كيف ساعدت الدول العربية مصر في انتصار حرب أكتوبر؟
في عام 1973، اندلعت الحرب بين مصر وسوريا من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، والتي أصبحت معروفة باسم حرب أكتوبر أو حرب رمضان، وشاركت تسع دول عربية في هذه الحرب، حيث قدمت دعمًا عسكريًا لمصر وسوريا.
وتم ترتيب الدول العربية المشاركة في الحرب وفقًا لقوتها التأثيرية ودورها العسكري المقدم دون النظر إلى الدعم المالي الذي قدمته، كالتالي: العراق، الجزائر، ليبيا، الأردن، المغرب، السعودية، السودان، الكويت، تونس.
زيارة السعودية والحظر النفطي
وفي الأسابيع القليلة قبل اندلاع الحرب، قام الرئيس السادات بزيارة سرية إلى العاصمة السعودية الرياض، التقى فيها الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، وكشف له عن قرار الحرب ضد إسرائيل، دون الكشف عن موعد محدد لبدء الحرب، طالبًا منه وقف ضخ البترول للدول الغربية في حال نجاح الهجوم المصري.
واستجاب الملك فيصل لمطلب السادات، في 17 أكتوبر 1973، فدعا إلى اجتماع وزراء البترول العرب في الكويت، وتم اتخاذ قرار بتخفيض إنتاج النفط العربي بنسبة 5%، وتخفيضه بنسبة 5% أخرى كل شهر، كما تم الإقرار بحظر تصديره إلى الدول الداعمة لإسرائيل، ورفع أسعار البترول بنسبة 70% وفرض عقوبات اقتصادية على الدول المعادية.
واستدعى السفير الأمريكي في السعودية وأبلغه رسالة من الرئيس الأمريكي نيكسون. أعلن فيها أنه إذا استمرت الولايات المتحدة في دعم إسرائيل، فسوف يتعرض مستقبل العلاقات السعودية الأمريكية لإعادة النظر.
كما ألمح الملك فيصل إلى إمكانية وقف شحن البترول السعودي إلى الولايات المتحدة إذا لم يحدث تقدم سريع في إنهاء الحرب.
وفي 20 أكتوبر 1973م، لم تستجب الولايات المتحدة لهذا الحظر النفطي، حيث قدمت دعمًا لإسرائيل بمبالغ مالية وشحنات أسلحة، لذا فعلت الدول العربية المصدرة للنفط تحذيراتها واستمرت في تنفيذ الحظر النفطي.
المساعدات العربية لمصر
وفي 22 أكتوبر 1973، أصدرت الأمم المتحدة قرارًا يدعو إلى وقف إطلاق النار، وتم الاتفاق على وقف إطلاق النار في 25 أكتوبر 1973، وعلى إثر ذلك، بدأت المفاوضات لتحقيق السلام بين الأطراف المتحاربة.
وفي النهاية، تم التوصل إلى اتفاقيتي تسوية في عام 1974، وتم توقيعهما في جنيف، وأدت هذه الاتفاقيات إلى إنهاء الحرب وإعادة ترسيم خطوط التماس بين إسرائيل ومصر وسوريا، ووضعت أسسًا لعملية السلام في المستقبل.