محاولات داخل حكومة الاحتلال لـ"إفشال الهدنة".. و"التصويت" يحسم الأمر
تسعى حكومة الاحتلال الإسرائيلي لإفشال ووقف تنفيذ اتفاق الهدنة الذي جرى التوصل إليه بوساطة مصرية قطرية أمريكية، لتبادل الأسرى والمحتجزين بين تل أبيب وحركة حماس ووقف إطلاق النار لمدة 4 أيام قابلة للتمديد في قطاع غزة.
تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، كشف عن كواليس ما يجري داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن اتفاق الهدنة، وأن هناك رفض ومحاولات بعض الوزراء تأخير تنفيذها، رغم صدور قرار من جانب تل أبيب بالموافقة عليها أمس الأربعاء.
مخاوف حكومة الاحتلال من الهدنة
وأشار تقرير الصحيفة الأمريكية، إلى سعي مجموعة يتزعمها يوآف جالانت، وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي، إلى تأخير وقف إطلاق النار وإطلاق سراح 50 محتجزًا مقابل 150 أسيرًا فلسطينيًا تحتجزهم إسرائيل؛ بسبب الخوف من أن يؤدي ذلك إلى إبطاء زخم الحرب، والسماح لـ"حماس" لإعادة تجميع الصفوف وصرف الانتباه الدولي عن الأشخاص الـ190 المتبقين المحتجزين في غزة.
ولفت إلى أن مجموعة أخرى ضمت ديفيد بارنيا، رئيس الموساد، وكالة المخابرات الخارجية الإسرائيلية، الذي قاد المفاوضات لصالح إسرائيل، مشيرة إلى أن الصفقة أفضل من لا شيء، وأن الحرب يمكن أن يستمر بعد وقف إطلاق النار القصير، وفقًا لأربعة من كبار المسئولين الأمنيين تحدثوا.
وبيّن أن المجموعة الأولى الرافضة للهدنة كان لها اليد العليا في البداية وأقنعت نتنياهو بتأجيل التصويت في مجلس الوزراء الذي كان من المقرر إجراؤه في 14 نوفمبر، وفقًا لثلاثة من المسئولين، وأعربوا عن أملهم في أن يؤدي المزيد من الضغط العسكري إلى منح إسرائيل المزيد من النفوذ على طاولة المفاوضات، ما يسمح بإطلاق سراح المزيد من المحتجزين.
لكن المجموعة الثانية فازت في النهاية، ما دفع نتنياهو إلى إجراء التصويت في وقت مبكر من صباح أمس الأربعاء، ومهد الطريق لهدنة لمدة أربعة أيام وتبادل للمحتجزين والأسرى الفلسطينيين، يمكن أن يبدأ هذا الأسبوع.
وقال مسئول دفاعي كبير من المجموعة الأولى، إن أعضاءها غيروا رأيهم لأن الشروط التي تمكنت إسرائيل من الحصول عليها في الصفقة الموقعة كانت أفضل بكثير من تلك التي كانت موجودة قبل أسبوع.
وأوضح التقرير، أن الاتفاق جاء في الوقت الذي واجه فيه نتنياهو ضغوطًا متنافسة في الداخل والخارج، ودفعته إدارة بايدن للموافقة على صفقة المحتجزين وهدنة مؤقتة وسط تزايد القلق الدولي بشأن العدد الكبير من القتلى والأزمات الإنسانية الناجمة عن القصف الإسرائيلي الذي استمر 47 يومًا وغزو غزة الذي استمر أربعة أسابيع.
