أبطال حرب أكتوبر.. المشير محمد علي فهمي يكشف تاريخ نشأة قوات الدفاع الجوي
تحل اليوم ذكرى وفاة المشير محمد علي فهمي الذي غادر دنيانا في مثل هذا اليوم من العام 1999.
ويعد الراحل واحدًا من أبرز أسماء الأبطال في حرب أكتوبر 1973، كقائد لقوات الدفاع الجوي وهو أول قائد لقوات الدفاع الجوية والتي عين في منصبها 1969.
وشارك محمد علي فهمي في بناء حائط الصواريخ خلال حرب الاستنزاف التي شارك فيها واستطاع أن يكبد قوات العدو الإسرائيلي خسائر فادحة، قدرت بثلث قوات سلاح الطيران الإسرائيلي.
رقّي المشير محمد علي فهمي إلى رتبة الفريق في العام 1974، وفي العام اللاحق 1975 تولي رئاسة أركان القوات المسلحة، وحصل علي العديد من التكريمات والأوسمة، من بينها وسام نجمة الشرف العسكري، وسام الشرف العسكري من سوريا، وشاح النيل وغير ذلك.
ــ القوة الرابعة .. تاريخ الدفاع الجوي المصري
قدم المشير محمد علي فهمي إلي المكتبة العربية العديد من المؤلفات ذات الصبغة العسكرية، نذكر من بينها كتاب “ألمانيا تهديد السلام”، “ألمانيا بين الشرق والغرب” في جزئين. وغير ذلك.
وفي كتابه “القوة الرابعة”.. تاريخ الدفاع الجوي المصري، والصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب في العام 1977، أفرد المشير محمد علي فهمي صفحات الكتاب بصورة مبسطة وسلسلة في ثلاثة أقسام تاريخ نشأة الدفاع الجوي، الجولات والمعارك التي خاضها الدفاع الجوي المصري حتي عام 1967.
بينما سلط في القسم الثاني من الكتاب الضوء علي دور الدفاع الجوي في حرب الاستنزاف. وجاء القسم الثالث من كتاب “القوة الرابعة” والخاص بحرب أكتوبر 1973، في فصلين، الفصل الأول وتحدث فيه عن الدفاع الجوي المصري وكيف حطم أسطورة التفوق الجوي الإسرائيلي.
وفي الفصل الثاني، تناول المشير محمد علي فهمي الدروس المستفادة من وجهة نظر الدفاع الجوي ونظرة إلي المستقبل.
ــ المشير محمد علي فهمي ونشأة قوات الدفاع الجوي
ونشاة قوات الدفاع الجوي في مصر تعود إلى بداية الحرب العالمية الثانية، فبعد أن حصلت مصر علي استقلالها المحدود عام 1936 بدزت في تقوية الجيش عدة وعتادا. وبعدها بعامين تحديدا في العام 1938 بدأت مصر في تكوين أول نواة للمدفعية المضادة للطائرات، ولجأت في ذلك إلي موردها التقليدي في السلاح فكان أن تم إنشاء أول آلاي مضاد للطائرات وتم تسليحه بأسلحة مختلفة من أسلحة الحرب العالمية الأولي وهي المدافع 3 بوصة المضادة للطائرات، ثم دعمت قوة المدفعية المضادة للطائرات بعد ذلك بآلاي آخر من نفس التسليح فأصبح الموجود منها آلايين مضادين للطائرات.
ــ أولي اختبارات المدفعية المضادة للطائرات
ويرصد علي فهمي النشأة القوية التي حظيت بها المدفعية المضادة للطائرات، مشيرا إلي أن: خلال معارك الحرب العالمية الثانية دخلت المدفعية المضادة للطائرات وهي لاتزال في بدء نشأتها معارك الحرب العالمية الثانية، وخاضت معارك الدفاع الجوي عن المدن الرئيسية الأربعة، القاهرة والإسكندرية، وبورسعيد والسويس، والتي كانت لها أهمية خاصة من ناحية الكثافة السكانية والإمكانيات الصناعية.
وعن الهجمات التي تعرضت لها المدن المصرية الأربعة خلال معارك الحرب العالمية الثانية، تلك الهجمات الإيطالية وكيف تصدت لها قوات الدفاع الجوي المصرية.
ــ هكذا دافعت قوات الدفاع الجوي عن الإسكندرية
ويمضي المشير محمد علي فهمي في حديثه عن بطولة قوات الدفاع الجوي في التصدي لأول غارة من نوعها: قامت المدفعية المصرية المضادة للطائرات في هذه الهجمة الجوية ــ وكانت أول غارة من نوعها تتم بمثل هذا العدد الكبير من الطائرات ــ بجهد كبير وأقامت ستارا مهلكا من النيران في وجه الطائرات المغيرة جعل قنابلها تتساقط بعيدا جدا عن أي أغراض . أضف إلي ذلك دورها الذي أدته في إضاءة الطائرات المغيرة مما جعلها تقع فريسة سهلة لرجال المدفعية المضادة للطائرات فعملوا علي تدميرها وكان لهم في ذلك نصيب وافر في هذه الليلة. لقد كانت هذه أول هجمة جوية كبري علي مدينة مصرية وأول تجربة ناجحة يثبت فيها السلاح الجديد قدرته وأمكانياته.
ــ المقاتل المصري وتغلبه علي تخلف معداته
ويستدرك المشير محمد علي فهمي: حقيقة أن المدافع التي كانت في حوزتنا من أسلحة الحرب العالمية الأولي ونظرتها إذا قيست بالنظريات الحالية ــ وقت نشر الكتاب 1977 ــ تعتبر بدائية إلا أن المقاتل المصري ذلك الرجل الذي انتصر عبر التاريخ الطويل تمكن بذكائه وقدرته ومهارته ودأبه المتواصل علي العمل من التغلب علي هذا التخلف الموجود في المعدات بوسائل مبتكرة فنية وتكتيكية مكنته في النهاية من أن يسقط في هذه الهجمة العديد من الطائرات.
لقد كن نجاحا لا يعادله نجاح لسلح جديد. كان نجاحا باعثا للجميع علي المضي قدما في تدعيمه بكل الجهود والطاقات.
حاولت مصر في ضوء تطور التسليح الذي لازم المدفعية المضادة للطائرات والذي انبثق من خبرة الحرب العالمية الثانية أن تطور مدفعيتها المضادة للطائرات فلجأت إلي موردها التقليدي للسلاح ــ إنجلترا ــ حيث استبدلت نفس العدد من البطاريات الموجودة من المدفعية المضادة للطائرات 3 بوصة بأخري عيار 3.7 بوصة بعضها ثاب والآخر متحرك.