في عيد صعود الجسد.. نرصد أشهر الأديرة والكنائس المصرية التي سميت باسم العذراء
يحتفل الأقباط اليوم الثلاثاء، الموافق 16 مسري بالتقويم القبطي، بعيد صعود جسد السيدة العذراء مريم إلي السماء، حيث تملأ كثير من بيوت المصريين اليوم، فرحة خاصة احتفالًا بعيد "أم النور" كما يلقبها البعض، وتأتي هذه المناسبة بعد صوم قصير، يقبل عليه الكثيرون، يعرف بـ "صوم السيدة العذراء"، ومدته 15 يوما، بدءًا من 1 مسري إلي 16 مسري.
أشهر الأديرة
وبهذه المناسبة، يتحدث اليوم للدستور الباحث في التراث القبطي ماجد كمال، في السطور التالية، حول أشهر الأديرة والكنائس المصرية باسم "السيدة العذراء مريم".
دير درنكة
وهو دير السيدة العذراء بجبل أسيوط الشهير بـ"درنكة "، ويشتهر الدير بمكانة هامة ومتميزة في قلوب المصريين جميعا مسلمين وأقباط؛ وذلك لما تمثله السيدة العذراء من قدسية ومكانة في قلوبهم جميعا فهي التي قال عنها الكتاب المقدس "جميع الأجيال تطوبني " وجاء عنها في القراّن ان الله اصطفاها وطهرها علي كل نساء العالمين.
ومع احتفالات صوم العذراء خلال الفترة من "7 اغسطس – 22 اغسطس"، يتوافد الالاف من المصريين علي الدير لزيارته ونيل البركات؛ ولقد ذكر المقريزي في كتابه "القول الابريزي للعلامة المقريزي" تحت كلمة أديرة ادرنكة: "اعلم ان ناحية ادرنكة ؛ وهي من قري النصاري الاصعايدة؛ ونصارها اهل علم في دينهم وتفاسيرهم في اللسان القبطي؛ ولهم فيها اديرة كثيرة في خارج البلاد من قبليها"، و"الادرنكة" هو النطق القديم لاسم قرية الدرنكة وتقع في قرية قرب اسيوط ويشتهر اهلها بزراعة الكتان؛ والكمون؛ والينسون.
وتشير الروايات الشفاهية القديمة، إلى أن العائلة المقدسة قد اختبأت وقتا ما في مغارة بجبل اسيوط هربا من اضطهاد هيرودس، أثناء رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، وهذه المغارة هي التي أقيم عليها بعد ذلك دير العذراء الشهير بدير الدرنكة.
الدير المحرق
وهو من أشهر الأماكن الأثرية الموجودة بمصر، باسم السيدة العذراء مريم، ووفقًا للتقليد القبطي المتوارث؛ هو المحطة الأخيرة في رحلة العائلة المقدسة إلي أرض مصر، ويقع الدير على بعد حوالى 12 كيلومترا غرب مدينة ومركز القوصية، وعلى مسافة 48 كيلومترا شمال محافظة أسيوط، و327 كيلومترا جنوب محافظة القاهرة.
ووفقًا الكتب الكنسية المعترف بها في الكنيسة القبطية والمؤرخون، فإن العائلة المقدسة بعد ما ارتحلت من أورشليم إلى مصر وانتقلت بين عدة بلاد وقرى في مصر، حطَّت رحالها في قسقام وقد دلّت الدراسات على أن سفح جبل قسقام، كان عبارة عن صحراء قفرة لا يسكنها أحد على الإطلاق، إلا أنه كان يوجد بيت مهجور من اللَّبن وسقفه من سعف النخيل ويقع على منحدر هضبة شرقية واسعة، وفي خارجه من الجهة الشمالية يوجد بئر ماء.
ووفقًا للموقع الرسمي للدير، فإنه عندما التجأت العائلة المقدسة إلى هذا البيت، استراحت فيه بعد عناء ومشقة الترحال، فمكثت فيه فترة من الزمان في هدوء واطمئنان في بساطة العيش وتواضع الحال، وحدث أنه ازداد ماء البئر بوفرة وصار صالحاً عذباً للشرب بالرغم من جفافه مدة طويلة.
العذراء جبل الطير بسمالوط
أيضًا يعد من بين أشهر المزارات القبطية التي تحمل اسم السيدة العذراء مريم؛ والتي يقبل على زيارتها المصريين جميعا، والسياح الأجانب أيضًا، هو دير السيدة العذراء جبل الطير بسمالوط ، ولهذا الدير قدسية خاصة؛ فهو يقع ضمن نطاق مزارات خط سير رحلة العائلة المقدسة إلي أرض مصر.
كتب عن هذا الدير الكثير من المؤرخين والرحالة المصريين والأجانب، ومن هؤلاء نذكر أبو المكارم في موسوعته الخالدة "تاريخ الكنائس والأديرة"، حيث قال عنها تحت عنوان "جبل الطير " بيعة جبل الكف على اسم السيدة العذراء الطاهرة مرتمريم"، كما كتب عنه العلامة المقريزي في موسوعته الخالدة "القول الأبريزي للعلامة المقريزي " حيث قال عنها تحت عنوان "دير الطير " فقال "هذا الدير قديم؛ وهو مطل علي النيل؛ وله سلالم منحوتة في الجبل ؛وهو قبالة سملوط".
كنيسة السيدة العذراء بسخا
تعتبر من المحطات الهامة في رحلة العائلة المقدسة إلي أرض مصر، هي كنيسة السيدة العذراء بسخا بمحافظة كفر الشيخ، وشهد هذا المكان مكوث العائلة المقدسة بها لنحو عدة أيام وطبع السيد المسيح "قدمه" بداخلها، ولا يزال أثره موجوداً على حجر ضمن مقتنيات الكنيسة.
ويرجع تاريخ تشيد الكنيسة إلى القرن الرابع الميلادي، وتم ترميمها في القرن الحادي عشر بأمر من الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله، وفي القرن السادس عشر تعرضت الكنيسة للهدم، حتى أمر محمد علي باشا بإعادة بنائها عام 1846 ميلادية مع الحفاظ على الطابع الأثري بها والحفاظ على الأجزاء الأثرية المتبقية منها، وتشكل هذه الكنيسة تحفة معمارية، لكونها من أقدم الكنائس الأثرية في مصر.
كنيسة العذراء بالزيتون
هذه الكنيسة شهدت أكبر ظاهرة روحية حدثت في القرن العشرين، وهي تجلي السيدة العذراء فوق قباب كنيستها بالزيتون في 2 أبريل 1968، وتعود قصة بناء الكنيسة، نقلًا عن آباء الكنيسة، أنه في سنة 1924 فكر بعض أقباط الزيتون في بناء كنيسة لأنه لم يكن في هذه الضاحية الكبيرة أي كنيسة علي الإطلاق، واتفق السيد توفيق خليل مع المهندس الإيطالي "ليمون جيلي " لكي يكون تصميم كنيسة السيدة العذراء بالزيتون علي مثال كنيسة أجيا صوفيا بأسطنبول بتركيا، وتم تدشين الكنيسة، الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف السابق عام 1925.
وبداخل الكنيسة أيقونات كثيرة للسيدة العذراء، والملائكة، والقديسين. وقد تم رسم أيقونات جديدة بها مع ظهور السيدة العذراء بالكنيسة؛ مثل صورة السيدة العذراء بالقبة الرئيسية بالكنيسة، وكذلك بعض الأيقونات التي أهديت للكنيسة من الإمبراطور "هيلاسيلاسي" عند زيارته للكنيسة وقتها.