هل يحتاج العالم ثورة خضراء ثانية؟ دراسة تجيب
الثورة الخضراء هي ممارسات متنوعة في مجال الزراعة تعمل على زيادة كمية المحاصيل بصورة هائلة لتوفير الأمن الغذائي للدول والقضاء على المجاعات، وقد حدثت الثورة الخضراء لأول مرة في التاريخ بعد الحرب العالمية الثانية نظرًا لازدياد عدد السكان عالميًا بشكل كبير وعدم القدرة على توفير الغذاء لهم مما تسبب في معاناة العديد من الدول من المجاعات مثل الصين وكمبوديا وفيتنام وكوريا الشمالية.
وتعتبر الثورة الخضراء أهم فترات الابتكار الزراعي في القرن العشرين لأنها استطاعت زيادة إنتاج الغذاء بصورة كبيرة والحد من الجوع والفقر، بل أنها جعلت بعض الدول أكثر ثراءً وقدرة على تصدير الغذاء.
ضرورة حتمية
هذا ما أوضحته الدراسة التي أجراها المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية بعنوان "هل يُقدِم العالم على ثورة خضراء جديدة؟" للباحثة غادة خديوي التي أكدت أن العالم يحتاج الآن إلى ثورة خضراء ثانية بشكل حتمي للحد من الجوع، مشيرة إلى أنه مع استمرار النمو السكاني عالميًا سيظل هناك احتياج ضروري للزيادة في الإنتاج الزراعي بشكل مستدام.
وأشارت الدراسة إلى أنه طبقًا لتقرير "ﺣﺎﻟﺔ اﻷﻣﻦ اﻟﻐذاﺋﻲ واﻟﺘﻐﺬﻳﺔ في العالم 2022"، إن التوقعات العالمية لتحقيق هدف القضاء على الجوع بحلول عام 2030 في انتكاس وتراجع. لذلك يجب على العالم إعادة توجيه السياسات الزراعية والغذائية بما يتوائم مع الوضع الحالي والمستقبلي للبلاد بهدف زيادة القدرة على تحمل تكاليف الأنماط الغذائية "الصحية".
دعوات منذ عام 2008
وأكدت الدراسة أن الدعوات لبدء ثورة خضراء ثانية قد بدأت بالفعل على لسان الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان منذ بداية ارتفاع أسعار الغذاء عام 2008، ورغم وعود قادة العالم الإنمائية الكبرى إلا أن هذه التعهدات تتعرض للفشل بسبب وتيرة المتغيرات العالمية السريعة مثل وباء كورونا والنزاعات بين الدول.
وشددت الدراسة على ضرورة وفاء الدول الكبرى بوعودها وزيادة الاستثمار في البحث والتطوير زراعيًا ودعم الدول الكبرى للدول الفقيرة، متوقعة أن الثورة الخضراء الثانية ستكون أكثر تقدمًا وستتلافى مشكلات الثورة الخضراء الأولى وعلى رأسها استخدام المبيدات بنسبة كبيرة والتأثير على التنوع البيولوجي.
وأعربت الدراسة عن قلقها من أن الثورة الخضراء الثانية يحيط بها بعض المخاوف مثل أنها ستكون ثورة جينية لسلالات معدلة وراثيًا بشكل أكبر، وهو ما يخيف العالم من الإقدام عليها بشكل متعجل. كما أنها ربما يصحبها أيضًا ارتفاع في تكاليف التكنولوجيا المستخدمة بالإضافة إلى تكلفة السلالات الجديدة وهي تحديات هامة تواجه الدول الفقيرة.