتبرها الأطباء ضرورة طبية، ثم رفضت المحكمة العليا الإسرائيلية الاستئناف الذي تم تقديمه على قرار المحكمة المركزية.
وتزامن القرار القضائي بحرمان إسراء جعابيص من العملية مع رفض إدارة سجون الاحتلال دفع كلفة العملية الجراحية للتخلص من التبعات الصحية للحروق على جسدها، إذ أوصى أطباء إسراء جعابيص بإجراء سلسلة من العمليات في يدها وأنفها، ولكن بعد التوجّه إلى المحكمة، أعلنت إدارة السجون بأنها ستقوم بتمويل عمليتين في يدها، في حين رفضت تمويل عملية الأنف، رغم أنها متوافرة ضمن الإجراءات الصحية التي يحقّ للأسرى الحصول عليها، وبررت إدارة السجون قرارها بأن "العملية تجميلية وليست ضرورية".