بعد مقتل يفجينى بريجوجين.. ما مصير قوات "فاجنر" فى إفريقيا؟
أثار إعلان مقتل زعيم مجموعة فاجنر الروسية يفغيني بريجوجين مع مجموعة من قيادات الشركة في تحطم طائرة خاصة في الأجواء الروسية، موجة من التساؤلات عن مصير المقاتلين، وإمكانية ضمهم تحت مظلة الجيش الروسي، والدور الذي تلعبه الشركة في إفريقيا وغيرها من بلدان العالم لرعاية المصالح الروسية.
وقال المحلل السياسي الروسي ديمتري بريجيع، إن مجموعة فاجنر سوف تتأثر بكل تأكيد بعد مقتل قائدها يفغيني بريجوجين، والقيادات التي لعبت دورا كبيرا، وبعضهم كان في جهاز المخابرات الروسية، وهناك معلومات متضاربة حول الحادث، وما إذا كان سيؤثر على الداخل السياسي الروسي، لكنه لن يؤثر على العلاقات بين روسيا والدول المختلفة التي تتعامل مع فاجنر.
وتستعد مجموعة فاجنر لتطبيق الخطة البديلة التي تسمى "التعبئة الكاملة"، بعد مقتل زعيمها يفغيني بريجوجين، وديمتري أوتكين، في حادث تحطم طائرة بالقرب من موسكو.
تداعيات مقتل بريجوجين
وأضاف بريجيع، لـ"الدستور"، أن الحادث ستكون له تداعيات معينة، لوقت معين، فنحن على أعتاب انتخابات محلية في سبتمبر المقبل، وانتخابات رئاسية في مارس المقبل، تمثل أهمية كبيرة للرئيس فلاديمير بوتين، لما سيكون لها من تداعيات على النظام السياسي ودوائر صناعة القرار.
وأشار إلى أن سيناريو مقتل بريجوجين ربما يكون مفيدا للدول الغربية، وقد تكون هذه الدول هي من اغتالت الرجل، لكن حتى الآن لا نعرف شيئا طالما التحقيقات لا تزال جارية.
وأوضح أن تمرد فاجنر لم يتبعه أى احتجاجات أو فوضى في الشارع الروسي، وكذلك مقتله لن يكون له مثل هذه التداعيات، لكن بكل تأكيد هناك تغييرات قد تحدث، وهذا الاغتيال سوف يؤثر على نشاط الشركة؛ على الرغم من الاستمرار المتوقع لنشاطها في إفريقيا وسوريا وغيرها من البلدان، مستبعدا وقوع أي تمرد جديد من القوات.
وأفادت بعض التقارير بأن هذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها عن مقتل القائد في حادث طائرة ثم يظهر بعدها بعدة أيام لتثار التساؤلات عما إذا كان قائد فاجنر نجا من الحادث أو لم يكن على متن الطائرة من الأساس.
وأفادت صحيفة "ريدوفكا" الروسية بأن الشركة العسكرية الخاصة لديها "آلية عمل معتمدة منذ فترة طويلة في حالة وفاة يفغيني بريجوجين أو دميتري أوتكين".
سيناريوهات الكرملين
وأكد بريجيع أن الكرملين يمتلك سيناريوهات للتعامل مع أي مستجدات قد تطرأ على الأرض، والخروج من هذه الأزمة، وروسيا قد تفرض سيطرتها على الشركة، لأنها مرتبطة بطريقة غير رسمية بأجهزة الدولة، وليس من السهل اندماجها في الجيش الرسمي حتى لا تسبب حرجا للدولة حال قيامها بأمور معينة.
وحول تواجد فاجنر خارج البلاد، قال بريجيع، إن القوات تتواجد بالفعل في أكثر من بلد إفريقي، وكذلك تتواجد في سوريا تحت مظلة الدور الروسي الرسمي، ومقتل زعيم فاجنر لن يؤثر على استراتيجية موسكو في القارة السمراء بشكل عام.
واختتم تصريحاته بالقول: الحادث يذكرنا بمقتل الجنرال الروسي ألكسندر ليبيد في سيبيريا، وكان لعب دورا كبيرا في الحرب الشيشانية، وهاهو نفس السيناريو لكن بطريقة مختلفة مع قائد فاجنر، والمقارنة هنا ليست قريبة وليست بعيدة في نفس الوقت، فكل من الرجلين كان يطمح للسلطة، وكل منهم أدى دورا بارزا سواء في حرب الشيشان أو حرب أوكرانيا، الزمن مختلف والوقت مختلف لكن ما حدث في السابق يعاد الآن.
إعلان رسمي
وأعلنت قنوات "تليجرام" المرتبطة ببريجوجين وفاته بعد وقت قصير من أنباء الحادث، وادعت أن سببه "خونة" داخل روسيا.
وزعم المسئولون الروس أيضًا، أن بريجوجين كان على متن الطائرة، التي تحطمت في أحد الحقول، ما أسفر عن مقتل جميع ركابها العشرة، بعد شهرين فقط من محاولة الانقلاب الفاشلة ضد نظام بوتين.
ونشرت وكالة النقل الجوي الفيدرالية قائمة بأسماء الأشخاص الذين تعتقد أنهم كانوا على متن الطائرة، ومن بينهم بريجوجين وأوتكين.