رئيس البرنامج العالمي لبحوث المناخ لـ"الدستور": العالم سينتهي إذا استمرت درجات الحرارة في الارتفاع
قال مايكل سبارو رئيس البرنامج العالمي لبحوث المناخ في الأمم المتحدة، إن متوسط درجة الحرارة العالمية في 7 يوليو 2023 كان 17.24 درجة مئوية- أو 0.3 درجة مئوية وهو ما يعد أعلى من الرقم القياسي السابق المسجل في 16 أغسطس 2016 وهو عام مع ارتفاع درجة حرارة من ظاهرة النينيو القوية، وفق بيانات ذكرتها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
وأكد مايكل سبارو في تصريح خاص لـ"الدستور" أن المنظمة العالمية للأرصاد أشارت إلى أن هناك نتائج أولية صادرة عن المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية متوسطة المدى (ECMWF) تؤكد أن ارتفاع درجات الحرارة في الأرض غير متوقعة وترتفع بسرعة شديدة مع زيادة استخدام المبردات والغازات الكربونية لتخفيف درجات الحرارة.
وتابع أن شهري يونيو ويوليو الماضيين كانا الأكثر سخونة على الإطلاق عند 0.5 درجة مئوية وهو معدل أعلى من متوسط درجات الحرارة التي تم رصدها في عامي 1991-2020 حيث كان مقياس الجليد البحري في القطب الجنوبي 17 دون المتوسط وهو أدنى مستوى منذ أن بدأت عمليات المراقبة عبر الأقمار الصناعية، معقبا: “لقد كسر الرقم القياسي السابق في يونيو بهامش كبير ومقلق".
ولفت إلى أن ظهور ظاهرة النينيو- الاحترار الطبيعي والمؤقت والعرضي لجزء من المحيط الهادئ، وتغير أنماط الطقس عالميا- يؤدي تغير المناخ إلى اشتدادها والتي من المتوقع أن تزيد الحرارة على اليابسة وفي المحيطات، ويؤدي إلى درجات حرارة أكثر تطرفا وموجات حرارة بحرية.
وعبر في حديثه لـ"الدستور" عن تخوفه من أنه في حالة حدوثها تتسبب ظاهرة النينيو في حدوث مجموعة كبيرة من المشكلات الصحية، مثل تفشي الأمراض وسوء التغذية والإجهاد الحراري وأمراض الجهاز التنفسي لدى الإنسان وكافة الكائنات الحية واحتراق الغابات وذوبان الجليد وارتفاع منسوب البحار ومشكلات أخرى كثيرة.
واستكمل أن الوضع الحالي مجهول ولا يمكن التأكد مما ستؤول إليه الأمور في الأعوام أو حتى الشهور القادمة ولكن إذا استمرت التداعيات على هذا الحال نتوقع تضخم الأزمة وستمتد التأثيرات حتى عام 2024، مضيفا أن تقرير درجات حرارة المحيطات العالمية لشهر يونيو وصلت إلى مستويات غير مسبوقة حيث إن الشمال الأطلسي كانت درجاته دافئة بشكل استثنائي بجانب العديد من موجات الحرارة البحرية الشديدة التي قد تم رصدها على مستوى المحيطات.
كما عبر مايكل سبارو عن قلقه الشديد حيث ذكر أنه في العام الماضي فقط قدرت حالات الوفيات لدى البشر بأكثر من 63 ألف حالة وفاة مرتبطة بالحرارة في أوروبا وكانت جميعها في نهاية شهر مايو وحتى سبتمبر.
وأوضح أن فرنسا وألمانيا واليونان وإيطاليا وإسبانيا والمملكة المتحدة والهند ودول كثيرة لا تمتلك العلم الكافي لربط الوفيات بارتفاع درجات الحرارة قد عانوا جميعا من عدد كبير في الوفيات.
وأشار إلى أنه مع غياب محاولات التكيف مع حرارة الصيف والاستخدام المفرط للغازات الكربونية والتبريد وغيرها من الأسباب التي تزيد من حرارة الأرض، يتوقع زياد سريعة في أعداد الوفيات المرتبطة بالحرارة الصيفية غير المسبوقة في السنوات المقبلة.
وأكد أنه يجب على العالم أن يدرك الخطر القادم فنحن كنا قد اعتدنا على رؤية ذوبان الجليد بشكل كبير في الجليد البحري في القطب الشمالي، وكنا نحذر منذ بدأ ذلك الأمر لكن الآن لم يعد الذوبان يحدث في القطب الشمالي فقط بل أيضا في القطب الجنوبي وهذا يعني أن الأرض ستصبح صيفا بلا شتاء على مدار العام وستصل إلى حد قد تنصهر.
وحذر العالم من أن ارتفاع درجة حرارة محيطات العالم ينتشر بسرعة خارج سطحها وأنها تمتص الطاقة التي ستبقى بجوفها حتى تنفجر في لمحة بصر وهذا يعد جرس إنذار يدق بصوت عال بشكل خاص بسبب ارتفاع درجات حرارة سطح البحر غير المسبوقة في شمال المحيط الأطلسي قائلا: “سيتم القضاء على الكائنات البحرية وهو ما نشهده بالفعل من نفوق ملايين الأطنان من الكائنات البحرية الملقاة على الشواطئ”.
واختتم تصريحه مؤكدا أن الأمر أشبه بعندما يكون لديك إعصار استوائي يتأثر كل شيء في الشواطئ والمدن وبجانب هطول الأمطار الغزيرة الذي يمكن أن يؤدي إلى وقوع إصابات ونزوح السكان وما إلى ذلك كما يحدث الآن بالفعل في الهند والصين واليابان وكوريا، وهذا يعني احتمالية كبيرة لحدوث ظواهر الطقس والمناخ المتطرفة لذا يجب إيجاد حل جذري وعلى العالم أجمع التكيف معه لإخماد لهيب درجات الحرارة وإلا العالم سينتهي وستعود الأرض كرة من النار كما كانت قبل ملايين السنين ولا حياة عليها.