كوارث بيئية.. 11 دولة في خطر بسبب قسوة التغيرات المناخية
في حدثِ نادر في التاريخ، تعرضت 11 دولة على الأقل في 5 قارات للعديد من الكوارث البيئية المتطرفة، والتي تشكل خطرًا على حياتنا وبيئتنا. أكثر هذه الكوارث قسوة هي التغيرات المناخية، التي تؤدي إلى انخفاض درجات حرارة الماء والأرض، وزيادة حدة حدوث التلوث والجفاف.
تواجه دول العالم حاليًا العديد من المخاطر، منها التغيرات المناخية، والانقسامات والصراعات، والأزمات المالية، كان آخرهم كارثة إعصار دانيال الذي ضرب الأراضي الليبية. هذه المخاطر تتطلب حلولًا عملية وشاملة، تستند إلى العلم والخبرة والإبداع.
وفقًا لآخر التقارير، فإن الدول التي تعرضت للظواهر المناخية في عام 2023، تشمل:
- ليبيا التي تعرض للفيضانات والانهيارات الأرضية، فإن الإعصار الذي ضرب شرق ليبيا في سبتمبر 2023، أدى إلى حدوث فيضانات مفاجئة في عدة مدن، أبرزها البيضاء التي سجلت أعلى معدل يومي للأمطار بلغ 414.1 ملم، وتسببت هذه الفيضانات في تدمير أكثر من 6000 مبنى، منها 1500 مبنى متضرر.
- اليابان التي تعرضت لظواهر مناخية متطرفة مثل الحروق الجوية والإغلاقات والإشعالات والانزلاقات، بسبب انخفاض درجة حرارة الماء والأرض. وقد أثارت هذه الظواهر انزلاقات كبيرة من الماء والغازات، مما أدى إلى انهيارات أرضية وتدمير محاصيل.
- اليونان التي تعرضت في مطلع سبتمبر الجاري، للعاصفة دانيال، وانهارت القرى والمدن الخاصة بها من الغرق.
- تركيا التي سجلت 7 وفيات؛ إثر تعرضها أيضًا للعاصفة دانيال.
- بلغاريا التي تعرضت لفيضانات شديدة؛ راح ضحيتها 4 مواطنين.
- البرازيل التي سجلت حوالي 30 حالة وفاة؛ بسبب هطول أمطار غزيرة وفيضانات في ولاية ريو غراندي دو سول.
ظواهر متطرفة
وفي السياق، يقول يحيى عبد الجليل، الخبير في مجال البيئة، إن الظواهر المناخية التي تعرضت لها دول العالم في الآونة الماضية، تشمل الحروق الجوية، وهي حروق طبيعية تحدث بسبب انخفاض درجات حرارة الماء والأرض؛ مما يجعل بعض المادة المائية تصبح سامة وتسبب إصابات جانبية.
ويوضح: "هناك زيادة في حدة وشدة وانتشار هطول الأمطار العربية، فهناك بعض التقارير العلمية التي تؤكد أن بعض مناطق العالم سوف تصبح أكثر جفافًا مع ارتفاع درجات الحرارة، مثل جنوب إفريقيا والأمازون وأجزاء من أوروبا، بما في ذلك شرق الولايات المتحدة وشرق وجنوب آسيا وأستراليا ووسط إفريقيا سوف تتلقى المزيد من الأمطار".
ويستكمل "عبد الجليل" حديثه لـ "الدستور": "هناك تقارير أخرى تشير إلى أن الظواهر المتطرفة ستغطي أيضًا مساحة أكبر في الفترة المقبلة، كما ستؤدي إلى زيادة في خطورة التدفقات الطينية، فالعلماء يحددون المناطق التي ستواجه ظواهر مناخية متطرفة مستقبلاً بحسب نماذجهم".
إجراءات بيئية
ينوّه الخبير في مجال البيئة، إلى أن دول العالم تحتاج إلى اتخاذ بعض الإجراءات للتغلب على هذا الخطر المناخي، مثل زيادة التوعية والتفهم بالظواهر المناخية المتطرفة وأسبابها وآثارها، وهذا يتطلب تشجيع الحوار والتعاون بين الدول والمجتمعات المحلية والإقليمية والدولية، لتبادل المعرفة والخبرات والمصادر حول هذه الظواهر، وكيفية التكيف معها أو التغلب عليها.
ويستطرد: "يجب أيضًا زيادة التدخل السياسي والإنساني لحماية البيئة والموارد الطبيعية، وهذا يتطلب تحديد قوانين وضوابط جديدة أو تطبيق قوانين وضوابط موجودة لحماية البيئة من التلوث والانبعاثات الضارة، كما يتطلب تشجيع المشاركة الشركاء في حل المشكلات من خلال التضامن والتعاون بين الدول".
ويختتم: "لا يجب أن نستغنى عن دور التكنولوجيا المستدامة في تحسين كفاءة استخدام الموارد الطبيعية، وهذا يتطلب تطوير أساليب جديدة أو تحسين أساليب موجودة لتقليل استهلاك الماء والغازات، كما يتطلب تقديم حلول فردية أو جماعية لإصلاح أخطاء أو تأخيرات في استخدام المصادر الطبيعية".