الكنيسة البيزنطية في مصر تحيي تذكار لعازر صانع العجائب
تحتفل الكنيسة البيزنطية في مصر بتذكار لعازر صانع العجائب الذي نسك في جبل غليسيوس، والذي ولد سنة 968، وانتحل الحياة الرهبانية وهو حديث السن. وقضى ردحاً من الزمن في دير القدّيس سابا، ورسمه بطريرك أورشليم كاهناً. وعندما ثار العرب على الخليفة المصري وعمّ الخراب فلسطين وهدمت الأديرة، لجأ لعازر إلى أفسس ونسك بالقرب منها على جبل غليسيوس.
أسّس ثلاثة أديرة ضمّ فيها جماهير الراغبين في الكمال تحت إدارته. ومات سنة 1054، بعد حياة طويلة عاشها مثالاً للزهد وقهر الجسد.
العظة الاحتفالية
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها إنّه لقد أراد الرّب أن يُظهر الفرض الخاص الذي يقع على عاتق الخدّام الذين تركهم على رأس شعبه فقال: "مَن تُراهُ الوَكيلَ الأَمينَ العاقِلَ الَّذي يُقيمُه سَيِّدُه على خَدَمِه لِيُعطِيَهم وَجبَتَهُم مِنَ الطَّعامِ في وَقْتِها؟ طوبى لِذلِكَ الخادِمِ الَّذي إِذا جاءَ سَيِّدُه وَجَدَه مُنصَرِفاً إِلى عَمَلِه هذا". من هو سيّد المنزل؟ هو دون أدنى شكّ الرّب يسوع المسيح لأنه قال لتلاميذه، " أَنتُم تَدعونَني المُعَلِّمَ والرَّب وأَصَبتُم فيما تَقولون، فهكذا أَنا." ومن هي هذه العائلة؟ هي طبعًا العائلة التي افتداها الرّب نفسه... هذه العائلة هي الكنيسة الجامعة التي تنتشر في العالم أجمع بسبب خصوبتها الكبيرة، والتي تجد مجدها في أن الرّب افتداها بدمّه. وكما يقول الربّ نفسه، "لأَنَّ ابنَ الإِنسانِ لم يَأتِ لِيُخدَم، بل لِيَخدُمَ ويَفدِيَ بِنَفْسِه جَماعةَ النَّاسً" وهو أيضًا الراعي الصالح "والرَّاعي الصَّالِحُ يَبذِلُ نَفْسَه في سَبيلِ الخِراف"
ولكن من هو هذا الوكيل، الذي يجب أن يكون، في آنٍ معًا، أمينًا وعاقلًا؟ هذا ما يُظهره لنا القدّيس بولس الرسول عندما قال عن ذاته وعن رفاقه، "فلْيَعُدَّنا النَّاسُ خَدَماً لِلمسيح ووُكَلاءَ أَسرارِ الله، وما يُطلَبُ آخِرَ الأَمرِ مِنَ الوُكَلاءِ أَن يَكونَ كُلٌّ مِنهُم أَمينًا". ولكن لا يجب أن يعتقد أي شخصٍّ منا أن الرسل هم الوحيدين الذين حصلوا على مهمة الوكيل، فالأساقفة هم أيضًا وكلاء للرّب كما يقول بولس الرسول: "إِنَّ الأُسقُفَ، وهو وَكيلُ الله، يَجِبُ أَن يَكون بَريئًا مِنَ اللَّوم، غَيرَ مُعجَبٍ بِنَفْسِه ولا غَضوبًا ولا مُدمِنًا لِلخَمْرِ ولا عَنيفًا ولا حَريصًا على المَكاسِبِ الخَسيس."
ونحن الأساقفة إذًا خدّام ربّ المنزل، ونحن وكلاء الربّ، وقد حصلنا على مكيال الحنطة الذي يجب أن نوزّعه.