الكاتبة يوسي حنا عن كتابها "جروح مضمدة": أكتب حتى أنجو
في كتابها "جروح مضمدة"، تسعى الكاتبة يوسي حنا، إلى مشاركة تجربتها في التعافي من الألم النفسي مع القرأ، فمن واقع خبرة شخصية تتحدث الكاتبة عن "فرصة للشفاء" لمن يخضون معاركهم مع مشاعر الحزن والاكتئاب.
وتحدثت دكتورة يوسي حنا، مع "الدستور" حول كتابها "جروح مضمدة"، قائلة: أكتب حتي أنجو وحتي أستطيع أن أعبر عن نفسي ومشاعرى من خلال الكتابة، كما إنني اكتب حتي أساند وامنح غيري فرصة للشفاء من خلال سكب المي علي الورق ووضع كلماتى في جمل ورحلتي في التعافي في سطور وأسردها في صورة مبسطة وعملية بعيدةعن التعقيد والكلمات المنمقة.
وتضيف يوسي حنا: أكتب عن تجارب ومشاعر عَبرت بها فتخرج الكلمات حقيقية عن طريق مشاعر معاشة وتجارب مختبرة حقيقية، ولأحكي كيف صاغت مني التجارب إنسان أكثر حكمة وكيف زادني الألم نضجًا وجعل من حياتي معني.
وأشارت الكاتبة، أنه في كتابها "جروح مضمدة" تنظر إلى الألم بطريقة مختلفة، وبطريقة لم يتجرأ احد ان يخبرنا عنها، كما تغوص في أعماق النفس البشرية، لتستكشف الجوهر والباطن، واصفة حديثها: "ابحث معك عنك وأريك جانب منك لم تكن تعلم أنه موجود فأردت انا أكون لكل شخص مهمش منطوي حزين كئيب متألم الشخص الذي طالما يبحث عنه".
وفي إحدى فصول الكتاب، تتناول الكاتبة يوسي حنا، نظريتها في "الرفق واللين" مقدمة نصائحها وخلاصة تجربتها للقرأ، وعن هذا الفصل تقول: لا نستطيع أن ننجو من الألم مالم نتعامل معه بالرفق واللين حتي اذا باغتنا األم مفاجيء نكن كالغصن الذي يتمايل مع الريح، فلا تكن صلبًا حتي لا تُكسر بل اسمح بمرور الألم من خلالك.. فاقبل الألم وافهم الرسالة التي اتي بها إليك.
ومن مقدمة الكتاب:
الكتاب عبارة عن رحلة تعافي من الألم النفسي ممنهجة وعملية بخطوات بسيطة من واقع خبرات شخصية، وذلك من خلال تجربتي مع الألم النفسي ومواقف حقيقية مؤلمة عبرت بها، يعقبها رحلة طويلة من التعافي ومن منطلق ان الألم هو افضل معلم.. اقدم لكم عصارة خبرتي مع الألم.. فقد قمت بكتابته في أصعب أيام حياتي عندما شعرت بأن كل ما يعطي لحياتي معنى فُقد مني، فصغت لكم خلاصة الرحلة وكيفية النجاة والتعافي منها ووضعت خطة لرحلة علاج الألم النفسي والاكتئاب.
ولن يكون القارىء أول من يقوم بتجربتها، فقد وضعت نفسي موضع فأر التجارب من أجلكم حتى أجرب كل ما سردته وكتبت عنه في هذا الكتاب، فسيكون بمثابة نور لكثير من المكتئبين كقشة يتعلق بها أحدهم، وهو يعلم أنها ستنقذه، وكفنار في ليل مظلم، لن تشعر أنك الوحيد من مر بهذا، بل أيضًا ستشعر وكأن يدًا تربت على كتفك. أريد أن أوقف انتشار المرض النفسي ليس وكأنه بمقدوري، ولكن بذلت كل ما في وسعي من حلول عملية وأفكار وطرق من أجل ذلك في هذا الكتاب.
وكتبت عن أصعب المواقف التي يتعرض لها الإنسان، وتحدثت عن المرض النفسي كما لم يشرحه أحد لنا من قبل، وسردت كل تفاصيل يحتاج القارىء إلى معرفتها، وعبرت عنها عن طريق خبرة شخصية لينتج كتاب خليط من تجارب شخصية واقعية ملموسة، بذلت قصارى جهدي حتى أصل لها وأقدمها لك دون أي مجهود منك.. وكتبت أيضًا عن طرق التعامل مع المريض النفسي كما لم يعلمنا أحد من قبل، وتكلمت عن كيف أن التعامل مع المرض النفسي لا يشبه التعامل مع المرض العضوي، والفرق بينهما، تكملت عن صدمات الطفولة وتأثيرها على النشأة والتكوين وأنهيت الرحلة بنصائح لم نسمعها ولم تقال لنا من قبل، وكلمات نعرفها لكن لم يذكرنا أحد بها.