بعد زيارتهم مصر.. هل يتفق قادة الاتحاد الأوروبى على موقف موحد تجاه غزة؟
أفادت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" (BBC)، بأنه بعد لقاء كبار قادة الاتحاد الأوروبي بالرئيس عبدالفتاح السيسي في مصر، قد يتمكنوا من الاتفاق على جبهة موحدة بشأن العدوان الإسرائيلي على غزة خلال اجتماعهم اليوم الخميس، حيث تسيطر الحرب بين إسرائيل والفلسطينيين على القمة.
تباين في الموقف الأوروبي من العدوان الإسرائيلي على غزة
وتابعت أنه على مدار أسابيع، ظل موقف الاتحاد الأوروبي بشأن الحرب محاطًا برسائل متضاربة وزلات دبلوماسية ووجهات نظر وطنية متضاربة بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ولكن بعد أيام من الخلاف، يهدف زعماء الاتحاد الأوروبي إلى تشكيل جبهة موحدة، ومن المتوقع أن يدعموا الدعوة لوقف القتال لأسباب إنسانية، وذلك عقب زيارة سريعة قام بها معظم أعضاء الكتلة الأوروبية إلى مصر مؤخرًا وعدد من العواصم العربية.
وقال رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، إن الوضع الإنساني المتدهور في غزة يشكل مصدر قلق بالغًا، وإن القادة حريصون على تسهيل الوصول إلى الغذاء والماء والرعاية الطبية والوقود والمأوى.
وأضافت الإذاعة البريطانية أن قادة أوروبا يأملون أن يؤدي ذلك إلى تهيئة ظروف أكثر أمانًا، للإفراج عن أكثر من 200 محتجز لدى حركة حماس، والعديد من الأسرى هم مواطنون أوروبيون مزدوجو الجنسية، بما في ذلك مواطنون من ألمانيا وفرنسا والبرتغال وهولندا.
وأشارت إلى أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لديهم وجهات نظر متباينة بشكل حاد، وكل ذلك يؤدي إلى صورة مربكة للغاية، حيث لدى البعض تحفظات بشأن الدعوة إلى وقف القتال، ويقولون إن ذلك يمكن أن ينظر إليه على أنه يحد من حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، وخصوصًا ألمانيا التي تُعدّ الدولة الوحيدة التي لا تؤيد الهدنة الإنسانية.
وقال دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي إن المطلوب بدلًا من ذلك هو فترات راحة أقصر في القتال، مضيفًا: "التوقف يعني وقف إطلاق النار نهائيًا، في حين أن فترات التوقف مؤقتة، وهي فترات قصيرة لبضع ساعات، للحصول على المساعدات هي من يهدف لها البعض".
وأوضحت الإذاعة البريطانية أن ألمانيا والنمسا والمجر وجمهورية التشيك مواقف قوية لدعم إسرائيل، أما إسبانيا وأيرلندا فهما أكثر انسجامًا مع القضية الفلسطينية.
وتابعت أن شبه الاتفاق يأتي بعد جولة دبلوماسية قام بها العديد من الزعماء الأوروبيين في الشرق الأوسط، حيث أجرى رئيس الوزراء الإيطالي جيورجيا ميلوني والمستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون محادثات مع الرئيس عبدالفتاح السيسي.
انتقادات أوروبية من الدعم المطلق لإسرائيل
وأكدت الإذاعة البريطانية أن الاتحاد الأوروبي هو المانح الأكبر للفلسطينيين، لذا فعندما أعلن أوليفر فارهيلي، المفوض الأوروبي المجري المسئول عن السياسة تجاه الدول المجاورة، بعد عملية طوفان الأقصى، عن تعليق كل المدفوعات وتأجيل كل مقترحات الميزانية الجديدة،، لتشتعل موجة غضب من وكالات المعونة.
وتابعت أن المفوضية الأوروبية سارعت إلى إصدار بيان قالت فيه إن المساعدات التي تبلغ قيمتها 691 مليون يورو (600 مليون جنيه استرليني) لن يتم إيقافها، ولكنها ستوضع قيد المراجعة، وقالت في وقت لاحق إنها ستضاعف المساعدات المقدمة للفلسطينيين ثلاث مرات.
وأضافت أنه عندما سافرت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إلى إسرائيل مع رئيس البرلمان الأوروبي أثارت انتقادات لدعمها حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، دون التأكيد على وجوب التزامها بالقانون الإنساني الدولي، ويبدو أنه لا يوجد أي جهد للتواصل مع السلطة الفلسطينية.
وقال دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي للصحفيين إنه ليس كل ما قالته فون دير لاين في إسرائيل يتم نشره على وسائل التواصل الاجتماعي، مضيفًا: "إذا كنت تريد أن تكون فعالًا، فلا تستخدم دبلوماسية مكبرات الصوت، فالحكومة الإسرائيلية تستمع إلينا إذا طرحنا شيئًا خلف الأبواب المغلقة".
وتابعت الإذاعة البريطانية أنه في خطوة غير عادية إلى حد كبير، وقّع أكثر من 800 موظف ودبلوماسي في الاتحاد الأوروبي على رسالة مفتوحة تنتقد دعمها "غير المنضبط" لإسرائيل، واشتكوا من "المعايير المزدوجة" التي تتبعها اللجنة، مشيرين إلى أن الحصار الذي فرضته روسيا على أوكرانيا كان يُنظر إليه على أنه عمل إرهابي، في حين تم "تجاهل الحصار الإسرائيلي على غزة بالكامل".
وقال جيمس موران من مركز دراسات السياسة الأوروبية إن "رد الاتحاد الأوروبي كان مؤسفًا ومربكًا للغاية"، مضيفًا: "في الماضي، تمكن نهج الاتحاد الأوروبي تجاه الصراعات في الشرق الأوسط بشكل عام من الخروج بموقف متوازن، على سبيل المثال، في عام 2014، تم إطلاق الدعوات بسرعة كبيرة لوقف إطلاق النار".